الخميس، 31 أغسطس 2017

سقط القناع

في 5 يونيو 2017 الموافق 10 رمضان من العام الهجري 1438، تم حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية والبحرين والإمارات. وفي اليوم نفسه، طلبت دول الحصار من رعاياها مغادرة قطر فوراً خلال 14 يوماً، وطلبت من القطريين أيضاً مغادرة أراضيها خلال المدة نفسها.
أثناء الأيام اللاحقة، أرجعت السعودية المعتمرين القطريين، ورفضت دول الحصار أي تعاملات أو تحويلات مصرفية بالريال القطري. لم يقف الأمر عند هذا الحد، فكانت المحاولات الفاشلة بتخفيض قيمة الريال القطري عالمياً، ومحاربتهم لكل استثمار قطري خارج وداخل قطر، من بينهم المتجر العريق «هارودز» الذي أصدر أحدهم وسماً في «تويتر» يطالب الناس بمقاطعته». 
بل إن حتى قنوات «beIn sports» الرياضية لم تسلم من الهجوم، فتارة يمنعونها، ومن ثم يرجعونها لدافعي الاشتراك، وتارة يعلنون عن إطلاق قناة بديلة يعرضون فيها مباريات، حقوق بثها مملوكة بالكامل لـ beIn sports»، أي سرقة وقرصنة في عز النهار!
لم يستطع القطريون منذ بدء الحصار، وحتى يومنا هذا، الوصول إلى أملاكهم وتجارتهم وحساباتهم البنكية في دول الحصار، وبعد كل ما قيل، يخرج وزراء ومستشارو دول الحصار ليقولوا للقطريين أنتم إخواننا وأشقاؤنا، ونحن لا نريد أذيتكم. أما القطريون، فلديهم شيء واحد يقولونه لأنفسهم وللعالم: «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». الحصار جعلنا أقوى، وعلمنا الكثير، ونرجو أن نتعلم منه أكثر. فبينما يحاول الآخرون إركاعنا وأذيتنا، ها نحن نحاول إكمال طريقنا عبر فتح آفاق جديدة. عندما منعوا عنا الغذاء، فتحنا مصانع جديدة، ودعمنا المنتجات الوطنية، وعندما أغلقوا الحدود أمام طائراتنا، حلقنا إلى محطات جديدة. 
الخلاصة قالها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطاب الثبات، وفي توجيهاته لمجلس الوزراء: سنركز على الإنسان والاقتصاد القطري. وفي ذلك قدمت الدولة تسهيلات كثيرة للقطريين، وأصدرت قرار منح الإقامة الدائمة لأبناء القطرية المتزوجة من غير قطري، ولمن أدوا خدمات جليلة للدولة، ولذوي الكفاءات الخاصة التي تحتاجها الدولة.
وحتى رفع الحصار عن قطر، سأتذكر قصيدة لمحمود درويش باسم «سقط القناع»، يقول فيها:
حاصر حصارك لا مفر..
اضرب عدوك لا مفر..
سقطت ذراعك فالتقطها،
و سقطت قربك فالتقطني،
واضرب عدوك بي،
فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ!


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



ما زلنا صامدين

بعد أكثر من 75 يوماً على حصار قطر من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين، لا يزال سيل الأكاذيب والفبركات الإعلامية مستمراً في حرب هذه الدول وإرهابها الإعلامي والسياسي والاقتصادي ضد قطر حكومة وشعباً.
دول الحصار تهاجم القيادة القطرية عبر إعلامها، فتتهمها بـ «الإرهاب» و»من يدعم الإرهاب مثل إيران» دون أدلة، في الوقت نفسه الذي تحاول فيه السعودية التقرب من إيران عبر اللقاء الذي شاهدناه بين الجبير وظريف وزيري خارجية السعودية وإيران، ثم تصريح وزير داخلية العراق قاسم الأعرجي بشأن طلب الرياض وساطة بغداد لتحسين العلاقات بين الرياض وطهران! إذن، تتهم دول الحصار إيران بكونها الراعي الأول للإرهاب في العالم ثم تتقرب منها سياسياً واقتصادياً، مثل الإمارات التي تتجاوز تجارتها مع إيران مليارات الدولارات رغم احتلال إيران لثلاث من جزر الإمارات! وبعد كل ذلك يطالبون قطر بقطع علاقتها مع إيران!
وفي الحرب ضد قطر، ورغم كل الكلام الإنشائي الصادر من قبل دول الحصار، لم يسلم الشعب القطري من الهجوم؛ فإلى جانب محاولة شيطنته إعلامياً بتهمة الإرهاب، كانت محاولة ضربه اقتصادياً واجتماعياً، بل والقضاء عليه تماماً! لا أزال أذكر التقارير الإعلامية الصادرة من قنوات دول الحصار، والفرحة العارمة بخلو مراكز التسوق في قطر من الغذاء! لا أزال أذكر قول مذيعيهم بشيء من البهجة: «خلص اللبن! ولا يوجد عيش!» ولا يزال القطريون يتذكرون تبادل هؤلاء صور الأرفف الفارغة بداية الحصار بشيء من السخرية!
الشعب القطري هو أول وأكثر من تضرر بالحصار الجائر ضد قطر؛ لأن القطريين جزء من القيادة القطرية، والقيادة القطرية جزء من القطريين. لا فرق بين القطريين ورموزهم. وهذا ما يبدو مستعصياً على دول الحصار فهمه، رغم ثبات القطريين في وجه إرهابهم الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ومحاولات تغيير النظام سراً وعلانية بكل الطرق والوسائل.
ما زلنا صامدين.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



السبت، 5 أغسطس 2017

أزمة و حصار و إرهاب

مع بدء الأزمة الخليجية باختراق وكالة الأنباء القطرية، في مايو الماضي، ترددت كثير من المصطلحات من قِبل الأفراد والصحف والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، بعض هذه المصطلحات استخدمت بشكل عفوي، وبعضها لأغراض إعلامية أو سياسية أو أخرى، فلا شيء أقوى من كلمة، وقت السلم والحرب، وما يحدث اليوم من هجوم على قطر، حكومة وشعباً، هو حرب إعلامية بالدرجة الأولى.
أول وأهم المصطلحات، هي المفردة المعرفة للوضع الحالي في الخليج العربي، أي: «الأزمة الخليجية» لا «الأزمة القطرية»، فقطر جزء من الخليج، وعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الروابط الاجتماعية والاقتصادية تمتد من قطر إلى دول الخليج الأخرى، والعكس صحيح، كيف يتم تسمية ما يحدث في الخليج اليوم بالأزمة القطرية وحسب؟ بل هي أزمة لكل الخليج المترابط منذ مئات السنين.
نأتي الآن للتعريف بالحال في قطر، وهو «الحصار» لا «المقاطعة»، كيف لا يكون حصاراً وقد أُغلق المنفذ البري الوحيد لدولة قطر؟ وأغلقت البحرين والإمارات بالإضافة إلى السعودية، حدودها البحرية والجوية في وجه السفن والطائرات القطرية؟ كيف لا يكون حصاراً وهناك محاولات جادة لضرب الاقتصاد القطري؟ ألا تعني المقاطعة الامتناع عن أي فعل تجاه الطرف المقاطَع، بينما يكون «الحصار» محاولة لإضعاف الطرف المحاصَر؟! ألم تكتب الصحف في الدول المحاصرة عن «حصار قطر» في يونيو، قبل أن يغيروا «الحصار» إلى «مقاطعة» بعدما استنكر المجتمع الدولي الحصار؟!

هو حصار يا سادة!
ومن المصطلحات المسموعة مؤخراً في صحف وقنوات دول الحصار هي «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب»، في إشارة إلى دول أربع، هي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين، هذا المصطلح فيه تقليل من شأن الدول الأربع، وشأن بقية دول العالم، حيث إن استخدامه بدأ مع حصار قطر، وكأن الدول الأربع لم تبدأ الدعوة إلى مكافحة الإرهاب حتى الخامس من يونيو 2017 مع حصار قطر! وكأن معظم دول العالم لم تدعُ يوماً إلى مكافحة الإرهاب، بل واتخذ بعضها، ومنها قطر، إجراءات جادة في هذا المجال!
لدينا أيضاً مصطلحات «الإرهاب» و»التآمر» و»الخيانة» و»الأخبار الكاذبة» المنتشرة حالياً في الأوساط الخليجية للأسف، كل يستخدمها بحسب منظوره ومصلحته، ويبقى الكلام سلاحاً، إن لم يجرح سياسياً، فهو يبتر العلاقات الاجتماعية والعائلية، وهذه هي أكبر الخسائر الخليجية.


جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية



الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...