الأحد، 26 يونيو 2016

حرب الحب


أول مرة خسرت فيها حرب الحب
دخلت معارك كثيرة لأنسى
فوجدت حرباً أنستني حربي الأولى مع الحب
و عندما خسرتها
لم أعد أهتم لأوقات السلم و الحرب
كل أردته هو ألا أموت وحيداً
و ألا أعيش وحيداً..
أن أموت مرتاحاً
و أعيش مرتاحاً..
و ألا أحب أي شيء أو أي شخص
كيلا أفقده مرة ثالثة و رابعة
الى أن أنسى القدرة على العد..


جواهر بنت محمد آل ثاني

الجمعة، 24 يونيو 2016

العلاج بالصدمة

عند مشاهدتي للحلقات الأولى من برنامج الصدمة المعروض حالياً على قناة إم بي سي، حملت مشاعر متضاربة نحوه، أعترف بأنني لم أعرف المقصد منه تماماً، هل كان إضحاك المشاهد والمشارك أم استفزازه وإبكاؤه؟ ظنوني كانت حصيلة برامج الكاميرا الخفية العربية، التي تهدف جميعها إلى إضحاك المشاهد عبر إخافة المشاركين فيها، وفي حالات قليلة عن طريق الضحك معهم!
اليوم وبعد عرض أكثر من عشر حلقات من برنامج الصدمة، أستطيع القول بأنني بدأت أؤمن بالعلاج عن طريق الصدمة، أخذت أصدق بالتغيير. ردود الفعل اتجاه البرنامج أبهرتني، فالناس شاهدت مشاهد تمثيلية تحدث كل يوم على أرض الواقع، ولربما الكثير منهم لم يفعل شيئا ويتدخل في وقتها، لكنهم شاهدوا على التلفاز ناسا حقيقيين مثلهم يتدخلون ويحتجون في مواقف تحمل معاني الإنسانية والأخوة. هذه المشاهدات أعطت وستعطي دفعة خفية لمن يتردد مستقبلاً في الدفاع عن ضعيف أو الذود عن حق، أصبح للناس أسباب للتكلم والاحتجاج بعد أن كان لهم أسباب للامتناع عن الكلام والتدخل، أسباب غير مقنعة كثقافة العيب أو دوافع غير منطقية مثل كونه موضوع خاص أو عائلي لا يخص المشاهد، أو كون المواقف كثيرة و لا مجال للتدخل فيها جميعا، أو الأخيرة المتعبة “لا أحد يريد المشاكل!”. نعم مجتمعاتنا العربية ذات طابع قبلي، لا نحب أن تخرج المشاكل من إطاره، لكن هناك معاني أسمى وأرفع كرفع الظلم وتقبل الشخص المختلف والرأفة والتعايش، نعم لا نريد أية مشاكل، لكن القانون يحمي المحامي عن الضعيف والمتكلم بالحق بقدر ما يحمي الضحية ولا يحمي الجلاد! ولنا أمثلة واقعية في مقطع الفيديو المنتشر قبل عدة أشهر في السعودية، لشباب رأوا طفلة ذات ثلاث سنوات تختطف من أمام باب محل، فلحقوا المختطف وأمسكوه واستعادوا الطفلة، ثم انتظروا لحين وصول الشرطة. هل قال أحدهم لا نريد مشاكل؟ 
أو فلنكتفي بإبلاغ الشرطة؟ لا، ولن يفكر أياً منا بهذه الطريقة لو أن الطفلة كانت ابنة أو أختا أو صديقة لنا.
الصدمة درس قاس لمن يريد أن يتقوقع في عالمه، لا يضر ولا ينفع، لكن ما فائدة الإنسان إن لم تكن له أفعال وردود فعل؟ 
الشخص الذي يكمل يومه بلا ردة فعل ليس شخصاً عاجز، بل ميت، وجوده والعدم سواء. الشجاعة كل الشجاعة أن يكون الشخص هو المبادر الأول لا الثاني أو الثالث، وإن كان ذلك مهماً وله قدره، فمهمة الأول صعبة وهمة الثاني تُفترض سهولتها.
احرصوا على أن تكون لكم ردة فعل، وكونوا المبادرين الأوائل، وفي أضعف الإيمان من يأتون بعدهم، فالله يعطي القوة لمن يشاء ويسلبها ممن يشاء، وكل القوة في مساعدة الضعيف، وكل الضعف في السكوت عن الحق والرضوخ للواقع.
يقول أندريه دو بوشيه: أكتب كي لا تظل يداي عاريتين! 
وفي الغالب قصد كما أقصد: العري الملبوس بعار الصمت وعدم الاحتجاج!


جواهر محمد عبد الرحمن آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الخميس، 16 يونيو 2016

مدخل إلى القلب ١٠١

(الساعة الأولى)
القلب ليس شريانا ولا وريدا ولا صماما، ولا جميعهم في أذينيين وبطينيين. القلب قبضة يد، في جسد. هو مجموعة ذكريات الإنسان وأحلامه وطموحاته وأوجاعه وما أحبه وكرهه وتمناه. وإما أن يحفظه الإنسان برقة، أو يعصره في لحظة لن تُسترد.

(الساعة الثانية)
القلب عضلة، لكنها عضلة تحمل المشاعر والذكريات.
تؤكد بعض الدراسات على وجود ما يُسمى بذاكرة الخلية، بعيداً عن ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي. وتستدل هذه الدراسات بقصص عمليات زراعة القلب بعد نجاحها، وتغير مُستقبِل العضو في بعض أو أحد عاداته ليصبح أكثر شبهاً بواهبه. من القصص المثيرة للاهتمام، قصة الرجل الأميركي الذي تزوج من أرملة الرجل الذي وهبه قلبه، وبعد ١٢ سنة انتحر، كما فعل زوجها السابق بالضبط! ولا أنسى قصة فتاة حصلت على قلب من فتاة أخرى تم قتلها، وبدأت تحلم كل ليلة برجل يأتي لقتلها، وكانت أحلامها واضحة إلى درجة أن بمساعدة الفتاة الصغيرة تم القبض على القاتل الهارب!
يبقى التبرع بالأعضاء طريقة أخرى للبقاء على قيد الحياة، على طريقة العلم المفيد والأبناء الصالحين والصدقة الجارية.

(الساعة الثالثة)
وجود قلب لا يعني نبضه وحياته، فما أكثر من نراهم يبكون عند مشاهدة فيلم رومانسي أو عند حضور مسرحية درامية، ولا نراهم يتحركون قدر أنملة لمساعدة فقير أو محتاج، بل وقد يتحججون بعنصريتهم تجاه لونه أو دينه أو عرقه! ما نراه ليس عدم إنسانية ولا حتى حيوانية، هو نوع آخر من العدمية التي لا ينساها ولا يغفرها الله ولا الإنسان.

(الساعة الأخيرة)
لن أعطيكم جوابا واحدا، لن أقول لكم المدخل إلى قلب أي إنسان هو الحب أو الطعام كما يتندر البعض بقوله، كل ما سأقوله هو: فتش عن قلبك، ثم فتش في قلبك، واعرف ما تشعر به جيداً، وكيفية التعامل معه، فالمشاعر سلاح إما توجهه ضد نفسك أو غيرك أو العدم. اعرف الوقت والمكان والكيفية التي تستخدم فيها سلاحك، وحسب.


جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية

المصدر


فسحة

في وقت تلتصق فيه أعين الأطفال قبل النساء والرجال بالجوالات والألوحة المكتبية.. لم يسعني غير التساؤل عن مدى إمكانية الانفصال عن هذه الأجهزة وتطبيقاتها وبرامجها. ولربما لذلك أو لحاجتي لفسحة غير مرئية تفصلني عن الناس، قررت الانقطاع عن وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع نفسي لبضعة أيام.
ماذا حدث خلال مدة التوقف؟ لا شيء. لم تنقلب الدنيا ولم تقعد. لم يتغير شيء، واكتشفت أني غير مصابة بحالة الفومو FOMO والتي ترمز إلى الخوف من فوات شيء أو معلومة على الفرد دون أن يعرفها أولاً بأول، وهي الحالة التي أصابت البعض بعد سيطرة تطبيقات التواصل الاجتماعي على حياتنا. وأقول لمصابي الفومو: كل الأشياء المهمة التي احتجت معرفتها وصلتني أولاً بأول إما في البيت أو الشارع أو مكان العمل.. فمع وجود الفومو، ازدهرت حالة أخرى موجودة منذ زمن قديم وهي حب مشاركة الأخبار والصور والفيديوهات مع الناس عن طريق الاتصال الشخصي المباشر. فما إن تجلس مع شخص حتى يُخبرك بكل ما اطلع عليه بالأمس من صور ومقاطع فيديو وأخبار في جلسة واحدة وكأنه واجب عليه!
خلال فترة الاقطاع قرأت واطلعت وشاهدت وسمعت وناقشت الكثير. الوقت بدا أطول وكانت الاستفادة أكبر. وعرفت أن الكثير لن يشعر بهذا الانقطاع، لانشغالهم بأنفسهم كانشغالي بنفسي.. وفي عالم سريع وصغير كهذا لن تهم المجاملات الاجتماعية السطحية.
قلت سابقاً: تطبيقات التواصل الاجتماعي مهمة ولكنها شيء لا كل شيء. والآن أفهم أكثر أن التركيز على الأولويات والحفاظ على الوقت أهم، وأن تبقي عينك على ساعتك هو كل شيء. أي ساعة تسأل؟ ساعة أعمالك وأهدافك وأحلامك ومشاغلك ووقتك مع عائلتك وأصحابك، وبعض من الروتين وقليل من العفوية.
قليل من قطع حبال التواصل الرقمي مطلوب كل فترة، وفترة للنقاهة، وراحة نفسية وروحية واجتماعية في عصرنا المتشبع بالشبكات السلكية واللاسلكية، أو كما يسميه بعض الكتاب الدايت أو الديتوكس الرقمي أو التكنولوجي، ولهذا أضحى الطلب كبيرا على منتجعات كثيرة لا تقدم خدمات الإنترنت في أميركا وإفريقيا وأوروبا. هي فسحة صغيرة من البساطة والخصوصية التي أصبحت يوماً بعد يوم من الكماليات التي نطمح إليها.
اذهبوا وتمسكوا ببعض من فسحتكم!



جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية

المصدر



الخميس، 2 يونيو 2016

في كل بيت لوحة



الإبداع يُولد الجمال، والجمال يُولد الجمال في مدن كلندن وباريس ونيويورك، تتزين الشوارع والساحات والمباني بالأعمال الفنية المختلفة مما يترك أثره على المقيم.. نفسياً وروحياً وفنياً واجتماعياً، وفي قطر نملك بعضاً من الفن هنا وهناك، ويجب التنويه بأني لا أقارن في مقالتي حول النوع والكمّ فلا مجال في هذه أو تلك لأسباب عدة لا أريد من جعلها أعذاراً، ولكني أرغب التعرض في الفن وأن نجعله جزءاً رئيساً من حياتنا عبر اقتنائه وتشربه ورؤيته في كل مكان.. فلا يُعقل أن يُصب جل الجهد على الدول والحكومات ممثلة في قطر مثلاً في وزارة الثقافة والرياضة وهيئة متاحف قطر، ولا تكون للفرد مبادرة خاصة وبصمة تُجمل العالم يداً بيد وواحدة وراء الأخرى؛ ولأن الجمال الخارجي مهم بقدر الجمال الداخلي وله تأثيره الكبير عليه، أقترح عليك عزيزي القارئ أن تعلق لوحة فنية في بيتك أو محل عملك أو أن تقتني أي عمل فني تعرضه في المكان الذي تختاره.
أقترح أن يكون في كل بيت لوحة على غرار كتاب في كل بيت، وكلا الشيئين مهمين، والفرق بأن الكتب موجودة في كل منزل أما الأعمال الفنية فتختفي عن الساحة ولا أتحدث هنا عن اللوح المرسومة التي تُشترى بغير طعم أو الأثاث والأواني الصينية التي تملء الفراغات المادية دون الروحية.. أتحدث عن الأعمال الفنية الحقيقية التي تصرخ في الروح وتطبل على جدران القلب ويكون اختيارها بناء على وعي شاعري وهيام مفكر.
فرق آخر بين الكتاب واللوحة أو العمل الفني هو أن اللوحة تحمل معها قرارات كثيرة، فالمشتري لا يبتاعها فقط بل يأخذ معها معانيها وأختامها ورسائلها المحمولة في عروقه، ويقرر معها مكانها بدقة تناسبه وتناسب الجمال الذي سيظهره للغير، ويقرر أيضاً ما إذا كانت ساعته الزمنية تتواءم مع ما وقع عليه اختياره.
لا يلزم أن تكون اللوحة غالية الثمن أو مُنتجة من قبل فنان شهير أو كبير، ولا يجب أن تكون مألوفة لأعين المجتمع، لا يهم كل ذلك.. كل ما يعني هو ما تشعر به عزيزي القارئ اتجاهها، والمكان والزمان والشعور الذي تأخذك إليه.
واسمح لي أن أتسرع قليلاً وألا أسميك بالقارئ في نهاية المقالة، فأنت الآن يا عزيزي فنان.. فتقدير الفن واحترامه فن أيضاً بل وفن رفيع المستوى يفصل بينك وبين غيرك من الناس العاديين المملين، ستقول لي وكيف سأعرف العمل الفني وما إذا كان جيداً أم سيئاً؟.
وسأجاوبك بأنك قد لا تعرف أبداً، فكثير من المنظور إلى فنهم اليوم، توصلوا إلى فنهم عبر الصدفة المحضة أو عمل ما يحبون دون أن يعرفوا بأنه قد يهم غيرهم ويثري الحضارة والثقافة الإنسانية. بل وإن بعض الفنانين كان أكثر ما احتفى به الناس هو أعمالهم المنقوصة أو تلك التي ظن الفنان نفسه بأنها لا تساوي شيئاً.
ولذلك أقول لك حاول أن ترى وتسمع وتعرف الجميل من غيره وإن بدا لك في بداية الأمر قبيح، وابْدأ طريق رحلتك بلوحة تختارها شخصياً بعد بحث طويل في الذات.


جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



بضيافة جبران



أقرأ هذه الأيام «النبي» لجبران خليل جبران، و لا أستغرب وصوله العالمية. فحديثه عن الحب يشعرني بأنه وسيلة كافية لإصلاح العالم.
و حروف «الالم» في كلماته تزرع القشعريرة في جسدي و تجمع قلبي و عقلي في وعاء سرمدي تحمله الطبيعة.
حتى الحديث عنه يجر أسلوبه الهادىء المتمكن، و يجعل الانسان و خاصة الانسان الكاتب أو الكاتب الانسان في حالة تحدي و استنفار رومانسية! هل أعي معاني الحرية و العدالة و القوة و التفوق و الحياة و الموت؟ أم أجهلها أو أجهل التعبير عنها؟ و ما الفرق بين معانيها النظرية و الواقع؟ و على أي منهما نحكم بالصواب أو الخطأ في حالات التشابه و الإختلاف؟ فلربما يعرف الجنس البشري طريقة واحدة لمعنى معين يكتشف في النهاية بأنها الطريقة الخطأ..
حدثني جبران عن الحب فقلت، هو السر و ليس البئر.. هو الماء لا الدلو. هو النجم الذي لا نراه إلا بعد سفره في رحلة النسيان. حياة في موت، و موت فيه حياة. هكذا يولد الحب و هكذا يفنى.
حدثني عن الحرية فقلت، من يستحقها يعتقد بأنها سؤال و من لا يستحقها يراها جواب. الفريق الأول يظن بأنها سؤال الغايات و المعاني الصحيحة و يجزم الفريق الثاني بأنها أم الوسائل و الطرق الفسيحة.
حدثني عن العدالة فقلت، قواعدها موجودة و كل يريد تطبيقها و لكن على غيره.. في أصعب اختبار للانسان و قدراته.
حدثني عن القوة فقلت، أن تعرف مكامن ضعف غيرك فتحفظهم.. أن تسأل عند الحيرة و الجهل.. أن تقْدم عند الخوف.. أن تعطي عند التردد.. أن تصارع حتى الرمق الأخير.. أن تخرج من السرير في أكثر الأيام حرارة و برودة.. أن تواجه الناس و تجاملهم دون أن تحتاجهم.. أن تقنع نفسك بأنك قوي و تتصرف على أنك كذلك، هذه هي القوة.
حدثني عن النجاح فقلت، خدمة الغير و العمل على إفادتهم قبل الإفادة الشخصية. و في كثير من الأحيان يرتبط النجاح بالعمل الجماعي الجيد.
حدثني عن الحياة فقلت معرفة الناس و الأشياء، و الإستفادة منهما في إكمال كل يوم على حدة.. و كل يوم ينقسم إلى أجزاء صغيرة من الوقت و المكان و الأشياء و علينا الإحتفاظ بأكبر قدر منها.
حدثني عن الموت فقلت أبرز مخاوف الانسان و أعظمها. أكبر حافز للانسان و أصغره.. بحسب زاوية النظر. الموت هو ما يعطي كل شيء أو لا شيء لمعنى الحياة. الموت هو التوأم الأصغر للحياة، يلحق أخيه في كل مكان و لا يتركه، و عندما يتركه.. يتركه كي يلحقه الى الهاوية.
حدثني عن الصداقة فقلت، يجب على المرء أن يكون له حليف في هذه الحياة.. حتى يسعد و يزدهر.
حدثني عن السعادة و الحزن فقلت،الأول شعور استثنائي غير طبيعي يُسرق أو يُستعار ولا يُملك، أما الثاني فهو الحالة الطبيعية للانسان.
حدثني حتى طوى الليل صفحة السماء، و رجعت إلى رحم الطبيعة، حيث كل شيء طاهر لا يلامسه سوى الجمال و بعض من الكمال.



جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...