بلا شك نحن نعيش العصر الذهبي للدعاية والإعلان، والأكيد أن آخره بعيد، لأن ازدهار هذا المجال أكثر وأكثر متوقع، نظراً لتنامي أشخاص واقتصادات الأفراد والشركات والدول.
في الأغلب، تكون الدعاية والإعلان -إن وُجد- ترويج لمنتج أو سلعة أو فرد أو شركة أو دولة أو أي شيء لأسباب تخص الطرف المعني الذي يحاول طرح هذه الدعاية على أنظار الناس، قد تكون أسباباً تجارية أو خيرية أو شخصية خاصة بهذا الطرف أو حتى أيديولوجية.
والدعاية أوسع معنى ونطاقاً من الإعلان، لأنها هي بمعناها يُقصد بها «الدعوة» إلى الشيء أياً كانت الوسيلة، عبر إعلان في التلفاز، أو في شريط الأخبار، أو في زاوية في الجريدة اليومية، أو في أحاديث الناس.
ولهذا يحدث كثيراً عندما يمدح أحدهم شخصاً أو شيئاً في جلسة ما كطبيب معين في عيادة أو شامبو شعره، أن يُقال له: «وكأنك تعمل لهم دعاية!».
أما الإعلان، فيأتي من «أعلن» أي أظهر، فتقوم الشركات والأفراد والدول، بإظهار أنفسهم أمام الناس بالطريقة التي يريدونها في المكان والزمان المرغوبين.
لتوضيح الفروق أكثر، الدعاية قد تكون جيدة وقد تكون سيئة، وهي تبقى مع ذلك دعاية، بحسب العبارة المتداولة والمثبت صحتها في أحيان كثيرة: «حتى الدعاية السيئة، دعاية!».
أما الإعلان، فلأنه نتيجة عمل ورغبة الشخص المعني بالترويج عن نفسه أو شركته، ففي الغالب يكون محاولة تلميع صورة وجذب انتباه بطريقة حسنة، وإن فشل الهدف في بعض الأحيان، إما لأن الناس لم يفهموا الهدف من الإعلان أو فهموا معناه بشكل خاطئ، مثل إعلان وزارة البلدية والتخطيط العمراني بمشاركة «قطر غاز»، والذي نُشر في شوارع الدوحة قبل عدة أشهر.
الإعلان كان عبارة عن رسمة لطفل يسترق النظر من وراء ما يبدو كحاجز، وبجانبه عبارة: «لست لوحدك، كلنا نشوفك!».
الكثيرون مثلي لم يفهموا الإعلان، بل والأسوأ من ذلك أن البعض فهم منه أن الحكومة تراقب الأفراد، أما الإعلان ببساطة فكان حملة توعوية عن النظافة العامة.
قامت الوزارة بعد استماعها إلى تعليقات الأفراد عن الحملة وفهمها لأخطائها بتعديل الإعلانات، وإضافة عبارات مثل: لا تبصق في الطريق ولا ترمِ الأوساخ بالشارع!
الدعاية، هي ما تصنع أو تخلع في وقتنا هذا، وما الحرب الشرسة -من طرف واحد- التي تشنها بعض الصحف الأجنبية على استضافة قطر مونديال 2022، إلا مثال على ما أقول، حيث إنها جعلت الفيفا يحقق في ملف مونديال قطر 2022، ومع ذلك كانت نتائج التحقيق تشير إلى سلامة الملف القطري، إلا أن الحملة الشعواء ما زالت مستمرة، وهذا يرجعنا إلى الدعايات ووكلائها وأسبابها وأهدافها و«مصاريفها!».
في النهاية، ليس كل إعلان صادقاً، وليست جميع الدعايات كاذبة.
وإلى اللقاء مع المقال القادم: «دعاية بالمجان!»
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
في الأغلب، تكون الدعاية والإعلان -إن وُجد- ترويج لمنتج أو سلعة أو فرد أو شركة أو دولة أو أي شيء لأسباب تخص الطرف المعني الذي يحاول طرح هذه الدعاية على أنظار الناس، قد تكون أسباباً تجارية أو خيرية أو شخصية خاصة بهذا الطرف أو حتى أيديولوجية.
والدعاية أوسع معنى ونطاقاً من الإعلان، لأنها هي بمعناها يُقصد بها «الدعوة» إلى الشيء أياً كانت الوسيلة، عبر إعلان في التلفاز، أو في شريط الأخبار، أو في زاوية في الجريدة اليومية، أو في أحاديث الناس.
ولهذا يحدث كثيراً عندما يمدح أحدهم شخصاً أو شيئاً في جلسة ما كطبيب معين في عيادة أو شامبو شعره، أن يُقال له: «وكأنك تعمل لهم دعاية!».
أما الإعلان، فيأتي من «أعلن» أي أظهر، فتقوم الشركات والأفراد والدول، بإظهار أنفسهم أمام الناس بالطريقة التي يريدونها في المكان والزمان المرغوبين.
لتوضيح الفروق أكثر، الدعاية قد تكون جيدة وقد تكون سيئة، وهي تبقى مع ذلك دعاية، بحسب العبارة المتداولة والمثبت صحتها في أحيان كثيرة: «حتى الدعاية السيئة، دعاية!».
أما الإعلان، فلأنه نتيجة عمل ورغبة الشخص المعني بالترويج عن نفسه أو شركته، ففي الغالب يكون محاولة تلميع صورة وجذب انتباه بطريقة حسنة، وإن فشل الهدف في بعض الأحيان، إما لأن الناس لم يفهموا الهدف من الإعلان أو فهموا معناه بشكل خاطئ، مثل إعلان وزارة البلدية والتخطيط العمراني بمشاركة «قطر غاز»، والذي نُشر في شوارع الدوحة قبل عدة أشهر.
الإعلان كان عبارة عن رسمة لطفل يسترق النظر من وراء ما يبدو كحاجز، وبجانبه عبارة: «لست لوحدك، كلنا نشوفك!».
الكثيرون مثلي لم يفهموا الإعلان، بل والأسوأ من ذلك أن البعض فهم منه أن الحكومة تراقب الأفراد، أما الإعلان ببساطة فكان حملة توعوية عن النظافة العامة.
قامت الوزارة بعد استماعها إلى تعليقات الأفراد عن الحملة وفهمها لأخطائها بتعديل الإعلانات، وإضافة عبارات مثل: لا تبصق في الطريق ولا ترمِ الأوساخ بالشارع!
الدعاية، هي ما تصنع أو تخلع في وقتنا هذا، وما الحرب الشرسة -من طرف واحد- التي تشنها بعض الصحف الأجنبية على استضافة قطر مونديال 2022، إلا مثال على ما أقول، حيث إنها جعلت الفيفا يحقق في ملف مونديال قطر 2022، ومع ذلك كانت نتائج التحقيق تشير إلى سلامة الملف القطري، إلا أن الحملة الشعواء ما زالت مستمرة، وهذا يرجعنا إلى الدعايات ووكلائها وأسبابها وأهدافها و«مصاريفها!».
في النهاية، ليس كل إعلان صادقاً، وليست جميع الدعايات كاذبة.
وإلى اللقاء مع المقال القادم: «دعاية بالمجان!»
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق