الخميس، 25 يونيو 2015

دوحة لايف!

كان قد بدأ «سناب شات» التطبيق الإلكتروني الواصل بين الأصدقاء والغرباء، طريقه على استحياء في 2011، حيث كان مستخدموه يتفاعلون فيه عبر إرسال الصور ومقاطع الفيديو القصيرة إلى أصدقائهم المقربين فقط، ثم تضاعفت أعداد مستخدمي التطبيق، وخرج لنا مشاهير السناب شات، بالإضافة إلى غيرهم من المشاهير الذين أصبح سناب شات لا يفارقهم. تختلف أغراض استخدام هذا التطبيق باختلاف المستخدم، البعض يستخدمه للتواصل مع الآخرين مثلي ومثل غيري من ملايين المستخدمين، والبعض يستخدمه للربح والإعلان، وآخرون لنشر المعلومة والفائدة، وغير ذلك كثير. قد يظن البعض أن المستخدم الوحيد لسناب شات هو الشخص الطبيعي، لكن الحقيقة أن الكثير من الشركات التجارية والجمعيات والمؤسسات هم ممن يستخدمه أيضاً، وأهم مساهم ومستخدم منهم جميعاً هي شركة سناب شات نفسها! فريق سناب شات يتفاعل مع مستخدميه في أعياد ميلادهم وفي المناسبات العالمية والمحلية، بالإضافة لوضعه مجموعة قنوات يمكن للمستخدم العادي الاطلاع عليها، والاستمتاع بمحتويات تتفاوت بين الأخبار العالمية إلى أخبار النجوم والطبخ والترفيه! سناب شات بدأ منذ مدة استعراض «قصص» مدن حول العالم، فترى كل يوم أو يومين مدينة جديدة في مجموعة القصص التي يمكن لك أن تستعرضها، وإن كنت في تلك المدينة فيمكنك أن تشارك بصورة أو مقطع فيديو بعد إرساله لفريق سناب شات، ويتم اختياره.
يوم الاثنين الماضي الموافق 15 يونيو، تم عرض «قصة الدوحة»، والأكيد بأن جميع القطريين ممن يستخدم تطبيق سناب شات وممن لا يعرفه حتى، عرف عن هذا الخبر قبل ذلك اليوم! حيث انتشر هاشتاق دوحة لايف باللغة العربية والإنجليزية، وشارك الكل فيه، البعض نصح بتقديم صورة حسنة عن قطر مستضيفة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، والبعض الآخر اقترح أماكن جميلة ليتم تعريف الناس بها كالشقب وأسباير ومؤسسة قطر وغيرها، وآخرون طالبوا مواطني ومقيمي قطر بالتحلي بالعفوية! حماسة الجميع في التوجيه والتخطيط والانتظار بفارغ الصبر لإيصال الصورة التي نراها كقطريين من قطر إلى العالم كانت رائعة! أقرب ما يسعني أن أصف به الحال، بأنه درس في الوطنية والحب والانتماء والتقدير. ظهرت أخيراً قصة الدوحة كما نتمناها وأكثر، مع جزيل من العفوية. ظهرت قطر المحافظة على هويتها الإسلامية العربية الخليجية القطرية، والتي تضم في ربوعها جميع الأديان والجنسيات مع كثير من الاحترام والحب لها.
لم تنته قصة الدوحة بانتهاء 24 ساعة المخصصة لها، بل بدأت قصة جديدة بنفس القدر من الحب والتقدير والانتماء لقطر وشعبها من مواطنين ومقيمين وقيادة، حيث قام أحد المواطنين متطوعاً وبشكل فردي وشخصي بفتح حساب على سناب شات باسم do7alive لعرض واستعراض صور ومقاطع فيديو من جميع أنحاء قطر للمواطنين والمقيمين والفعاليات والشركات والمؤسسات مع جملة عاداتنا وتقاليدنا، وكل ما يتعلق بقطر وتاريخها. هذا الحساب يقوم بكل هذا بمساعدة ومساهمة من يرسلون له الصور ومقاطع الفيديو من المواطنين والمقيمين في قطر.
هذه عوائد قطر وأهل قطر، لربما يكون ما نفعله ونحاول القيام به مفاجأة للعالم، ولكننا لا نعده كذلك.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الخميس، 18 يونيو 2015

دعاية بالمجان!

لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟
يجب أن أوضح أمرين قبل أن يأخذني الكلام. أولاً، أنا أقصد الدعاية الجيدة لا السيئة في مخبرها أو الكاذبة في مظهرها. ثانياً، سيستفيد المعنيون بالدعاية والإعلان من الأفراد والشركات من حديثي، وغيرهم كذلك، لأنها فرصة كي يعرفوا ويميزوا الأشياء التي يرونها وما وراءها.
طريقتان من الطرق غير المألوفة يمكن للفرد أو الشركة أو المؤسسة أن يصلوا عبرها إلى دعاية جذابة مجانية، أتركها هنا لكم:
الطريقة الأولى هي أن تبدأ حملة، فإن كنت ناشطاً مهتماً بحقوق الإنسان مثلاً أو الحقوق الاجتماعية أو الاقتصادية، وترغب أن توصل صوتك أو اهتمامك إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص أو لجهة معينة، ابدأ حملة في موضوع يهمك في أي مكان سواء أكان على مواقع التواصل الاجتماعي أو المعارض أو المسارح أو المؤتمرات. وما أكثر الأمثلة على الأشخاص الذين عُرفوا من حملات قاموا بها. وأفضل دعاية لأي مؤسسة أو شركة برأيي هي الحملات التي تقوم بها أو ترعاها سواء أكانت خيرية أم اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها. آخر الحملات التي شدت انتباهي ترعاها وكالة سيارات كيا لوكيلها الجبر في المملكة العربية السعودية، والتي تنشر ثقافة قيادة السيارات بذوق وأخلاق في حملتها على تويتر #نسوق بذوق. هذه هي أكثر أنواع الدعايات «ذوقاً»!
الطريقة الثانية تكون عبر التفاعل مع الآخرين، ولا أقصد برد شركة ما على استفسارات الناس حول منتجها، لأن هذه من واجبات الشركة الناجحة التي تصبح بتركها فاشلة، لكني أقصد التفاعل غير التقليدي مثل ما حدث مع عبد الله السبيل الذي غرد معلقاً حول انتشار فروع مركز رياضي معين في وقت قصير في كل مكان، وأن المركز الرياضي هذا «لو يتحمس شوي فتح في حوشهم». غرد حساب المركز الرياضي مداعباً وطالب المغرد بإمداده بموقع البيت ومساحته لكي يفتح فرعاً في الحوش. توالت بعد ذلك تغريدات شركات اتصالات وطيران ووزارات سعودية مطالبة بإعطاء عبدالله لهم مساحة في حوشه، حتى انتشر هاشتاق #حوش عبدالله السبيل، وازداد عدد متابعيه إلى أكثر من 15 ألف متابع في يوم واحد. هذا درس عن الدعاية والإعلان من المركز الرياضي وعبدالله السبيل!
قبل ذلك كانت قد انتشرت دعاية لطيفة أخرى، على تويتر أيضاً، بدأت بإعلان برغر ١٩٥٥ لملك المطاعم السريعة ماكدونالدز. حوت التغريدة رسمة قديمة لصورة المطعم وامرأة من ذاك الوقت تمسك برغر، فردت شركة كوكاكولا من حسابها بأن البرغر سيكون ألذ مع الكوك، كما في الأيام الخوالي، واشتركت شركة فورد وحتى سوني في الردود حتى عُدلت الصورة في النهاية لواحدة تجمعهم كلهم على تويتر! بعيداً عن حقيقة هذه التغريدات سواء أكانت بناء على اتفاق مسبق أم لا، الدعاية الناجحة هي الدعاية التي تحمل قصة!
هذه دعاية القرن الواحد والعشرين غير المكلفة، فهل سينتج عن ذلك اندثار وانقراض الصحف والمجلات الإلكترونية -أو الورقية على الأقل- التي تعتمد على الإعلانات، بعد إيجاد بدائل أرخص وأقوى جماهيرية نوعاً ما؟ أترك السؤال لك عزيزي القارئ.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الأربعاء، 17 يونيو 2015

زاوية للدعاية و الإعلان

بلا شك نحن نعيش العصر الذهبي للدعاية والإعلان، والأكيد أن آخره بعيد، لأن ازدهار هذا المجال أكثر وأكثر متوقع، نظراً لتنامي أشخاص واقتصادات الأفراد والشركات والدول. 
في الأغلب، تكون الدعاية والإعلان -إن وُجد- ترويج لمنتج أو سلعة أو فرد أو شركة أو دولة أو أي شيء لأسباب تخص الطرف المعني الذي يحاول طرح هذه الدعاية على أنظار الناس، قد تكون أسباباً تجارية أو خيرية أو شخصية خاصة بهذا الطرف أو حتى أيديولوجية. 
والدعاية أوسع معنى ونطاقاً من الإعلان، لأنها هي بمعناها يُقصد بها «الدعوة» إلى الشيء أياً كانت الوسيلة، عبر إعلان في التلفاز، أو في شريط الأخبار، أو في زاوية في الجريدة اليومية، أو في أحاديث الناس. 
ولهذا يحدث كثيراً عندما يمدح أحدهم شخصاً أو شيئاً في جلسة ما كطبيب معين في عيادة أو شامبو شعره، أن يُقال له: «وكأنك تعمل لهم دعاية!». 
أما الإعلان، فيأتي من «أعلن» أي أظهر، فتقوم الشركات والأفراد والدول، بإظهار أنفسهم أمام الناس بالطريقة التي يريدونها في المكان والزمان المرغوبين. 
لتوضيح الفروق أكثر، الدعاية قد تكون جيدة وقد تكون سيئة، وهي تبقى مع ذلك دعاية، بحسب العبارة المتداولة والمثبت صحتها في أحيان كثيرة: «حتى الدعاية السيئة، دعاية!». 
أما الإعلان، فلأنه نتيجة عمل ورغبة الشخص المعني بالترويج عن نفسه أو شركته، ففي الغالب يكون محاولة تلميع صورة وجذب انتباه بطريقة حسنة، وإن فشل الهدف في بعض الأحيان، إما لأن الناس لم يفهموا الهدف من الإعلان أو فهموا معناه بشكل خاطئ، مثل إعلان وزارة البلدية والتخطيط العمراني بمشاركة «قطر غاز»، والذي نُشر في شوارع الدوحة قبل عدة أشهر. 
الإعلان كان عبارة عن رسمة لطفل يسترق النظر من وراء ما يبدو كحاجز، وبجانبه عبارة: «لست لوحدك، كلنا نشوفك!». 
الكثيرون مثلي لم يفهموا الإعلان، بل والأسوأ من ذلك أن البعض فهم منه أن الحكومة تراقب الأفراد، أما الإعلان ببساطة فكان حملة توعوية عن النظافة العامة. 
قامت الوزارة بعد استماعها إلى تعليقات الأفراد عن الحملة وفهمها لأخطائها بتعديل الإعلانات، وإضافة عبارات مثل: لا تبصق في الطريق ولا ترمِ الأوساخ بالشارع!
الدعاية، هي ما تصنع أو تخلع في وقتنا هذا، وما الحرب الشرسة -من طرف واحد- التي تشنها بعض الصحف الأجنبية على استضافة قطر مونديال 2022، إلا مثال على ما أقول، حيث إنها جعلت الفيفا يحقق في ملف مونديال قطر 2022، ومع ذلك كانت نتائج التحقيق تشير إلى سلامة الملف القطري، إلا أن الحملة الشعواء ما زالت مستمرة، وهذا يرجعنا إلى الدعايات ووكلائها وأسبابها وأهدافها و«مصاريفها!».
في النهاية، ليس كل إعلان صادقاً، وليست جميع الدعايات كاذبة. 
وإلى اللقاء مع المقال القادم: «دعاية بالمجان!»


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الخميس، 4 يونيو 2015

عنترتهم و تو«ي»ترنا

لكل عصر لغته ولهجاته، ولكل وقت أدبه أو أدبياته، فيكون الأدب مما يستحق أن يُذكر، والأدبيات مما عدا ذلك، وإن كان من المضموم والمنصوب والمفتوح على كل المطارح الصحيحة!
وفي كل زمان ما يدرج فيه من الأدب أو الأدبيات. بعض أزمنة العرب كعصر ما قبل الإسلام أو «الجاهلية»، وما تبعها بعد ظهور الإسلام، كان من حسن حظ معاصريها أن الدارج في معظمه هو أدب الشعر العربي الرصين في المعنى واللغة والتركيب. كان الدارج وقتها شعر البطولة والحماسة والفخر والشجاعة، فأنشد عنترة بن شداد قوله: 
ولو أرســلت رمحـــي مع جبــــان ** لكــان بهيبتي يلقى الســباعا
ملأت الأرض خوفاً من حسامي ** وخصمي لم يجد فيها اتساعا
ليأتي بعده المتنبي، فيقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ** وأســمعت كلمـاتي مــن به صــمم
الخيل والليل والبيــداء تعرفنــــــــي ** والسيف والرمح والقرطاس والقلم
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا ** بأنني خير من تســعى به قــدم
يُقال بأن هذه الأبيات هي ما قتلت المتنبي، الذي كان قد هجا رجل يُسمى بضبة بن يزيد الأسدي العيني، وفي أحد أسفاره لقي خاله فاتك بن أبي جهل الأسدي، وفي معركة معه، كان المتنبي على وشك الهروب، فتلا عليه فاتك أبياته السابقة، ليرجع المتنبي ويلقى مصرعه.
الأدبيات الدارجة في عصرنا هذا مختلفة جداً، ومتوزعة بين 140 حرفاً على تويتر، ومجموعة نكت وأمثال ومقاطع أغانٍ في بقية برامج التواصل الاجتماعي وفي الشوارع. تمثل في معظمها النقيض من معاني وقوالب العرب القديمة. الأدبيات الجديدة مغطاة بالسخرية ومشبعة بالجبن والدهن الرخيص والكسل والخوف، والكثير من المعاني المستترة حتى خُنق الضمير المستتر.
أمثالنا من صورة «من خاف سلم»، و«أذن من طين وأذن من عجين» تحكي الواقع، وتدرج معه. ما نرفض أن نستوعبه هو أنها تتدرج معه أيضاً، فيمكن تحريكها وتغييرها بل وخلعها واستبدالها. فدروج الأمثال والقصص القصيرة وكل ما هو مختصر في 140 حرفاً أو أقل بدل المعلقات والعروض مقبول تحت بند التطور والتغيير، لكن انقلاب المحتوى هو ما يُقلق ويثني عن الثناء.
أدبياتنا درجت حتى تدحرجت، ومع ذلك سبقت أدبنا. ويبقى الأمل الصاحب المفضل للألم، وكما قال «زين» تويتر: سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ.. من شدة اليأسِ لم يخلق بمفتاحِ.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية


الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...