هناك بعض الخيالات التي تطاردنا كبشر كلٌّ بحسب هواه، كالسفر حول العالم عبر قارب، أو تسلق أحد الجبال الشاهقة، أو السكن طول العمر في فندق من فئة 5 نجوم تحت الخدمة!
في مجتمعنا القطري المحافظ يعيش بعض الأفراد أو يحاولون العيش في فندق من فئة 5 نجوم دون مقدرة وتحت خدمة التبذير. وأقول محافظ، لأنه يحافظ على الكثير من عادات وقيم ليس من بينها الممتلكات والمال. ونرى هذه الحقيقة في رسم الفندق الذي سأوضحه لكم.
حول الفندق الفخم وعالي المستوى تقوم حديقة غناء تنشرها الكهرباء، وترشها المياه ليلاً ونهاراً، لنرى بعدها الفندق الكبير، ذا الرخام الأسود والمرمر الأبيض. في داخله يوجد الخدم والطباخون كما يُوجد السائقون والمزارعون والحراس خارج الفندق، وبالإضافة لهم لا ننسى المربيات اللاتي تتناسب أعدادهم مع أعداد أطفال الفندق.
يعيش الجميع في هناء داخل الفندق، دون تفكير في المستقبل أو أية مسؤولية، أو اعتبار للأولويات المنطقية، كعطلة سنوية مفتوحة التاريخ. انتهى.
قد يقول معلق- صادقاً- إنني بالغت في وصفي السابق، ولكن هل سننتظر الوصول إلى هذه المرحلة كي نستيقظ؟
الطفرة التي مرت وتمر بها قطر على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية أصابتنا «بتبلُّد مالي» من بين أمراض كثيرة بعضها صحي واجتماعي وروحي ونفسي. تغير الحياة من حولنا طبيعي نظراً لهذه الطفرة، ولكن تغيرنا السلبي لم يكن بالضرورة نتاجاً للتغيرات الكبيرة، بل خنوعنا نحو الملذات والمسرات بعد أن عشنا في شظف قبل النفط والغاز.
كم منا علم أولاده الادخار منذ صغره؟ من منا وضع المال لمستقبل أبنائه ولم يضيعه في سفرات دورية وسيارات وإكسسوارات براقة تُستبدل كل سنة بما هو أغلى منها؟ من منا طلب من ولده أن يذهب بنفسه ويحضر ما يريده بدل أن يطلبه من الخادمة؟ هل يوجد مِن بيننا مَن ربَّى ولده بنفسه وليس خادمة باسم «مربية»؟ كم منا يحرص على أن يتأكد كل ليلة أن جميع الأضواء وصنابير المياه مطفأة ومقفولة، مع علمه بأن الدولة هي التي ستدفع فواتيره؟ من منا حرص على ممتلكات الدولة في الحدائق والساحات وحرص على عدم رمي أي قاذورات في الشارع مع علمه بأن الدولة تستطيع تحمل تكاليف النظافة والممتلكات؟ كم منا يتصرف في حياته بمسؤولية، وعلى أساس أنه لا يسكن فندق من فئة 5 نجوم، وأن كل شيء يقوم به سيُحسب عليه صحياً ونفسياً واقتصادياً واجتماعياً وروحياً، وأنه سيدفع الثمن لاحقاً، صاغراً لا مكبراً كما يفعل عندما يسافر إلى الخارج ويشغل أفخم الفنادق؟ هذه من أطول الأسئلة التي يمكن للمرء أن يسألها لنفسه، ولكنها لازمة كي نعي مرحلة التبذير وعدم التفكير التي وصلنا إليها، من ناحية عدم اهتمامنا بالمستقبل سواء مستقبل الدولة أو أولادنا أو من نواحي أخرى كانقلاب أولوياتنا السليمة من مخبر إلى منظر، وتراخي أسسنا الاجتماعية التي كانت يوماً ما سبب قيام دولتنا العزيزة.
أُذكر بأنني أشير إلى بعض أفراد المجتمع دون تعميم، وتبقى هناك الكثير من النماذج الحسنة في مجتمعنا، والتي نأمل أن نقتدي فيها، فتصلح أحوالنا ولا نضيع أنفسنا بتضييع مسؤولياتنا وأولوياتنا. ولا أنسى أن أضيف: لا بأس أن نعيش في فندق من فئة 5 نجوم ونرفه عن أنفسنا كما هو الحال عند سفرنا، ولكن لبعض الوقت لا طوال السنة!
