الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

الجرم الصغير و العالم الأكبر



١-
أنا المحور
أنا الوسط
أنا راسمة الدوائر بأقطارها
يتبعني ألف كوكب دون مُسألة
يرضى من يرضى منهم بوصل حرارتي
و لا يسخط من ترفضه أشعتي
و من هُم ليرضوا أو ليسخطوا؟
أنا الراعي و هم القطيع

(شمس في مجرة غير معروفة)

٢-
أعرف بأن عملي الجاد لن يذهب هباء منثوراً
أعرف بأن عمل أجدادي الذي
استمر أكثر من خمسين عاماً في هذه المملكة
سيبقى لسبب أو لآخر
لأن هناك عالم أكبر من مملكتنا
بقي لسبب أو لآخر
و لم يتغير منذ ولادتي
رؤيتي التي منعت الماء
من التسلل إلى ممرات المملكة 
و قتل الجميع
هي بصمتي و نجاحي في هذا العالم
سيتذكرني الجميع عندما أرحل
أنا متأكدة

(نملة في وقت راحتها)

٣-
يا رب سامحني
 على ما أنا مُقدم عليه
الماء شحيح و حفر البئر لازم
يا رب..
أنقذ ما سيتبقى من نمل
تحت أقدامي
فلا أنا بقارون و لا سليمان!

(فلاح يحرث الجفاف)

٤-
منصب رئيس عمال النظافة
خُلق لي
أنت تعلم هذا أليس كذلك؟
هل تنكر بأنني أترك لك دائماً العلب البلاستيكية لتجمعها؟
من يزهد بعمله و يُخلص له أكثر مني؟
و لكنهم يغارون مني
و لهذا لن أحصل على هذا المنصب أبداً!

(عامل نظافة يحادث صديقه المشرد)

٥-
أصبحت أبلل سريري كل ليلة
و لا أريد أمي أن تغضب مني أنا أيضاً
أتمنى أن تصلح بين أبي و أمي
كما أصلحت بين الشيطان الأكبر و الشيطان الأصغر
كما سمعت من أبي
و أوعدك بأنني سأصوت لك عندما أكبر


(طفل يكتب رسالة لرئيس الدولة)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...