الأربعاء، 4 أغسطس 2021

حان وقت إنعاش السياحة!

  

أزمة فيروس كورونا العالمية أرجعت إلى السطح أمور كثيرة كنا قد دفعناها تحت البساط لفترة طويلة، منها وضع السياحة داخل قطر.

هل توجد لدينا سياحة حقيقية ترفيهية نشطة في قطر، بخلاف الأسواق و المقاهي و المطاعم؟ و إن كان يمكن الإطلاق على هذه "سياحة"، فلماذا إذاً اعتمد المواطنين و المقيمين خلال أزمة فيروس كورونا على التخييم و الإقامة في الشاليهات و المنتجعات التي تضاعفت أسعارها في هذا الوقت؟! لماذا يسارع القطريون إلى السفر إلى الخارج اليوم، رغم القيود التي لا تزال تفرضها الكثير من الدول بسبب أزمة فيروس كورونا؟!

يجب علينا الاعتراف بأن وضع السياحة في قطر لا يسر، و يحتاج إلى التطوير اليوم، لا الغد أو بعد الغد، و بالتأكيد ليس بعد عام ٢٠٢٢، فنحن لا نريد للناس التي تزور قطر خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في ٢٠٢٢، أن يلقوا نظرة واحدة على قطر، و لا يعودوا مجدداً!

أول خطوة في التغيير، هو الاعتراف بالمشكلة. بدءاً من النظر في جهاز السياحة، و أدواره و مهامه، و مدى تناسب وضعه الحالي مع مكانة قطر العالمية.

ثاني خطوة هي تعزيز التفاهم و التواصل مع الجهات المختلفة في الدولة لتنشيط السياحة الداخلية، فيد واحدة لا تصفق، مثل التعاون مع كتارا التي لديها إمكانيات كبيرة لإقامة مسرحيات و عروض ضخمة جاذبة للسياح، و الاتفاق مع هيئة المتاحف لإقامة معارض فنية مصاحبة للمهرجانات و الكرنفالات.

ثالث خطوة، تكون في تسهيل إنشاء الشركات السياحية في قطر و التشجيع على الاستثمار فيها، بالإضافة إلى تيسير إعطاء تراخيص إقامة فعاليات ترفيهية.

أخيراً وليس آخراً، توسيع دور جهاز السياحة ليشمل تجهيز شواطئ عامة جديدة في الدولة مجهزة بالكامل مثل شاطئ بحر سميسمة، و إنشاء مدن ألعاب ترفيهية مناسبة لجميع الأعمار، فمدينة ألعاب واحدة لا تكفي.

هذه بعض الخطوات الذي يستطيع جهاز السياحة البدء فيها، و ليست كلها. و كما هو واضح، ليس لدينا في قطر شح في الأفكار، و لكن لدينا نقص في المخيلة. و هذا ما أتمنى تغيره في الوقت القريب، فلا يجوز إهمال قطاع كبير مثل قطاع السياحة، الذي قد يساعدنا في الأعوام المقبلة، على تخفيف اعتمادنا الكامل على قطاع النفط و الغاز. بل، و حث المستثمرين على الاستثمار في قطر، باعتبارها رائدة أيضاً في مجال الرياضة و المواصلات و الثقافة!

 

جواهر محمد آل ثاني

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...