في مجتمعنا القطري المحافظ يعيش بعض الأفراد أو يحاولون العيش في فندق من فئة 5 نجوم دون مقدرة وتحت خدمة التبذير. وأقول محافظ، لأنه يحافظ على الكثير من عادات وقيم ليس من بينها الممتلكات والمال. ونرى هذه الحقيقة في رسم الفندق الذي سأوضحه لكم.
حول الفندق الفخم وعالي المستوى تقوم حديقة غناء تنشرها الكهرباء، وترشها المياه ليلاً ونهاراً، لنرى بعدها الفندق الكبير، ذا الرخام الأسود والمرمر الأبيض. في داخله يوجد الخدم والطباخون كما يُوجد السائقون والمزارعون والحراس خارج الفندق، وبالإضافة لهم لا ننسى المربيات اللاتي تتناسب أعدادهم مع أعداد أطفال الفندق.
يعيش الجميع في هناء داخل الفندق، دون تفكير في المستقبل أو أية مسؤولية، أو اعتبار للأولويات المنطقية، كعطلة سنوية مفتوحة التاريخ. انتهى.
قد يقول معلق- صادقاً- إنني بالغت في وصفي السابق، ولكن هل سننتظر الوصول إلى هذه المرحلة كي نستيقظ؟
الطفرة التي مرت وتمر بها قطر على جميع الأصعدة خاصة الاقتصادية أصابتنا «بتبلُّد مالي» من بين أمراض كثيرة بعضها صحي واجتماعي وروحي ونفسي. تغير الحياة من حولنا طبيعي نظراً لهذه الطفرة، ولكن تغيرنا السلبي لم يكن بالضرورة نتاجاً للتغيرات الكبيرة، بل خنوعنا نحو الملذات والمسرات بعد أن عشنا في شظف قبل النفط والغاز.
كم منا علم أولاده الادخار منذ صغره؟ من منا وضع المال لمستقبل أبنائه ولم يضيعه في سفرات دورية وسيارات وإكسسوارات براقة تُستبدل كل سنة بما هو أغلى منها؟ من منا طلب من ولده أن يذهب بنفسه ويحضر ما يريده بدل أن يطلبه من الخادمة؟ هل يوجد مِن بيننا مَن ربَّى ولده بنفسه وليس خادمة باسم «مربية»؟ كم منا يحرص على أن يتأكد كل ليلة أن جميع الأضواء وصنابير المياه مطفأة ومقفولة، مع علمه بأن الدولة هي التي ستدفع فواتيره؟ من منا حرص على ممتلكات الدولة في الحدائق والساحات وحرص على عدم رمي أي قاذورات في الشارع مع علمه بأن الدولة تستطيع تحمل تكاليف النظافة والممتلكات؟ كم منا يتصرف في حياته بمسؤولية، وعلى أساس أنه لا يسكن فندق من فئة 5 نجوم، وأن كل شيء يقوم به سيُحسب عليه صحياً ونفسياً واقتصادياً واجتماعياً وروحياً، وأنه سيدفع الثمن لاحقاً، صاغراً لا مكبراً كما يفعل عندما يسافر إلى الخارج ويشغل أفخم الفنادق؟ هذه من أطول الأسئلة التي يمكن للمرء أن يسألها لنفسه، ولكنها لازمة كي نعي مرحلة التبذير وعدم التفكير التي وصلنا إليها، من ناحية عدم اهتمامنا بالمستقبل سواء مستقبل الدولة أو أولادنا أو من نواحي أخرى كانقلاب أولوياتنا السليمة من مخبر إلى منظر، وتراخي أسسنا الاجتماعية التي كانت يوماً ما سبب قيام دولتنا العزيزة.
أُذكر بأنني أشير إلى بعض أفراد المجتمع دون تعميم، وتبقى هناك الكثير من النماذج الحسنة في مجتمعنا، والتي نأمل أن نقتدي فيها، فتصلح أحوالنا ولا نضيع أنفسنا بتضييع مسؤولياتنا وأولوياتنا. ولا أنسى أن أضيف: لا بأس أن نعيش في فندق من فئة 5 نجوم ونرفه عن أنفسنا كما هو الحال عند سفرنا، ولكن لبعض الوقت لا طوال السنة!
صحيقة العرب القطرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق