الخميس، 29 يونيو 2017

«الجزيرة» أكبر من حدودها

خرجت، بعد طول انتظار، قائمة شروط قدمتها دول الحصار لقطر عبر دولة الكويت الشقيقة. وتصدرت القائمة، طلب إغلاق مجموعة قنوات الجزيرة. من يتمعن في هذا الطلب قد يظن أننا نعيش في أوائل القرن العشرين، حيث لا توجد سوى قناة إخبارية عربية واحدة «الجزيرة»، وأننا نقضي يومنا بلا إنترنت ووسائل تواصل اجتماعي توصل الخبر إلى مكاننا أينما كنا، وأن إغلاق «الجزيرة» سيمنع وصول «بعض» الأخبار إلى «بعض» الشعوب.
من يقرأ هذا الطلب، قد لا يعرف أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حجبوا مواقع الجزيرة، وجميع الصحف القطرية في ٢٣ مايو ٢٠١٧، وحظروا بث قنوات الجزيرة الفضائية في غرف الفنادق والمرافق السياحية في ١٠ يونيو ٢٠١٧. ولكن الظاهر بأن ذلك غير كاف لدول الحصار، التي تريد إغلاق جميع قنوات الجزيرة حول العالم.
قالوا إن «الجزيرة» تحرض وترعى الإرهاب، وتهدد استقرار المنطقة، وكلها تهم باطلة بلا دليل يدعمها، مثلها مثل بقية التهم التي اتهمت بها قطر.
«الجزيرة» هي القناة الإخبارية العربية الأولى، وصاحبة شعار الرأي والرأي الآخر. كانت ولا تزال تستضيف من ينتقد سياسات قطر، ولم نضق بها، وبعد حصار قطر في ٥ يونيو ٢٠١٧، بحثت عمن تستضيفه في دول الحصار وغيرها ممن يؤيد الحصار وتحركات الدول المحاصرة. هذه هي «الجزيرة» التي تحترم حق وحرية التعبير المكفولة للإنسان من الله، قبل أي اتفاقية دولية.
الهجوم الواقع ضد «الجزيرة» ليس جديداً، وإن زادت وتيرته الآن بفعل توجهات وتوجيهات البعض، لكن المطالبة بإغلاقها، هي مطالبة بإسكات المواطنين والمقيمين في العالم العربي والإسلامي، وعدم وصول صوتهم للعالم. المطالبة بإغلاق «الجزيرة» مطالبة بالحد من حق وحرية الإنسان العربي في التعبير. ولا تتبين الفائدة من هذا الإغلاق أو الحكمة منه، خاصة مع وجود قنوات أخرى ذات مهنية ومصداقية عالية، كالجزيرة في العالم العربي، مثل الـ «بي. بي. سي» و»سي. أن. أن» العربيتين.
لا يخاف من قناة فضائية سوى من كانت قناعاته ومبادئه هشة وضعيفة، أما القوي الشديد، فلن تؤثر به ولن تربكه، لا قناة، ولا صحيفة، ولا حتى قصيدة، مثل قصيدة عبد الرحمن بن مساعد التي قال فيها:
هكذا نقدر نقول.. إن الجزيرة..
دولة مغمورة صغيرة..
كبرت وصارت قناة!




جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر




الخميس، 22 يونيو 2017

ماذا يريدون من قطر؟

منذ بداية الأزمة الخليجية التي بدأت بعد هجمات التصريحات المفبركة المنسوبة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وجميع الصحف اليومية والقنوات الإعلامية في السعودية والبحرين والإمارات تهاجم قطر. تنوعت التهم الموجهة إلى قطر، ومنها لا كلها -حيث تظهر تهمة جديدة يومياً- أنها تدعم الإرهاب والإخوان المسلمين وحماس والحوثيين، وتساند إيران، وتزعزع الأمن في دول الخليج، وتمول المتطرفين، وحاولت اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وغيرها الكثير من التهم المضحكة المبكية.
في الوقت نفسه الذي امتلأت فيه الصحف اليومية والوسائل الإعلامية بالهجمات المتتالية على قطر وقيادتها، لم تقابل قطر الإساءة بالإساءة، بل على العكس كانت توجيهات الحكومة في قطر بعدم الإساءة لأي دولة من دول الخليج، واحترام قياداتها مع حفظ حرية وحق كل مواطن في التعبير عن رأيه.
في قطر نحفظ الأخوة والعهد بين أبناء الخليج الواحد، والذي بدأ قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بكثير. ولذلك يتحتم علينا السؤال: ماذا يريدون من قطر؟ أين هي المطالب التي تحولت إلى قائمة شكاوى؟ وإذا كان حل الأزمة خليجياً كما يُزعم، فلماذا نرى الجبير خارج الخليج العربي؟ لماذا نرى مجموعة وزراء خارجية البحرين والسعودية والإمارات يتحدثون مع الجميع ما عدا قطر؟ أين الحوار الخليجي المطلوب للخروج من هذه الأزمة؟ حتى هذه اللحظة لم ترفض قطر التعاون، وأصرت على الحوار كحل استراتيجي للخروج من الأزمة، ولكن بلا رد من الطرف الآخر! ما زالوا يصرون على أنهم مقاطعون لقطر لا محاصرين لها.. ولكن أتكون المقاطعة تعنتاً وعدم محاولة الطرف الآخر حل المشكلة؟ أتكون "مقاطعة" فقط، عندما يصرح الجبير بأن السعودية مستعدة لتقديم مساعدات غذائية وطبية لقطر عبر مركز الملك سلمان للإغاثة؟ أتكون "مقاطعة" فقط، عندما يتم التأثير على الاقتصاد القطري في النواحي المختلفة كالشحن والسفر والاستثمار والغذاء والعملة؟ أليس أول من سيتأثر بكل ذلك هو الشعب القطري ابن الخليج العربي؟!!
لن يخرج أحد من هذه الأزمة منتصراً، فالثقة تصعب عودتها ما إن تتبخر، ولذلك كلما طالت هذه الأزمة، زادت أرباح أعداء الخليج العربي، وهذا ما لا نريده في قطر.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الاثنين، 19 يونيو 2017

هل أصبحت قطر دولة إرهابية؟

فجأة، أصبحت قطر الأسبوع الماضي دولة إرهابية بزعم الأشقاء. وأصدرت السعودية ومصر والبحرين والإمارات «قائمة إرهاب» ربطوا جميع من فيها بقطر.. منها جمعيات خيرية، مشاريعها الإنسانية في كل مكان حول العالم.
حتى الآن لا يوجد سبب واضح خلف الهجمات العدائية واللهجة التصعيدية، أو أي دليل ضد قطر سوى كلام مسترسل من قبل كتاب وفنانين وشيوخ دين، سقطت مصداقيتهم، قبل أن تسقط أقنعتهم المهنية. ولذلك وفي خضم كل هذا اللغو، سأذكر حقائق ووقائع مشهودة بأدلة، تنتظر البحث عنها.. فقط.
-قطر لم تدعُ يوماً إلى العنف والقتال، بل كانت تقف دائماً بجانب الدبلوماسية والسلام والحوار.
-قامت قطر قبل أشهر قليلة بتحرير الرهائن القطريين والسعوديين المحتجزين في العراق، وقبلها رهائن آخرون كثر.
-قطر لم تخرج يوماً عن استقامة الصف الخليجي منذ التأسيس على يد الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، مروراً بغزو الكويت، وحتى يومنا هذا، لا تزال متمسكة بمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
-قطر لم توجه يوماً تهم الإرهاب نحو الدول الشقيقة والصديقة، وعندما اتُّهِمت السعودية بالإرهاب عن طريق القاعدة وداعش وهجمات ١١ سبتمبر وقانون جاستا، كانت قطر من أول من دافع عن السعودية، ووقفت ضد المتهمين.
-قطر لا تتخذ سياسة الوجهين والتناقض، فتسمي دولة ما أو حركة بأنها عدوة، ثم تعقد معها كل أنواع الصداقات، وخاصة الاقتصادية. ولا تسمي دولة ما أو حركة بأنها شقيقة لتحاصرها بعد ذلك وتعاديها.
-قطر لم تصعد الأمور في أزمتها هذه، ورحبت بحوار الأشقاء، وجهود سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت عبر الوساطة، في حين حُشدت دول لقطع علاقاتها مع قطر.
-احترمت قطر جميع قوانينها والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، ولم تقم بإغلاق معابر أو منافذ، أو منع سفر، أو فسخ عقود بينها وبين الدول المقاطعة، أو رعايا تلك الدول.
أخيراً، قطر دولة مستقلة وذات سيادة. أمرها في يدها، ولن تسمح أبداً لا الحكومة القطرية ولا الشعب القطري بفرض الوصاية عليها، وإن قيل في حق قطر بسبب ذلك الأمر العظيم، منه آخر تهمة كاذبة اتُّهمت بها قطر، الإرهاب!


