الأحد، 27 نوفمبر 2011

الخطوط الأجنبية القطرية

لم أعرف أحداً إلا وانتقد الخطوط الجوية القطرية في فترة ما، وقد زادت هذه الانتقادات في الفترة الأخيرة بعد تفاني القطرية في بيع لحم الخنزير «الحلال» والخمر على متنها بكل أريحية. وأنا كمواطنة وكهاوية للسفر، كانت لدي انتقاداتي الخاصة لهذه الخطوط، أيضاً رغم أني لم أسافر على متنها مذ صغري، وبالتحديد مذ أن أضاعت حقائبي وحقائب عائلتي ولم ترجعها إلا بعد أن سافرت إلى النصف الآخر من الأرض في أسبوع! توقفت بعدها أنا وعائلتي عن استقلال طائرات هذه الخطوط ولم تشجعنا السنون على العودة لها، فأسعارها ترتفع باستمرار وعروضها تقل كل عام، ومعاملتها تزداد سوءاً وبلاستيكية. 
أما عن قطريتها فلا أظنها تحمل في ذلك شيئاً سوى الاسم،
القطرية هي الخطوط الجوية الوطنية لقطر وللقطريين، ورغم ذلك أغلب من يستقل طائراتها أجانب وأكثر من يهرب منها هم القطريون، والبعض يُجبر على استقلالها لأنها تحتكر معظم الرحلات في مطار الدوحة ويندر وجود طيران آخر يغطي نفس المساحات.
ورغم ذلك، فلنعطي الحقيقة مرافعة أخيرة ولنعترف بأن القطرية تقدم خدماتها لأكثر من ١٠٠ وجهة للسياحة والعمل في جميع أنحاء العالم، وتعتبر من بين أسرع خطوط الطيران نمواً حول العالم، وهي رائعة فعلاً من نواحٍ كثيرة، كتجهيزاتها وطائراتها الحديثة وطواقمها الذي يحصد الجوائز والقلوب سنة بعد سنة، كما أنها قد حصلت أخيراً على لقب أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط وإفريقيا للعام الثاني على التوالي، هذا بجانب ألقابها والجوائز التي حصلت عليها في السنوات الماضية لأنها طيران خمس نجوم، والحق يُقال هي كذلك، فإن أراد شخص أن يُسافر على متنها يجب أن يمتلك خمسة نجوم على كتفه أو بأن يكون لديه محفظة خمس نجوم!
هذه هي الحقيقة، والمواطن القطري العادي ترهقه أسعار هذه الشركة ويؤلمه أن يرى طيرانه الوطني لا يعترف لا به ولا بهويته أو دينه، فيُسير الخمر ولحوم الخنزير «الحلال» على طائراتها.
من هنا تبدأ الحلول، ومن هنا ينفد رصيد الصبر!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الأحد، 20 نوفمبر 2011

الشعب يريد اسقاط النظام!

منذ بداية هذه السنة وبالتحديد منذ بداية الثورات العربية، خرجت شعارات مثل «ارحل» و «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكان للأخير انتشار أوسع، حيث بدأ الكثير -حتى من خارج البلدان الثورية- باستخدامها وبتغيير الكلمة الأخير منها، فقال بعض المتزوجين مثلا: الشعب يريد إسقاط الزوجة! وقالت بعض المتزوجات: الشعب يريد إسقاط الرجال! وهكذا. أما الهتاف الأصلي ألا وهو «الشعب يريد إسقاط النظام» فيظل الأكثر تداولا والأكثر قولا، ومع ذلك فأكثرية الناس تجهل معناه الحقيقي. ففي مصر هتفوا بالشعب يريد إسقاط النظام، وأكثر من %٧٠ ممن هتفوا في ميدان التحرير وغيره كانوا يظنون أن محمد حسني مبارك هو وحده «النظام»، وعندما احتفلوا لأيام بعد تنحيه وتركوا الاعتصامات والمظاهرات لأسابيع، كان لهم أن يرجعوا بعد أن وعوا أنهم لم يضربوا سوى رأس النظام، فقط وأن باقي أجزاء الجسد-النظام موجودة وإن كانت متوعكة من ضربة الرأس! وها هي مصر تعاني من الثورة والثورة المضادة التي يقودها فلول حسني ومستفيدوه.
وفي تونس -وقد صدق مبارك عندما قال إن تونس ليست مصر- هرب بن علي واللصوص الكبار، ولم يبق إلا بعض من بقايا النظام الذين حاولوا إعادة تشكيل أنفسهم ودخول اللعبة من جديد، ولكن فشلت أغلبيتهم وبقي النظام ضعيفا وقابل للتغيير. وها هي تونس تنتخب بكل ديمقراطية وأريحية من جديد.
وأخيرا، وآمل ألا تكون في ذلك أخيرة، هي ليبيا التي كانت بها عائلة القذافي فعلا نظاماً لليبيا! حيث عنى إسقاط هذه العائلة -التي تمتلك كل شيء وتستفيد من كل شيء على الأراضي الليبية- إسقاط النظام. ولربما كانت الثورة الليبية أسهل الثورات من هذه الناحية وأصعبها بعد الثورة السورية على الأرض.
الشعب يريد إسقاط النظام، أصعب هتاف على الحكام وأكثر هتاف يتوق إليه الناس الذين حرموا من حقوقهم. طوبى للشعوب الذين قتلوا أنظمتهم الظالمة وهنيئا لمن كان من أجل ذلك يسعى!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الأحد، 13 نوفمبر 2011

