الثلاثاء، 20 يونيو 2023

لو أردت أن تكون سعيداً.. اكتب!

  

 

 

 

أنا أعرف أهمية الكتابة.. طبعاً فأنا كاتبة، و لكن هل تعرف أنت أهميتها و أثرها على السعادة؟ تشير الدراسات إلى أنك عندما تكتب و تعبر عن مشاعرك و أحاسيسك على ورقة أو حتى على جهازك اللوحي أو الكمبيوتر ترتاح نفسياً أكثر من عندما تصارح صديقك أو زميلك في العمل حول حدث صادم وقع لك! هذا الأمر حيّر العلماء.. فما الفرق بين الفضفضة للورق أو الفضفضة لكتف صديق حنون؟! يُفترض بأن يترك ذلك الأثر نفسه! و من هنا فُتح الباب لتفسير الفرق بين الكتابة و المحادثة.. البعض يقول بأن الانسان عندما يكتب يكون مرتب في أفكاره و قد يذكر كل شيء لورقة صماء بخلاف ما قد يفعله عندما يحادث صديقه أو قريبه.

كما يستند الكاتب ريتشارد وايزمن في كتابه (٥٩ ثانية) على بعض الدراسات، في أنه يمكن للإنسان أن يُحسن حياته و يسعد أكثر عندما يكتب مشاعره لشخص يحبه في حياته.. زوج.. صديق.. جار.. أخ. و يستطيع كتابة هذه المشاعر بأي شكل و أن يختار أن يشاركها هذا الشخص أو ألا يفعل. 

الكتابة تداوي الروح. تمد للإنسان جذور و أذرع و سيقان لم تكن لتُخلق له لولا الكتابة و سحرها.. الكتابة ليست للكتاب فقط.. يمكن للجميع أن يدخل هذا العالم الرائع و أن يكتب لسعادته.. لوجوده.. لانبلاجه.. لسريان أحلامه.. يُمكن لك أنت يا أيها القارئ أن تصل للسعادة لو قمت بالكتابة بشكل يومي! لا يُشترط أن تكتب معلقات عن مشاعرك و أحلامك و أهدافك.. و لكن اكتب ببساطة و اختصار.. اكتب عن مشكلة واجهتك وأثرت فيك نفسياً.. اشرح كيف تأثرت بها و كيف صمدت أمامها.

اكتب لشخص تحبه.. عبر له عن مشاعرك.. افتح له قلبك و كأنك لن تراه لوقت طويل.

اكتب عن أفضل تجربة مررت بها في حياتك و اشرح كيف شعرت في وقتها، و كيف كانت الأجواء، و مع من كنت و أين و متى كانت هذه التجربة، فدراسة للباحثة لورا كنج تثبت بأن الناس الذي يعودون لزيارة ذكرياتهم السعيدة، يكونون أسعد من الذين لا يفعلون ذلك!

اكتب عن المستقبل الرائع الذي ينتظرك و أحلامك التي ستتحقق لو حدث كل شيء في حياتك بسلاسة و بلا مشاكل!

اكتب عن الناس و الأشياء التي تمتن لوجودها في حياتك و تشكر ربك عليها! اكتب بكل شكر و تقدير عن الأمن و البيت و الطعام و العمل و العائلة و الأصدقاء و الصحة التي لديك!

اكتب كل يوم.. قليلاً أو كثيراً! لتكون أصح نفسياً و جسدياً! اكتب و اجعلها عادة يومية تسعدك، فالسعادة عبارة عن تراكم عادات يومية صغيرة، تتجمع لتُكوّن سعادتنا الكلية! و بالكتابة الإيجابية المتوازنة اليومية، نقترب كلمة.. كلمة من سعادتنا.

 

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...