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


إلى شعوب الخليج الحبيبة

لنترك الحكومات للحكومات، ولنتحدث قليلاً، من القلب إلى القلب. من قطر إلى الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وعمان. من رآنا قبل ٣٠ سنة تقريباً، نمسك الأيادي ونبدأ مسيرة التعاون، سيستغرب الحال الذي وصلنا إليه اليوم، خاصة بعد حلمنا بالوصول إلى الاتحاد الكامل المتجانس.
اليوم، سترجع السعودية زوجة القطري إلى السعودية، وسيرجع القطري زوج الإماراتية إلى قطر. اليوم، يتحدث الأقارب والأهل في البحرين والسعودية والإمارات وقطر مع بعضهم بنبرة حزن، مطمئنين بعضهم البعض، بانكشاف الغمة قريباً، بإذن الله، وبقرب اللقاء وفرحته.
اليوم نقرأ رسائل الحب والكره أيضاً، في كل مكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونشدد على الحب والود والألفة بين أهل الخليج، أهل البيت الواحد.
إلى الشعوب الخليجية الشقيقة:
ليس كل ما يصوره الإعلام واقع وحقيقي، ولأننا في فترة صعبة في تاريخ الخليج العربي، يجب التحري بشأن كل شيء قبل نشره والتأكيد عليه.
قطر لم ولن تدعم الإرهاب يوماً ما، ولها جهودها المشهود عليها في أرض الواقع في محاربة الإرهاب وطرق تمويله. كيف لها ذلك وهي التي تأخذ على عاتقها دائماً دور الوسيط السلمي وقت الأزمات والحروب وعمليات احتجاز الرهائن! القطريون يجتمعون على كلمة واحدة، ويقولون لمن يتهم قطر بدعم الإرهاب وتمويله: هاتوا بأدلتكم إن كنتم صادقين!
إلى أحبتنا في الخليج:
ستظل قطر، على الرغم من الظلم الواقع عليها، تمشي على النهج المرسوم لها من قبل الأمير المفدى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه.. النهج الذي نشدد فيه مع الحاكم على علاقتنا بإخوتنا في الخليج، وقوة ترابطنا، ووحدة مصيرنا، مهما حصل.
إلى من غنيت معه «أنا الخليجي»:
أنا خليجي وقطري، وسأظل معك وسأظل موجوداً وقائماً، وإن رُميت عليّ ألفاظ «العزلة» و»الحصار» و»التضييق»، فلا حصار ولا عزلة ولا تضييق في ظلم واقع.
أؤكد لك بأن قطر والقطريين عصيون وأقوياء في وجه الأزمات، نواجهها لنخرج منها أقوى من ذي قبل.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الجمعة، 2 يونيو 2017

لا تائهين و لا تابعين

في خلال أسبوع، بان الكثير. بداية من التصريحات المفبركة المنسوبة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحجب الصحف القطرية في السعودية والإمارات ومصر، وحتى الهجمات المتتالية ضد قطر من بعض الصحف والقنوات الإعلامية.
الهجوم ضد قطر ليس بجديد، ولن تُوجد دولة أو إنسان ما على هذه الأرض سيُعجب الجميع ويلقى استحسانهم، ولكن الجديد بدايةً، كان في إصرار البعض على اتخاذ موقف معادٍ ومستنكر ضد قطر بسبب تصريحات مفبركة، دلائل زيفها موجودة على أرض الواقع لمن أراد البحث عنها. 
الجديد في تداول هذه التصريحات المزيفة، من قبل قنوات إعلامية وصحف ومثقفين وكُتاب، وكأنها حقيقة مثبتة، رغماً عن أنف الجميع! هذه السقطات الإعلامية «الحرة» مستمرة حتى الآن من قبل كُتاب وإعلاميين و»مثقفين» مؤمنين بمقولة فولتير: «إني أختلف معك في كل كلمة تقولها، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول ما تريد».
كل هذا يبعث على التساؤل والتعجب، خاصة بعد قراءة بعض ردود هؤلاء المدافعة عن آرائهم، وقد قال بعضهم إن التصريحات، وإن كانت مفبركة، فإنها تكشف عن نوايا قطر الحقيقية! وإن قطر موالية لإيران والإخوان، وأقرب إليهم من دول الخليج العربي! وغيرها من التعليقات المؤذية للعين والقلب والحقيقة!
قبل التصريحات المفبركة كانت قمم الرياض التي شاركت فيها قطر بكل روح التعاون والأخوة، وقبلها وبعدها كانت تصريحات «حقيقية» لوزيري الخارجية والدفاع القطريين بخصوص علاقتنا مع إخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن هل من رشيد؟
الأكيد بأننا كقطريين شُغلنا -بسبب حبنا لوطننا- بالهجوم الواقع ضد قطر في الأسابيع الأخيرة، على أنني أراه نعمة لا نقمة، وأن الدروس المستفادة هنا كثيرة، ومنها -لا كلها- أن على الإنسان التمسّك بعقله مثل تمسّكه بدينه، فلا كل القنوات الإعلامية حية الضمير طوال الوقت، ولا كل الكُتاب والمثقفين أمينون وواسعو الآفاق كل الوقت! كما يجب علينا التركيز على الأمور المهمة كتنمية دولنا العربية، والعمل على تقدمها في جميع المجالات، وترك المهاترات غير اللازمة. وأتذكر هنا كلام ميشيل أوباما لبناتها في المؤتمر الديمقراطي الأخير عندما قالت: “we insist that the hateful language they hear from public figures on TV does not represent the true spirit of this country. How we explain that when someone is cruel or acts like a bully, you don’t stoop to their level. No, our motto is, when they go low, we go high.”
«نؤكد على أن لغة الكراهية المسموعة على التلفاز لا تمثل الروح الحقيقية لهذا البلد. وكيف بأننا عندما نقابل شخصاً قاسياً أو متنمراً فإننا لا ننزل إلى مستواه. لا، فشعارنا هو عندما ينحدر الآخرون، نحن نرتقي».
يجب علينا الحفاظ على هذه المبادئ في عالمنا العربي، وخاصة في قطر الشامخة، رغم عدم وجود وزارة إعلام في الدولة. مبادئنا وقيمنا لم تتغير منذ القدم، وقد أكد عليها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي في خطاب تسلّمه للحكم، والذي قال فيه: «لا حاجة للتأكيد أن قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية، فمن المعروف عن قيادة قطر أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية، فضلاً عن العقود والمعاهدات، ولكن هنالك ما هو أعمق من هذا كله، نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، لا نعيش على هامش الحياة، ولا نمضي تائهين بلا وجهة، ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيهاً.. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا».
هذه قطر، لا قطر إيران ولا قطر إخوان. قطر وحسب.




جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...