كل زحمة وأنتم بخير!

في أيام العيد الأولى، ذهبت معظم العائلات وأغلب الشباب إلى كتارا واللؤلؤة ودوحة بارك أو واحدة من هذه الأماكن على الأقل، بعضهم قصدوها وبعضهم مروا بجانبها فقط. ولمن لا يعرف، فعل المرور بواحدة من هذه الأماكن ليس بسهولة وببساطة كلماتي، فالزحمة المرورية أو الوقفة المرورية، كانت تستمر في ساعات محددة في بعض الأحيان وتتكرر في أحيان أخرى، أما الزحمة المعلوماتية فلم يكن هناك إرسال أصلاً. رسائل البلاك بيري لا تكاد تصل ما إن يطأ المرء متراً من واحدة من هذه الأماكن، وأما الهاتف فكان من الصعب -بل المستحيل الذي قد تقابله الصدفة- مهاتفة أي شخص.
يلومون الناس على كل حال، فهم سبب الزحمة وهم سبب الضغط على الشبكة، ولكن ما السبب الحقيقي؟ لماذا لا نشعر بالضغط على شبكة الاتصالات في تايمز سكوير في نيويورك، وهذه الساحة تحمل الآلاف كل يوم؟ لماذا لا نشعر بالزحمة المرورية في ماليزيا وسنغافورة؟ قطر دولة صغيرة لا تزال تبحث عن خريطتها المناسبة لحجمها «الإعلاني» الضخم، وإن لم نقدر على احتواء هذه الزحمة قبل وصولنا لعام ٢٠٢٠، فماذا سنفعل في بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢؟ بل ماذا سنفعل برؤيتنا للعام ٢٠٣٠؟
هذه معضلات يجب احتضانها من المهد لكي تصل إلى اللحد بالسرعة التي تريحنا وتريح دولتنا. وتوزيع الوجهات الترفيهية والسياحية على العاصمة والدولة حل قد يكون مبدئيا ومؤقتا، ولكنه مهم وقادر على حل أزمة الزحمة المرورية فيما أسميه المثلث السياحي في الدوحة، ألا وهو كتارا، دوحة بارك واللؤلؤة. وأما مشكلة الإرسال في المناطق التي يزدحم بها الناس، فيجب أن تُحل على الفور، فالمؤتمرات والبطولات التي تقام في دولتنا لن تنتظر، وقطر بحاجة إلى بنية تحتية قاسية للاتصالات، تحتمل كل ما يطؤها، فترفعه.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر





الأحد، 6 نوفمبر 2011

رؤية قائد

لن يصل أحد إلى النجاح عبر القفز، بل بالخطوات المتتابعة المثابرة التي تحمل الرؤية الواضحة، والتي تعرف مستقرها. في قطر، لم نخط خطوة خطوة بل خطونا سنوات. وفي كل سنة كان لنا نصيب، وفي كل حقل كان لنا ثمار، والفضل يعود بعد توفيق الله إلى رؤية سمو الأمير، وتعب أبناء هذا الوطن الذين يصرون على حتمية تقدم بلدهم واصطفافها بين صفوف الدول المتقدمة. 
كان خطاب حمد بن خليفة يوم الثلاثاء الماضي عظيماً - وهو الذي يعرف كيفية جعل كل خطاب تاريخيا- فتحدث عن جوانب كثيرة تُهم مصلحة الوطن والمواطن من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وحتى عن السياسة الدولية، وفي كل زاوية كانت له إضاءته الخاصة وطابعه المميز. ومن حديثه عن الحالة الاقتصادية المتردية في منتصف التسعينيات إلى حديثه عن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، كان حديثه جله عن قطر. 
كيف حققنا ذلك، وكيف وصلنا إلى هنا، كان ذلك نعمة ونتيجة جهد متواصل أبى إلا أن يصل! وأكثر ما ميز الخطاب وصوب أعين العالم علينا هو إعلان سموه عن تحديد تاريخ ألا وهو النصف الثاني من عام ٢٠١٣ لإقامة انتخابات مجلس الشورى. خطوة عظيمة نتجت عن رؤية عظيمة ورجل عظيم.
هناك قادة وهناك حُكام وهناك حمد! هكذا أستطيع أن أصف الرجل الذي أصر على تكامل بلده، ولكن بالصبر والتخطيط لا الاندفاع والتهور. فاستثماراتنا تكثر واقتصادنا يكبر مع تبني سياسة الاقتصاد التنافسي الحر ومنع الاحتكار، ووعينا السياسي بدأ يتفتح مع خطوة مجلس الشورى المنتخب الذي سيفضح كل وجه استغل منصبه وتلاعب بمال عام أو حتى حاول ذلك. هذه كلها خطوات رسمتها رؤية وبقي علينا نحن المواطنين تلوينها بالعمل بإخلاص والإخلاص للعمل، لكي نصل! وكل عام وأنتم وقطر أجمل.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

أول فرصة

في السبت الماضي الموافق الثاني والعشرين من أكتوبر، حضرت ملتقى سفراء التغريد العربي، وكانت القاعة ممتلئة وحية، وكان من أسباب امتلاء القاعة حضور محمد سعيد حارب مبتكر السلسلة الكرتونية الشهيرة «فريج» حيث تحدث في الملتقى عن خبرته وعمله وعن آرائه الخاصة في أمور محددة، فكان أكثر ما جذبني في حديثه الممتع هو كلامه عن دخوله المجال وكيف أنه تعب ليحصل على قبول المنتجين بل إن عمله قد رُفض قبل أن يتم قبوله أكثر من مرة لأنه صغير السن ولأنه من هو؟! هكذا وُجه له السؤال: من أنت؟! والبعض تعدى الانتقاد للعمل فقال: إن فريج «محلي» للغاية! 
المضحك المحزن في الأمر أنه لولا صغر سن حارب وأفكاره النضرة ولولا «محلية» فريج وأخذه لطابع مغاير عن كل ما نراه على الشاشة لما نجحت السلسلة!
من شيمتنا نحن العرب تهميش صغار السن وتهميش قدرتهم على فعل الأشياء التي يسطرون أعينهم عليها، فكرهنا الشباب وفقدنا الثقة فيهم وقلدنا بدلا منهم الديناصورات في المناصب المهمة. 
وأصعب شيء أن يكون هناك حال مختلفة على الجانب الآخر من الأرض، الجانب المشرق من الأرض، فهناك الشباب هم الذين يقفون خلف الفيس بوك وغوغل، هناك الشباب يتم تصيدهم من قبل الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري كل سنة، وهناك الشبكات التلفزيونية لا تعين سوى الشباب من الكتاب. أما هنا فالشباب منسي ولا يحصل على فرصته إلا إن كان «يعرف أحدا» أو إن كانت لديه قدرة مادية وهذا الشيء مرفوض، فشبابنا الذي خلع فراعنة في أقل من سنة، من أجل كرامته، يستحق أكثر! شبابنا الذي أشعل ثورات من أجل حقوقه، يستحق أكثر! شبابنا الذين نظفوا شوارعهم وحموا آثار بلدانهم، يستحق أكثر! إن لم تولد الفرص من أجل شبابنا العظيم فلمن ستولد؟ هل ستولد من أجل أولئك الذين شبعوا من الحياة ولم تبقى لديهم سوى أنفاس بسيطة يعطونها للآخرين؟
كان فريج أول فرصة لمحمد سعيد حارب وانظروا لما فعل عندما قدمت له الإمكانات. والفرصة ليست حظا ولا صدفة، بل هي نتاج العمل الذي يثابر عليه الناس. لا دخل للحظ في الفرصة إلا عند اقتناصها، فيكون الشخص محظوظا إن قدر على ذلك، ويكون قد ضيع على نفسه شيئاً لن يلتقي به أبداً إن امتنع عن اصطياد تلك الفرصة. فعالم الإمكانات والخيارات والفرص عالم غير متوقع ولا منتهٍ ولكننا نحن الذين نحرثه بأيدينا، بطريقة أو بأخرى، فلنحرص إذن، على أن يكون حرثاً خصبا!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية
رابط المقال

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...