روى الكاتب البرازيلي باولو كويلو، قصة تدور أحداثها حول فتى يلجأ إلى حكيم كي يتعلم سر السعادة. وعندما يصل إليه، يطلب منه الحكيم أن يدور في قصره وحديقته، ممسكاً بملعقة تحمل قطرتي زيت دون أن تسقطا على الأرض. فعل الفتى ما طلبه الحكيم وأنقذ قطرات الزيت من السقوط حتى رجع إلى الحكيم مرة أخرى. سأله الحكيم إذا كان قد رأى اللوحات الملونة عند مدخل القصر؟ أو لمح الزهور المتناثرة في ممرات الحديقة؟ أو النجود الفارسية في قاعة الطعام؟ اعترف الشاب بأنه لم ير شيئاً مما ذكره الحكيم لشدة تركيزه على قطرات الزيت وحرصه على عدم سقوطها. طلب الحكيم من الشاب أن يرجع إليه بعد أن يتجول في البيت لمرة ثانية. وهذا ما فعله الشاب، وعندما رجع إلى الحكيم أخبره عن كل الأشياء الرائعة والجميلة التي شاهدها في القصر، ولما انتهى، سأله الحكيم عن قطرات الزيت، وفي هذه اللحظة انتبه الشاب لخلو الملعقة من الزيت، فقال له الحكيم: «سر السعادة و أن تنظر إلى كل روائع الدنيا دون أن تنسى أبداً نقطتي الزيت في الملعقة».
يُفهم من القصة أن السعادة شاقة قد يتهاون الكثير في سعيهم لها، وأنها قائمة على التوازن كما تشرح نصيحة الحكيم للشاب، أي تحقيق الموازنة بين مشاهدة روائع الحياة والحفاظ على قطرات الزيت. وقطرات الزيت هذه قد تكون دينا أو عملا أو حلما أو حبا أو تكوين عائلة أو الوصول إلى إنجاز أو مزيج مما سبق.
السعادة أيضاً، سر لا يُكشف لأي شخص، فهي حتى الآن من أكثر المفاهيم التي تعددت تعريفاتها ومداخلها من قبل العلماء والمفكرين وحتى الحكماء. وهذا يرجع إلى اختلاف الأشخاص أنفسهم لا اختلاف السعادة من شخص لآخر، فشخص يحلم بامتلاك بيت مطل على الشاطئ وامتلكه، ستبين على وجهه ملامح السعادة نفسها التي ستظهر على وجه من حلم بمنصب ما وحصل عليه! تختلف السبل والمفاهيم، والسعادة واحدة لا تتغير أو تختلف، ولا يوجد طريق واحد لها يحمل خطوات مرقمة من الواحد حتى المائة، ولكن توجد مؤشرات ترمي لها ومنغصات تُبعد عنها في الطريق إليها.
ومؤشرات السعادة هي كل ما يضع المرء على الطريق الذي يريده، فإن كان يحلم ببدء مشروع، فمؤشرات السعادة هي انغماسه في تفاصيل المشروع واستشارة الأصدقاء ومحاولة تحقيق الحلم. ومنغصات السعادة هي ما يحبط ويجعل المرء لا يرى أهمية العمل والتفكير، مثل مقارنة الشخص نفسه بشخص آخر كمارك زوكربرج مؤسس الفيس بوك وأحد أصغر مليارديري العالم! المقارنة بالتحديد هي أحد منغصات السعادة والحياة أيضاً، ففي الدول الاسكندنافية تكثر معدلات الانتحار، والسبب أنها الدول الأسعد حول العالم! فهناك تكثر المقارنات بين الأفراد، بين حزين وسعيد، وسعيد جداً وسعيد جداً جداً!
تحدثت في مقالي السابق «الدولة السعيدة» عن سعادة الدول، وأنها تُولد من أفكار وأعمال الفرد بحسب الفارابي، وهذا يتطلب سعادة الفرد ورضاه أولاً، فكيف يُتوقع من فرد محبط أو يائس أن يعمل ويبدع وينتج من أجل بلد أو في بلد يُشعره أو يشعر فيه بهذه المشاعر؟ هذا يرجعني إلى ارتباط سعادة الدول وأسبابها بسعادة الشعوب وأسبابها، فالفرد أيضاً لن يكون سعيداً إلا بالفكر والعمل والحب، وكما قال آلبرت آينشتاين: «إذا أردت أن تحيا حياة سعيدة، فاربطها بهدف، ولا تربطها بشيء أو شخص آخر».
يُفهم من القصة أن السعادة شاقة قد يتهاون الكثير في سعيهم لها، وأنها قائمة على التوازن كما تشرح نصيحة الحكيم للشاب، أي تحقيق الموازنة بين مشاهدة روائع الحياة والحفاظ على قطرات الزيت. وقطرات الزيت هذه قد تكون دينا أو عملا أو حلما أو حبا أو تكوين عائلة أو الوصول إلى إنجاز أو مزيج مما سبق.
السعادة أيضاً، سر لا يُكشف لأي شخص، فهي حتى الآن من أكثر المفاهيم التي تعددت تعريفاتها ومداخلها من قبل العلماء والمفكرين وحتى الحكماء. وهذا يرجع إلى اختلاف الأشخاص أنفسهم لا اختلاف السعادة من شخص لآخر، فشخص يحلم بامتلاك بيت مطل على الشاطئ وامتلكه، ستبين على وجهه ملامح السعادة نفسها التي ستظهر على وجه من حلم بمنصب ما وحصل عليه! تختلف السبل والمفاهيم، والسعادة واحدة لا تتغير أو تختلف، ولا يوجد طريق واحد لها يحمل خطوات مرقمة من الواحد حتى المائة، ولكن توجد مؤشرات ترمي لها ومنغصات تُبعد عنها في الطريق إليها.
ومؤشرات السعادة هي كل ما يضع المرء على الطريق الذي يريده، فإن كان يحلم ببدء مشروع، فمؤشرات السعادة هي انغماسه في تفاصيل المشروع واستشارة الأصدقاء ومحاولة تحقيق الحلم. ومنغصات السعادة هي ما يحبط ويجعل المرء لا يرى أهمية العمل والتفكير، مثل مقارنة الشخص نفسه بشخص آخر كمارك زوكربرج مؤسس الفيس بوك وأحد أصغر مليارديري العالم! المقارنة بالتحديد هي أحد منغصات السعادة والحياة أيضاً، ففي الدول الاسكندنافية تكثر معدلات الانتحار، والسبب أنها الدول الأسعد حول العالم! فهناك تكثر المقارنات بين الأفراد، بين حزين وسعيد، وسعيد جداً وسعيد جداً جداً!
تحدثت في مقالي السابق «الدولة السعيدة» عن سعادة الدول، وأنها تُولد من أفكار وأعمال الفرد بحسب الفارابي، وهذا يتطلب سعادة الفرد ورضاه أولاً، فكيف يُتوقع من فرد محبط أو يائس أن يعمل ويبدع وينتج من أجل بلد أو في بلد يُشعره أو يشعر فيه بهذه المشاعر؟ هذا يرجعني إلى ارتباط سعادة الدول وأسبابها بسعادة الشعوب وأسبابها، فالفرد أيضاً لن يكون سعيداً إلا بالفكر والعمل والحب، وكما قال آلبرت آينشتاين: «إذا أردت أن تحيا حياة سعيدة، فاربطها بهدف، ولا تربطها بشيء أو شخص آخر».
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق