الخميس، 29 ديسمبر 2011

انشر تؤجر

انتشرت في الآونة الأخيرة رسائل ومقاطع فيديو تحمل عناوين فضيحة برنامج عرب آيدول وحقيقة عرب آيدول، وهو البرنامج البريطاني المولد والأميركي الانتشار، وحديثا جدا أصبح له نسخة عربية تعرض على قناة «أم.بي.سي».
لم ألق لهذه الرسائل بالاً منذ بدء تناقلها، فعناوينها التي تحمل نظام المؤامرات والفضائح لم يشدني، كما أني كنت واثقة بأن مضمونها لن يهمني بما أني لا أتابع البرنامج، ولكن عندما تكاثرت هذه الرسائل واقترنت بـ «انشر تؤجر»، وعندما أصدرت «أم.بي.سي» بيانا يرد على هذه الرسائل والأقاويل، قررت قطع طريق الفضول. قرأت وياليتني لم أقرأ، رأيت وياليتني لم أبصر! تفلسف من تفلسف فأخرج معنى كلمة آيدول الحرفي من القاموس وقال بأنها شرك، وبأننا يجب أن نتجنب هذه الكلمة السيئة، وأن نبتعد عنها وألا نستعملها أبدا! وأن البرنامج يبطن الشر خاصة مع استعماله لهذه الكلمة بالذات!
الصداع يأتي من أن معظم من قال هذا الكلام يعرف ويتكلم اللغة الإنجليزية بطلاقة بل وأثبت كلامه بالقاموس، ومعنى كلمة آيدول هو معبود أو وثن أو محبوب أو صورة، وكأي كلمة عربية أو إنجليزية أو من أي لغة أخرى، هي كلمة تحمل معاني عديدة ويمكن استخدامها في أي سياق مختلف ولا يشترط أن يكون حرفيا، بل إن عدم استخدام المعنى الحرفي للكلمة في معظم القصائد والمواضيع يجعلها في بعض الأحيان أجمل!
فكرة البرنامج واضحة ومعنى الكلمة أوضح، سيقع اختيار الحكام على الصوت الأجمل ثم يضعونه على المسرح ليصوت الجمهور لمن يراه أفضل. الرابح لن يصبح معبودا ولا إلها ولا وثنا، بل سيصبح محبوب العرب أي من صوتوا له، وأنا لا أدافع عن البرنامج هنا ولا أهاجمه، ولكنني أهاجم الجهل الذي يتملكنا ما إن يطرأ جديد في محيطنا، فنحفظ ما نلقن ونفعل ما يردد على مسامعنا. يجب على الإنسان أن يعي ما يسمع وأن يفهم ما يلقن، وألا يهاجم قبل أن يحلل ويستطرد، وبعد ذلك كله، يحق له أن يقول «انشر تؤجر!».



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية
المصدر

الخميس، 22 ديسمبر 2011

من وحي الكتاب



وصلت رحلتي إلى معرض الدوحة للكتاب متأخرة قليلاً لكن مجيئها خير من تخلفها، و كتاب باليد أفضل من كل شيء-و أي شيء-على الشجرة!
ذهبت إلى المعرض وأنا أتخيل روائع ما خطت أيدي العرب تنتظر مجيئي وشرائي لها، ذهبت وأنا أتوقع أن يفاجئني العرب، وفاجؤوني فعلاً، فاجؤوني بعدم مفاجأتهم لي! أليس هذا العام هو عام العرب وعام المفاجآت؟ فكيف لهم ألا يجتمعوا؟! كانت معظم كتب السنة الماضية مستلقية في نفس المكان هذه السنة وكأنها تقول: «هيهات أن أبرح مكاني وقد كتبني عربي!». كان لسان حال الكتب هكذا لا لشعبيتها وللطلب عليها، فأغلبها لم يتجاوز طبعها مرتين، كانت كذلك لأنه لا توجد كتب أخرى تخلفها وتريحها من استلقائها الممل! كلامي هذا سيقودني إلى الإنتاج العربي الفكري، وهو بالطبع الإنتاج والصناعة الأكثر تخلفاً لدينا، فإنتاج الكتب في البلدان العربية لا يتجاوز %1.1 من إنتاج العالم، رغم أن العرب يشكلون ٥%من سكان العالم، حسب تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام ٢٠٠٣، وهي نسبة ضيئلة جداً لكنها مكافئة لنسبة القراءة بالعالم العربي، والتي تقول إن المواطن العربي يقرأ ٦ دقائق، بينما المتوسط العالمي هو ٣٦ دقيقة في اليوم! وعلى كل حال لا يهم إنتاجنا من الكتب ولا مدة قراءتنا باليوم ما دامت الأمية صامدة، ولا تزال تنخر في جسد وطننا العربي. أكتب عن ماذا وأتكلم عن ماذا وأنا أرى لغتي تموت، فلا العلماء يهتمون بها ولا الأدباء يوفونها حقها، هي فقط «في لوح محفوظ»!
**
في معرض العام الماضي، اشتريت أقصوصة الزهايمر لغازي القصيبي ورواية النبطي ليوسف زيدان من بين كتب كثيرة قرأت بعضها، وبعضها لا يزال قابعاً في مكتبتي ينتظر قراءته، ولم يخب ظني بما قرأته. وفي هذا العام كانت كمية الكتب التي اشتريتها أقل -وكان معظمها أعمالاً كلاسيكية- و أنا متأكدة بأنها ستقل أكثر وأكثر مع السنوات المقبلة، لا لأن حب الكلمة ينقص في بل لأننا نكرر أنفسنا، ولا نكتب فكرنا أو نشغل عقولنا. نحن العرب بلا إنتاج فكري نقدمه للعالم ولأنفسنا. البلدان التي لا تنتج «الفكر» لا تنتج شيئا، فهل نحن حقاً بلا فائدة؟ 


جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

كل عام وقطر كما هي

الله لا يغير علينا! دعاء لن أتورع عن تلفظه في كل سنة، وخاصة في يومنا الوطني! لا أريد لحال هذا البلد أن يتغير، فنحن متقدمون ونحاول التقدم في كل مجال ممكن ونحو كل خطوة قريبة، ولا أريد لهذا الحراك النشط الذي نشهده أن يتوقف!
مع كل يوم وطني نتذكر إنجازات هذا البلد العظيم الذي لا يعطي أبناءه فقط، بل يتعدى ذلك ليعطي أبناء الدول المجاورة أيضاً. مع كل عام نمسح دموع الفرح ونقبل تراب هذا الوطن الذي وإن لم يهدنا شيئا يبقى أغلى ما نملك. مع كل عام، قُبيل وبُعيد كل عيد وطني نسبقه باحتفالات ونتبعه باحتفالات، فنملأ الشوارع بعلمنا العزيز رغم فيضان قلوبنا باللونين الأبيض والعنابي رغم عيش هذا العلم في داخلنا.
لن يفهم أي شخص مقدار الحب الذي يكنه القطري لأمه قطر، ولا لأب الجميع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، لن يفهموا أننا ننتظر الفرصة لنجعل هذا الوطن يفخر بنا وبأننا عندما نحتفل به، نحتفل خجلاً من تقصيرنا له في بقية العام. وهي أبداً لا تقصر في حقنا، هي التي لن تتركنا أبداً.
قال جون كينيدي: «لا تسأل عما يمكن أن تفعله لك بلدك بل عما تقدر أنت أن تفعله لها». هذه المقولة كانت موجهة للشعب الأميركي الذي وصل إلى القمر بعدها؛ لأنه اقتنع فعلاً بكلماتها وطبقها. هم يسألون عما يمكن أن يقدموه لأميركا ونحن نسأل ماذا تقدر قطر على تقديمه لنا! في ذكرى يومنا الوطني سننشر نفس الرسالة، لأن ما قدمته لنا قطر كثير، وعام ٢٠١١ كان المؤكد على ذلك ولم يترك للمشككين مجالا.
كل عام وقطر كما هي، وكل عام ونحن نطير من حقل إلى حقل ونصبح على بساتين خلقناها من صحراء، بقوة عقولنا وبتأثير سواعدنا. نحن أُعطينا هذه الأرض لأننا نستحقها ولم ولن نخيب ظنها في يومها ويومنا الوطني.
كل عام وقطر كما هي!




جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.

الخميس، 15 ديسمبر 2011

و تبقى ريكس

اسمها الأول ريما، لكن الكل كان يناديها بريكس، وهو اسم التدليل الذي يناديها به أصدقاؤها والمقربون منها، فالكل كان يشعر بأنه قريب منها، وبأن بدء يومهم بابتسامتها جزء من روتينهم الممتع الذي يوازن لهم حياتهم.
لم أعرفها شخصياً، كحال باقي متابعينها في تويتر، ورغم ذلك، شعرت بعد قراءتي لتغريداتها بأني أعرفها مذ سنوات، وشعرت بأن دعواتي لن تُستجاب إلا إن بدأت دعوتي لها ولروحها الجبارة. حاربت المرض الذي توطنها ولم تعجز عن محاربة أمراضنا أيضاً، أمراض الكسل، العجز، الإحباط، والمعنويات المنخفضة! وكنا نتوقع ذلك الدور الأبوي منها، الدور الذي يتفنن بالتفاؤل دائماً، ويطبطب على ظهورنا ويبتسم لنا، توقعنا كل ما بثته في صدورنا واستقبلناه بحب، كما أعطتنا إياه بلا مقابل.
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، شطر وُلد وتربى فينا بعد معرفتنا بريكس، فكيف يمكن أن تضيق بنا الدنيا وهي من كانت -رغم مرضها- تضحك وترقص متفائلة بكل صباح جديد؟ 
كيف يمكننا أن نطأطئ رؤوسنا للألم وهي التي كانت تقول بعد كل آهة إنها ستعود؟ أقنعنا تفاؤلها بأنها ستعود وستتعافى، وستبقى سالمة وصدقناها، ولكنها ذهبت الآن ورغم ذلك لم ترحل. 
هي باقية في نظرتنا للغد وفي ابتسامتنا في وجه الشمس. لا، لم ترحل ريكس، لم تترجل من على ظهر الدنيا، هي باقية وستبقى في كل ذرة أمل رمتها على طريقنا ولم تحسب لها حسابا.
ما أضيق العيش لولا الفسحة التي خلقتها ريكس في قلوبنا. 



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الخميس، 8 ديسمبر 2011

إلى السيد أكبر الباكر مع التحية

في بداية حديثي، أود شكر السيد أكبر الباكر على رده على مقالي السابق «الخطوط الأجنبية القطرية» وتوضيح بعض النقاط. ورده يبين للقارئ مدى قيمة القطرية التي تعطي الآخرين فرصة للتعبير عن آرائهم ثم استقبالها والرد عليها بكل ذوق واحترام. وعلى ذلك أحببت أن أرد عليه وأن أظهر بعض مما خُفي في صدري.
أولاً، أنا أعتذر بانشراح صدر إن كان ما وصلني من صور وأخبار تقول بأن القطرية تبيع لحم الخنزير «الحلال» من تويتر وغيره، غير صحيح. وأرفع قلمي للقطرية للحظة عرفاناً ثم أنزله لأقول بأنني أتمنى بأن يكملوا رقيهم، ويوقفوا بيع الخمور على متن طائراتها، فللخمر آثار أسوأ وأقوى من لحم الخنزير، فكم من سكير أزعج الآخرين برائحة أنفاسه؟ كم من سكير ما تكلم إلا وألقى نكتاً صاخبة وبذيئة؟ كم من سكير ما نام إلا وأتحفنا بشخيره العذب؟ أتمنى أن يحدث ذلك، وأنا لا أستبعد أن يُمنع الخمر على الكثير من خطوط الطيران،قريباً، فلم لا تبدأ القطرية بذلك من الآن أسوة بالسعودية؟
ثانياً، أنا لم أقل في أي من زوايا مقالي بأن القطرية تحتكر مطار الدوحة، وأنا أعترف بوجود ٣٠ شركة أخرى لأني لا أسافر إلا عبرهن، ولكني قلت بأنها تحتكر معظم الرحلات في المطار كما أنها تغطي مساحات واسعة في العالم مما يجبر البعض على استقلال طائراتها.
ثالثاً، يبدو أن لا أحد يختلف حول أسعار القطرية المرتفعة بمن فيهم شخصك، وقد جربت بعض النواقل الوطنية في بلدانها وكانت الأسعار مقبولة لدرجة كبيرة بل وكانت هنالك بعض العروض الترويجية لها.
رابعاً، أريد الإشارة إلى أن القطرية لم تحصد جائزة أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط وحسب، وإنما حصلت أيضاً على جائزة أفضل شركة طيران في العالم من قبل مؤسسة سكاي تركس العالمية، وهذا إنجاز عظيم أشيد به وأنا متأكدة من أنه لم يظهر من العدم.
أخيراً، رضا المواطن القطري العادي عن شركات بلده الوطنية لا تعني مجاملته لأمه-وطنه- وانتقاده لها، لا يعني نقصاً في وطنيته أو ولائه بل بالعكس، ذلك يدل على اهتمامه وحبه لبلاده، وأنا أقبل دعوة السيد أكبر الباكر بقلب مفتوح وبيد مبسوطة، إذ ستكون رحلتي القادمة بالتأكيد على متن القطرية وأتمنى بأن أستشعر الفرق.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الباكر: «القطرية» لا تبيع لحم الخنزير

قالت الخطوط القطرية إنها لا تقدم أو تبيع لحم الخنزير على متن طائراتها على الإطلاق.
وذكر السيد أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية -في رسالة للأستاذ أحمد بن سعيد الرميحي رئيس التحرير، ردا على مقال الكاتبة الشيخة جواهر آل ثاني "الخطوط الأجنبية القطرية" بتاريخ 27 نوفمبر الماضي- أن القطرية لا تحتكر مطار الدوحة الدولي، وقال إن 30 شركة أخرى تستخدم المطار. 

نص الرد:
بالإشارة إلى المقال الذي نشرته الكاتبة الشيخة جواهر آل ثاني بتاريخ 27 نوفمبر 2011 في صحيفتكم الغراء نود التنويه إلى ورود بعض الحقائق المغلوطة مما اقتضى التصحيح. إن الخطوط الجوية القطرية لا تقدم أو تبيع لحم الخنزير على متن طائراتها على الإطلاق. ثانيا لا تقوم القطرية باحتكار مطار الدوحة الدولي فثمة نحو 30 شركة طيران أخرى تستخدم المطار. ثالثا، بالنسبة للأسعار ومقارنتها بشركات الطيران الأخرى فإنه عادة ما تكون أسعار الناقلة الوطنية في سوقها الرئيسي أعلى من شركات الطيران الأخرى لأنها تسير رحلات مباشرة، وكذلك هو الحال بالنسبة لجميع الناقلات الوطنية الأخرى في الدول المجاورة فإنها تبيع بأعلى الأسعار في أسواقها فيما تكون أسعارها أقل من أسعار القطرية في الدوحة لأنها تبيع رحلات غير مباشرة، وتتطلب التوقف في محطتها الرئيسية.
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي لعبته القطرية على مدار الـ 15 عاما الماضية في الترويج لدولة قطر عالميا وحصدها العديد من الجوائز العالمية. فنحن نعتز بهويتنا وبدورنا الذي نقوم به كناقل وطني. أما بالنسبة لاستخدام الأجانب لشركتنا فقد قامت القطرية بنقل نحو 16 مليون راكب، مما يؤكد على دورنا الوطني للترويج لدولة قطر. ونحن إذ نشكر الكاتبة على اعترافها بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه القطرية نود الإشارة إلى أن الجائزة التي حصدتها القطرية مؤخرا ليست جائزة أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط فحسب، وإنما منحت هذه الجائزة باعتبارها أفضل شركة طيران في العالم من مؤسسة سكاي تراكس العالمية، وهو إنجاز نهديه للمواطن القطري ليشعر بالفخر والاعتزاز. وأخيرا، فإننا نطلب من الكاتبة التي قامت بمقاطعة ناقلتها الوطنية هي وعائلتها بسبب فقدانها قبل أعوام لحقائبها –وهو أمر وارد يحدث في جميع شركات الطيران، علما بأنه حسب تقرير الاتحاد العالمي للنقل الجوي "أياتا" فقد بلغت نسبة الحقائب التي أسيء نقلها خلال العام 2009 من قبل شركات الطيران 1% من مجمل عدد الحقائب أي ما يعادل 25 مليون حقيبة حول العالم- أن تجرب القطرية مرة أخرى كي تشعر بالفخر والاعتزاز بأن ناقلتها الوطنية هي أفضل شركة طيران في العالم، وأن هذا لم يأت من فراغ بل بجهود حثيثة بذلها مسؤولو هذه الناقلة للوصول إلى هذه المكانة العالمية المرموقة.





