الخميس، 1 أغسطس 2019

قبل تلك السنين

تمت مشاركة كثير من الصور في الأيام الماضية عبر تطبيق «FaceApp»، الذي يحوّل صورة الشخص رقمياً إلى صورته بعد تقدّمه في السن.
الجميع يريد أن يتخيل شكله بعد أن تجتاحه الشيخوخة، وأن ينهكه العمر، وأن يمر بسهول ووديان وغابات الحياة. الكل يريد لمحة من المستقبل الذي ينتظره، وإن كانت تلك اللمحة صورة شخصية للحال الذي سيعبر إليه بالزمن.
البعض أعجبه ما رأى، والبعض استنكر ما شاهده، وآخرون أخافتهم فكرة التقدم في السن والشيخوخة. فتلك الصورة مثّلت بالنسبة لهم طريقاً ظنوا أنه من الطول والعرض الذي يجعل نهايته عسيرة على الرؤية، في حين أن خط النهاية لا يمتد في ميزان الوقت بضعة ساعات.
الخوف من التقدم في السن حقيقي ومشروع؛ لأنه يمثّل الخوف من ضياع معظم الفرص، وفوات الوقت، وتسلسل اليأس، وخفوت الشعلة، وفقدان الحب أو الأمل أو كلاهما!
إن خفت وأنت تشاهد صورتك تتقدمك في السن، فذلك لأنك تخاف التقدم في السن دون أن تتطور وأن تكبر وأن تحقق كل الأحلام التي تعرف بأن في استطاعتك تحقيقها في قرارة نفسك؛ تخاف أن تكبر دون أن تفعل كل الأمور التي وعدت نفسك بها؛ تخاف أن تكبر وتعرف أنك تغيرت من الخارج إلى الداخل، وأنك لم تعد تريد الخروج للسهر ولم تعد تستطيع لعب كرة القدم التي تحب، ولا يشدك السفر ولا المغامرة، ولا حتى الذهاب إلى السينما كل أسبوع.
ولذلك، يكون الخوف من الشيخوخة في بعض الأحيان أكبر من الخوف من الموت؛ لأن الموت يعني أن الطريق انتهى وانقطع بشكل حتمي دون أن يكون لنا احتمال تغييره أو الحيلولة دونه. أما الشيخوخة، فتعني ملايين الاحتمالات وأكثر؛ تعني أننا قد نستيقظ في عقدنا السابع أو الثامن مرتاحين أو بائسين أو سعيدين أو مريضين أو مهاجرين أو عاملين، أو غيرها من الأحوال التي لا تخطر على البال. وهذا ما يخيفنا، ما لا يخطر على البال، الذي وإن قلّت نسبة حصوله لنا فإنه قد يحصل لنا في النهاية. أما الموت، فليس بعده ولا قبله احتمال، هو واقع لا محالة، لكننا لا نعرف إن كان سيلحقنا اليوم أو بعد تلك الصورة بسنين طويلة.
لا تخف عزيزي القارئ من المستقبل. اركض وراء شغفك اليوم لتحصد نتائجه في الغد وليترك ذلك الأثر الذي تحبه على وجهك.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية


الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...