الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023

الحقيقة الفلسطينية

 

 

 

 

الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على مواطني الدول الغربية من قبل القنوات الإعلامية الكُبرى مثل البي بي سي و السي ان ان و الصحف الدولية مثل نيويورك تايمز و The Sunday Times و غيرهم. أما الآن، فالصور و الأخبار و الفيديوهات تنتشر على التك توك و الإنستغرام و الفيس بوك و منصة اكس (تويتر سابقاً) ليراها العالم أجمع حتى قبل أن تقع-ربما-في أيدي الاعلام التقليدي أو قبل أن يتم حذفها من قبل هذه المنصات! لا تُوجد قيود دائمة على الحقيقة مهما طال الزمن. هرمنا و نحن نقول بأن حبل الكذب قصير، أقصر من حبل البارود!

إسرائيل تخسر اليوم. لا تُقارن خسارتها بخسارة الفلسطينيين و ما يحدث اليوم في غزة و الضفة الغربية، و لكنها تخسر أمام أعين العالم و شعوبه.

شعوب العالم، تتظاهر لمواجهة العدوان الإسرائيلي ضد غزة و الفلسطينيين بالملايين. لا يُمكن انكار الصور التي يتم تناقلها في الأسابيع الماضية في لندن و باريس و نيويورك و شيكاغو و مدريد و برلين و المدن العربية من مظاهرات ضد إسرائيل و صهيونيتها.

إسرائيل و الإسرائيليون مكروهون و خائفون و مغضوب عليهم أكثر من قبل. و هنا يكمن الفرق بين من يمشي و الحق معه، و من يحاول أن يجبر غيره على تقبل الباطل منه! الفلسطيني يمشي بعزة و كرامة غير خائف من أن يقول كلمته أو أن يُصرح بأنه فلسطيني، أما الإسرائيلي-خارج إسرائيل المحتلة-لن يتوانى عن إخفاء اسرائيليته و ميوله الصهيونية! و لا غرابة في ذلك! فالإسرائيليون اليوم مكروهون حول العالم لما يفعلونه في فلسطين و للفلسطينيين!

يسأل البعض: ماذا يمكننا أن نفعل للفلسطينيين و نحن هنا و هم هناك! و أقول لهم يمكننا فعل الكثير! داوموا على الدعاء لهم. احرصوا على نشر حقيقة الإبادة الجماعية للفلسطينيين و العنف و العنصرية التي عليهم تحملها كل يوم من قبل الإسرائيليين و الاعلام المتحيز! انشروا التاريخ الفلسطيني و الإسرائيلي! لا تتوقفوا عن مشاركة الصور و الفيديوهات و الأخبار الخاصة بالفلسطينيين و حاولوا أن تصل إلى من تعرفونهم و من لا تعرفونهم! قاطعوا المنتجات الإسرائيلية أو الأعمال التجارية التي تدعم إسرائيل! تبرعوا بما يمكنكم لمنظمات الإغاثة التي توصل المساعدات لغزة و الأراضي الفلسطينية!

و أخيراً، لا تظلوا صامتين أمام هذه المجزرة التي تحدث في غزة و على الأراضي الفلسطينية! أيقظوا إنسانيتكم و لا تشيحوا بأعينكم! الباطل سيموت يوماً، أما الحق فسيبقى على طوق الحياة إلى الأبد!

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...