المصدر

الأحد، 27 نوفمبر 2011

الخطوط الأجنبية القطرية

لم أعرف أحداً إلا وانتقد الخطوط الجوية القطرية في فترة ما، وقد زادت هذه الانتقادات في الفترة الأخيرة بعد تفاني القطرية في بيع لحم الخنزير «الحلال» والخمر على متنها بكل أريحية. وأنا كمواطنة وكهاوية للسفر، كانت لدي انتقاداتي الخاصة لهذه الخطوط، أيضاً رغم أني لم أسافر على متنها مذ صغري، وبالتحديد مذ أن أضاعت حقائبي وحقائب عائلتي ولم ترجعها إلا بعد أن سافرت إلى النصف الآخر من الأرض في أسبوع! توقفت بعدها أنا وعائلتي عن استقلال طائرات هذه الخطوط ولم تشجعنا السنون على العودة لها، فأسعارها ترتفع باستمرار وعروضها تقل كل عام، ومعاملتها تزداد سوءاً وبلاستيكية. 
أما عن قطريتها فلا أظنها تحمل في ذلك شيئاً سوى الاسم،
القطرية هي الخطوط الجوية الوطنية لقطر وللقطريين، ورغم ذلك أغلب من يستقل طائراتها أجانب وأكثر من يهرب منها هم القطريون، والبعض يُجبر على استقلالها لأنها تحتكر معظم الرحلات في مطار الدوحة ويندر وجود طيران آخر يغطي نفس المساحات.
ورغم ذلك، فلنعطي الحقيقة مرافعة أخيرة ولنعترف بأن القطرية تقدم خدماتها لأكثر من ١٠٠ وجهة للسياحة والعمل في جميع أنحاء العالم، وتعتبر من بين أسرع خطوط الطيران نمواً حول العالم، وهي رائعة فعلاً من نواحٍ كثيرة، كتجهيزاتها وطائراتها الحديثة وطواقمها الذي يحصد الجوائز والقلوب سنة بعد سنة، كما أنها قد حصلت أخيراً على لقب أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط وإفريقيا للعام الثاني على التوالي، هذا بجانب ألقابها والجوائز التي حصلت عليها في السنوات الماضية لأنها طيران خمس نجوم، والحق يُقال هي كذلك، فإن أراد شخص أن يُسافر على متنها يجب أن يمتلك خمسة نجوم على كتفه أو بأن يكون لديه محفظة خمس نجوم!
هذه هي الحقيقة، والمواطن القطري العادي ترهقه أسعار هذه الشركة ويؤلمه أن يرى طيرانه الوطني لا يعترف لا به ولا بهويته أو دينه، فيُسير الخمر ولحوم الخنزير «الحلال» على طائراتها.
من هنا تبدأ الحلول، ومن هنا ينفد رصيد الصبر!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الأحد، 20 نوفمبر 2011

الشعب يريد اسقاط النظام!

منذ بداية هذه السنة وبالتحديد منذ بداية الثورات العربية، خرجت شعارات مثل «ارحل» و «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكان للأخير انتشار أوسع، حيث بدأ الكثير -حتى من خارج البلدان الثورية- باستخدامها وبتغيير الكلمة الأخير منها، فقال بعض المتزوجين مثلا: الشعب يريد إسقاط الزوجة! وقالت بعض المتزوجات: الشعب يريد إسقاط الرجال! وهكذا. أما الهتاف الأصلي ألا وهو «الشعب يريد إسقاط النظام» فيظل الأكثر تداولا والأكثر قولا، ومع ذلك فأكثرية الناس تجهل معناه الحقيقي. ففي مصر هتفوا بالشعب يريد إسقاط النظام، وأكثر من %٧٠ ممن هتفوا في ميدان التحرير وغيره كانوا يظنون أن محمد حسني مبارك هو وحده «النظام»، وعندما احتفلوا لأيام بعد تنحيه وتركوا الاعتصامات والمظاهرات لأسابيع، كان لهم أن يرجعوا بعد أن وعوا أنهم لم يضربوا سوى رأس النظام، فقط وأن باقي أجزاء الجسد-النظام موجودة وإن كانت متوعكة من ضربة الرأس! وها هي مصر تعاني من الثورة والثورة المضادة التي يقودها فلول حسني ومستفيدوه.
وفي تونس -وقد صدق مبارك عندما قال إن تونس ليست مصر- هرب بن علي واللصوص الكبار، ولم يبق إلا بعض من بقايا النظام الذين حاولوا إعادة تشكيل أنفسهم ودخول اللعبة من جديد، ولكن فشلت أغلبيتهم وبقي النظام ضعيفا وقابل للتغيير. وها هي تونس تنتخب بكل ديمقراطية وأريحية من جديد.
وأخيرا، وآمل ألا تكون في ذلك أخيرة، هي ليبيا التي كانت بها عائلة القذافي فعلا نظاماً لليبيا! حيث عنى إسقاط هذه العائلة -التي تمتلك كل شيء وتستفيد من كل شيء على الأراضي الليبية- إسقاط النظام. ولربما كانت الثورة الليبية أسهل الثورات من هذه الناحية وأصعبها بعد الثورة السورية على الأرض.
الشعب يريد إسقاط النظام، أصعب هتاف على الحكام وأكثر هتاف يتوق إليه الناس الذين حرموا من حقوقهم. طوبى للشعوب الذين قتلوا أنظمتهم الظالمة وهنيئا لمن كان من أجل ذلك يسعى!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الأحد، 13 نوفمبر 2011

كل زحمة وأنتم بخير!

