(الساعة الأولى)
القلب ليس شريانا ولا وريدا ولا صماما، ولا جميعهم في أذينيين وبطينيين. القلب قبضة يد، في جسد. هو مجموعة ذكريات الإنسان وأحلامه وطموحاته وأوجاعه وما أحبه وكرهه وتمناه. وإما أن يحفظه الإنسان برقة، أو يعصره في لحظة لن تُسترد.
(الساعة الثانية)
القلب عضلة، لكنها عضلة تحمل المشاعر والذكريات.
تؤكد بعض الدراسات على وجود ما يُسمى بذاكرة الخلية، بعيداً عن ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي. وتستدل هذه الدراسات بقصص عمليات زراعة القلب بعد نجاحها، وتغير مُستقبِل العضو في بعض أو أحد عاداته ليصبح أكثر شبهاً بواهبه. من القصص المثيرة للاهتمام، قصة الرجل الأميركي الذي تزوج من أرملة الرجل الذي وهبه قلبه، وبعد ١٢ سنة انتحر، كما فعل زوجها السابق بالضبط! ولا أنسى قصة فتاة حصلت على قلب من فتاة أخرى تم قتلها، وبدأت تحلم كل ليلة برجل يأتي لقتلها، وكانت أحلامها واضحة إلى درجة أن بمساعدة الفتاة الصغيرة تم القبض على القاتل الهارب!
يبقى التبرع بالأعضاء طريقة أخرى للبقاء على قيد الحياة، على طريقة العلم المفيد والأبناء الصالحين والصدقة الجارية.
(الساعة الثالثة)
وجود قلب لا يعني نبضه وحياته، فما أكثر من نراهم يبكون عند مشاهدة فيلم رومانسي أو عند حضور مسرحية درامية، ولا نراهم يتحركون قدر أنملة لمساعدة فقير أو محتاج، بل وقد يتحججون بعنصريتهم تجاه لونه أو دينه أو عرقه! ما نراه ليس عدم إنسانية ولا حتى حيوانية، هو نوع آخر من العدمية التي لا ينساها ولا يغفرها الله ولا الإنسان.
(الساعة الأخيرة)
لن أعطيكم جوابا واحدا، لن أقول لكم المدخل إلى قلب أي إنسان هو الحب أو الطعام كما يتندر البعض بقوله، كل ما سأقوله هو: فتش عن قلبك، ثم فتش في قلبك، واعرف ما تشعر به جيداً، وكيفية التعامل معه، فالمشاعر سلاح إما توجهه ضد نفسك أو غيرك أو العدم. اعرف الوقت والمكان والكيفية التي تستخدم فيها سلاحك، وحسب.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
القلب ليس شريانا ولا وريدا ولا صماما، ولا جميعهم في أذينيين وبطينيين. القلب قبضة يد، في جسد. هو مجموعة ذكريات الإنسان وأحلامه وطموحاته وأوجاعه وما أحبه وكرهه وتمناه. وإما أن يحفظه الإنسان برقة، أو يعصره في لحظة لن تُسترد.
(الساعة الثانية)
القلب عضلة، لكنها عضلة تحمل المشاعر والذكريات.
تؤكد بعض الدراسات على وجود ما يُسمى بذاكرة الخلية، بعيداً عن ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي. وتستدل هذه الدراسات بقصص عمليات زراعة القلب بعد نجاحها، وتغير مُستقبِل العضو في بعض أو أحد عاداته ليصبح أكثر شبهاً بواهبه. من القصص المثيرة للاهتمام، قصة الرجل الأميركي الذي تزوج من أرملة الرجل الذي وهبه قلبه، وبعد ١٢ سنة انتحر، كما فعل زوجها السابق بالضبط! ولا أنسى قصة فتاة حصلت على قلب من فتاة أخرى تم قتلها، وبدأت تحلم كل ليلة برجل يأتي لقتلها، وكانت أحلامها واضحة إلى درجة أن بمساعدة الفتاة الصغيرة تم القبض على القاتل الهارب!
يبقى التبرع بالأعضاء طريقة أخرى للبقاء على قيد الحياة، على طريقة العلم المفيد والأبناء الصالحين والصدقة الجارية.
(الساعة الثالثة)
وجود قلب لا يعني نبضه وحياته، فما أكثر من نراهم يبكون عند مشاهدة فيلم رومانسي أو عند حضور مسرحية درامية، ولا نراهم يتحركون قدر أنملة لمساعدة فقير أو محتاج، بل وقد يتحججون بعنصريتهم تجاه لونه أو دينه أو عرقه! ما نراه ليس عدم إنسانية ولا حتى حيوانية، هو نوع آخر من العدمية التي لا ينساها ولا يغفرها الله ولا الإنسان.
(الساعة الأخيرة)
لن أعطيكم جوابا واحدا، لن أقول لكم المدخل إلى قلب أي إنسان هو الحب أو الطعام كما يتندر البعض بقوله، كل ما سأقوله هو: فتش عن قلبك، ثم فتش في قلبك، واعرف ما تشعر به جيداً، وكيفية التعامل معه، فالمشاعر سلاح إما توجهه ضد نفسك أو غيرك أو العدم. اعرف الوقت والمكان والكيفية التي تستخدم فيها سلاحك، وحسب.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق