السبت، 5 أغسطس 2017

أزمة و حصار و إرهاب

مع بدء الأزمة الخليجية باختراق وكالة الأنباء القطرية، في مايو الماضي، ترددت كثير من المصطلحات من قِبل الأفراد والصحف والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، بعض هذه المصطلحات استخدمت بشكل عفوي، وبعضها لأغراض إعلامية أو سياسية أو أخرى، فلا شيء أقوى من كلمة، وقت السلم والحرب، وما يحدث اليوم من هجوم على قطر، حكومة وشعباً، هو حرب إعلامية بالدرجة الأولى.
أول وأهم المصطلحات، هي المفردة المعرفة للوضع الحالي في الخليج العربي، أي: «الأزمة الخليجية» لا «الأزمة القطرية»، فقطر جزء من الخليج، وعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الروابط الاجتماعية والاقتصادية تمتد من قطر إلى دول الخليج الأخرى، والعكس صحيح، كيف يتم تسمية ما يحدث في الخليج اليوم بالأزمة القطرية وحسب؟ بل هي أزمة لكل الخليج المترابط منذ مئات السنين.
نأتي الآن للتعريف بالحال في قطر، وهو «الحصار» لا «المقاطعة»، كيف لا يكون حصاراً وقد أُغلق المنفذ البري الوحيد لدولة قطر؟ وأغلقت البحرين والإمارات بالإضافة إلى السعودية، حدودها البحرية والجوية في وجه السفن والطائرات القطرية؟ كيف لا يكون حصاراً وهناك محاولات جادة لضرب الاقتصاد القطري؟ ألا تعني المقاطعة الامتناع عن أي فعل تجاه الطرف المقاطَع، بينما يكون «الحصار» محاولة لإضعاف الطرف المحاصَر؟! ألم تكتب الصحف في الدول المحاصرة عن «حصار قطر» في يونيو، قبل أن يغيروا «الحصار» إلى «مقاطعة» بعدما استنكر المجتمع الدولي الحصار؟!

هو حصار يا سادة!
ومن المصطلحات المسموعة مؤخراً في صحف وقنوات دول الحصار هي «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب»، في إشارة إلى دول أربع، هي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين، هذا المصطلح فيه تقليل من شأن الدول الأربع، وشأن بقية دول العالم، حيث إن استخدامه بدأ مع حصار قطر، وكأن الدول الأربع لم تبدأ الدعوة إلى مكافحة الإرهاب حتى الخامس من يونيو 2017 مع حصار قطر! وكأن معظم دول العالم لم تدعُ يوماً إلى مكافحة الإرهاب، بل واتخذ بعضها، ومنها قطر، إجراءات جادة في هذا المجال!
لدينا أيضاً مصطلحات «الإرهاب» و»التآمر» و»الخيانة» و»الأخبار الكاذبة» المنتشرة حالياً في الأوساط الخليجية للأسف، كل يستخدمها بحسب منظوره ومصلحته، ويبقى الكلام سلاحاً، إن لم يجرح سياسياً، فهو يبتر العلاقات الاجتماعية والعائلية، وهذه هي أكبر الخسائر الخليجية.


جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...