في أيام العيد الأولى، ذهبت معظم العائلات وأغلب الشباب إلى كتارا واللؤلؤة ودوحة بارك أو واحدة من هذه الأماكن على الأقل، بعضهم قصدوها وبعضهم مروا بجانبها فقط. ولمن لا يعرف، فعل المرور بواحدة من هذه الأماكن ليس بسهولة وببساطة كلماتي، فالزحمة المرورية أو الوقفة المرورية، كانت تستمر في ساعات محددة في بعض الأحيان وتتكرر في أحيان أخرى، أما الزحمة المعلوماتية فلم يكن هناك إرسال أصلاً. رسائل البلاك بيري لا تكاد تصل ما إن يطأ المرء متراً من واحدة من هذه الأماكن، وأما الهاتف فكان من الصعب -بل المستحيل الذي قد تقابله الصدفة- مهاتفة أي شخص.
يلومون الناس على كل حال، فهم سبب الزحمة وهم سبب الضغط على الشبكة، ولكن ما السبب الحقيقي؟ لماذا لا نشعر بالضغط على شبكة الاتصالات في تايمز سكوير في نيويورك، وهذه الساحة تحمل الآلاف كل يوم؟ لماذا لا نشعر بالزحمة المرورية في ماليزيا وسنغافورة؟ قطر دولة صغيرة لا تزال تبحث عن خريطتها المناسبة لحجمها «الإعلاني» الضخم، وإن لم نقدر على احتواء هذه الزحمة قبل وصولنا لعام ٢٠٢٠، فماذا سنفعل في بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢؟ بل ماذا سنفعل برؤيتنا للعام ٢٠٣٠؟
هذه معضلات يجب احتضانها من المهد لكي تصل إلى اللحد بالسرعة التي تريحنا وتريح دولتنا. وتوزيع الوجهات الترفيهية والسياحية على العاصمة والدولة حل قد يكون مبدئيا ومؤقتا، ولكنه مهم وقادر على حل أزمة الزحمة المرورية فيما أسميه المثلث السياحي في الدوحة، ألا وهو كتارا، دوحة بارك واللؤلؤة. وأما مشكلة الإرسال في المناطق التي يزدحم بها الناس، فيجب أن تُحل على الفور، فالمؤتمرات والبطولات التي تقام في دولتنا لن تنتظر، وقطر بحاجة إلى بنية تحتية قاسية للاتصالات، تحتمل كل ما يطؤها، فترفعه.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر





الأحد، 6 نوفمبر 2011

رؤية قائد

لن يصل أحد إلى النجاح عبر القفز، بل بالخطوات المتتابعة المثابرة التي تحمل الرؤية الواضحة، والتي تعرف مستقرها. في قطر، لم نخط خطوة خطوة بل خطونا سنوات. وفي كل سنة كان لنا نصيب، وفي كل حقل كان لنا ثمار، والفضل يعود بعد توفيق الله إلى رؤية سمو الأمير، وتعب أبناء هذا الوطن الذين يصرون على حتمية تقدم بلدهم واصطفافها بين صفوف الدول المتقدمة. 
كان خطاب حمد بن خليفة يوم الثلاثاء الماضي عظيماً - وهو الذي يعرف كيفية جعل كل خطاب تاريخيا- فتحدث عن جوانب كثيرة تُهم مصلحة الوطن والمواطن من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وحتى عن السياسة الدولية، وفي كل زاوية كانت له إضاءته الخاصة وطابعه المميز. ومن حديثه عن الحالة الاقتصادية المتردية في منتصف التسعينيات إلى حديثه عن أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، كان حديثه جله عن قطر. 
كيف حققنا ذلك، وكيف وصلنا إلى هنا، كان ذلك نعمة ونتيجة جهد متواصل أبى إلا أن يصل! وأكثر ما ميز الخطاب وصوب أعين العالم علينا هو إعلان سموه عن تحديد تاريخ ألا وهو النصف الثاني من عام ٢٠١٣ لإقامة انتخابات مجلس الشورى. خطوة عظيمة نتجت عن رؤية عظيمة ورجل عظيم.
هناك قادة وهناك حُكام وهناك حمد! هكذا أستطيع أن أصف الرجل الذي أصر على تكامل بلده، ولكن بالصبر والتخطيط لا الاندفاع والتهور. فاستثماراتنا تكثر واقتصادنا يكبر مع تبني سياسة الاقتصاد التنافسي الحر ومنع الاحتكار، ووعينا السياسي بدأ يتفتح مع خطوة مجلس الشورى المنتخب الذي سيفضح كل وجه استغل منصبه وتلاعب بمال عام أو حتى حاول ذلك. هذه كلها خطوات رسمتها رؤية وبقي علينا نحن المواطنين تلوينها بالعمل بإخلاص والإخلاص للعمل، لكي نصل! وكل عام وأنتم وقطر أجمل.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

أول فرصة

في السبت الماضي الموافق الثاني والعشرين من أكتوبر، حضرت ملتقى سفراء التغريد العربي، وكانت القاعة ممتلئة وحية، وكان من أسباب امتلاء القاعة حضور محمد سعيد حارب مبتكر السلسلة الكرتونية الشهيرة «فريج» حيث تحدث في الملتقى عن خبرته وعمله وعن آرائه الخاصة في أمور محددة، فكان أكثر ما جذبني في حديثه الممتع هو كلامه عن دخوله المجال وكيف أنه تعب ليحصل على قبول المنتجين بل إن عمله قد رُفض قبل أن يتم قبوله أكثر من مرة لأنه صغير السن ولأنه من هو؟! هكذا وُجه له السؤال: من أنت؟! والبعض تعدى الانتقاد للعمل فقال: إن فريج «محلي» للغاية! 
المضحك المحزن في الأمر أنه لولا صغر سن حارب وأفكاره النضرة ولولا «محلية» فريج وأخذه لطابع مغاير عن كل ما نراه على الشاشة لما نجحت السلسلة!
من شيمتنا نحن العرب تهميش صغار السن وتهميش قدرتهم على فعل الأشياء التي يسطرون أعينهم عليها، فكرهنا الشباب وفقدنا الثقة فيهم وقلدنا بدلا منهم الديناصورات في المناصب المهمة. 
وأصعب شيء أن يكون هناك حال مختلفة على الجانب الآخر من الأرض، الجانب المشرق من الأرض، فهناك الشباب هم الذين يقفون خلف الفيس بوك وغوغل، هناك الشباب يتم تصيدهم من قبل الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري كل سنة، وهناك الشبكات التلفزيونية لا تعين سوى الشباب من الكتاب. أما هنا فالشباب منسي ولا يحصل على فرصته إلا إن كان «يعرف أحدا» أو إن كانت لديه قدرة مادية وهذا الشيء مرفوض، فشبابنا الذي خلع فراعنة في أقل من سنة، من أجل كرامته، يستحق أكثر! شبابنا الذي أشعل ثورات من أجل حقوقه، يستحق أكثر! شبابنا الذين نظفوا شوارعهم وحموا آثار بلدانهم، يستحق أكثر! إن لم تولد الفرص من أجل شبابنا العظيم فلمن ستولد؟ هل ستولد من أجل أولئك الذين شبعوا من الحياة ولم تبقى لديهم سوى أنفاس بسيطة يعطونها للآخرين؟
كان فريج أول فرصة لمحمد سعيد حارب وانظروا لما فعل عندما قدمت له الإمكانات. والفرصة ليست حظا ولا صدفة، بل هي نتاج العمل الذي يثابر عليه الناس. لا دخل للحظ في الفرصة إلا عند اقتناصها، فيكون الشخص محظوظا إن قدر على ذلك، ويكون قد ضيع على نفسه شيئاً لن يلتقي به أبداً إن امتنع عن اصطياد تلك الفرصة. فعالم الإمكانات والخيارات والفرص عالم غير متوقع ولا منتهٍ ولكننا نحن الذين نحرثه بأيدينا، بطريقة أو بأخرى، فلنحرص إذن، على أن يكون حرثاً خصبا!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية
رابط المقال

الأحد، 23 أكتوبر 2011

القذافي و بعد

عندما هلت أخبار مقتل معمر القذافي، اعتقدت بأنه خبر كاذب كما قد قُتل خميس القذافي ست مرات من قبل، وكما قد اعتُقل باقي أبناء القذافي من قبل. لم أصدق إلا بعد مشاهدتي لصوره وهو مضرج بالدماء ومُسير بين أيدي الثوار. صور تصرخ بالذلة وتجبرك على الشعور بالشفقة، وعلى التحلي بالإنسانية تجاه الطريقة التي قُتل فيها. البعض يقول إنه توفي متأثراً بجراحه، وآخرون يقولون إن الثوار قتلوه، وفي كلا الحالتين لم يُعامل باحترام ولا رحمة، وكيف نتوقع ذلك من رجال أفقدهم معمر كل ما يملكونه؟ كيف نتوقع ذلك من رجال خرجوا مطالبين حق كرامتهم وحريتهم بكل سلمية ليُقابلوا بأوحش الطرق وبعدوان يقصف بيوتهم وأبناءهم؟ القذافي سَطر موته بيده، فنفس العدوان الذي قابل به شعبه قصف عمره، فلم يُعمر ولم يُعَمر! انتهت صفقة عزرائيل مع القذافي كما أنهى القذافي صفقات غيره في العقود الأربعة الماضية. فما أراد هذا المهووس بجنون العظمة إلا أن يسلك كل مسلك غريب ليُقنع الناس بشذوذه ويُوهم نفسه بتفرده. وها هو ملك ملوك إفريقيا، عميد الزعماء العرب، إمام المسلمين وخليفة الله على الأرض يدخل نفس الأرض التي دخلها شهداء ليبيا بالألوف من أجل وطنهم، ها هو يدخلها من أجل مجد واسم ضاعوا مع بقايا ممتلكاته وخزعبلاته وأبنائه، ها هو يدخلها جرذاً، لا كما دخلها الشهداء، ملوكاً.
انتهى كابوس أربعين سنة في دقائق، تم فيها القبض على الكابوس -معمر القذافي- ومن ثم قتله، لكن كوابيس الأمهات اللاتي فقدن أبنائهن باقية، وكوابيس الرجال الذين فقدوا مساكنهم وكل ما يملكون باقية، كل شبر خربه القذافي في ليبيا بقي، ولن يشعروا بلذة محاكمة الطاغية، ولن يشعروا بالراحة الكاملة التي تنهي حرباً دامية، لن يشعروا إلا بالحزن الدفين الذي يقلب صفحة الليل كل مرة تغرب الشمس فيها إلى أمد طويل.
رحم الله كل الشهداء الذين لن يمسح دماءهم عن جبيننا سوى مقدرة المجلس الانتقالي على التقدم بليبيا إلى مرحلة جديدة يعمها السلم والرخاء، فهم لم يقدموا على الموت إلا من أجل وطنهم، ولن يرتاحوا في قبورهم إلا بعد أن يعم الأمن مكانهم.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية
المصـــــدر

الأحد، 16 أكتوبر 2011

أزمة أم نعمة؟

إلى خمس سنوات مضت كان استخدام البلاك بيري في الخليج يقتصر على رجال الأعمال تقريباً. فكانت الأغلبية لا تستسيغ ذلك الجهاز الكبير ذي لوحة المفاتيح القاسية، وكان معظم الناس يُفضل أجهزة النوكيا السهلة الاستعمال والتي تخرج لنا في السنة بأشكال كثيرة ومضمون متغير. ولكن بما أن من طبع الحياة التغيير وكما احتل النوكيا السوق مرة، احتله البلاك بيري عشرات المرات في السنوات الماضية. فأصبحت المنافسة بين البلاك بيري، الآي فون وباقي الشركات والمنتجات الإلكترونية. أصبح تَمَلُّك بلاك بيري واجبا في عالم تحكمه السرعة والتكنولوجيا، وإن لم تكن تملك واحداً كان السؤال لك بغرابة: «لا تملك بلاك بيري؟!» فيشتري البعض البلاك بيري بعد هذا السؤال الذي يُشعرك بالتخلف والذي يقول لك في الحقيقة شيئاً عن مجتمعنا المادي. وتسأل آخرين نفس السؤال عن عدم امتلاكه لبلاك بيري فيُبرر لك وبكل فخر فيقول: «عندي آي فون!» أي أن عنده البديل المنافس! وهناك من لا يمتلك هذا الجهاز فيكون هدفا رائعا لتسلمه البلاك بيري كهدية مثالية في عيد ميلاده أو أي حفلة ومناسبة أخرى. وهنالك الفئة الأخيرة -والتي أتمنى أن تكون الأغلبية- التي تحصل على هذا الجهاز مقتنعة به وبكل مميزاته وعيوبه. وكل هذه الفئات باختلاف أشكالها وألوانها وأطباعها عانت من تخلف الخدمة في الأسبوع الماضي عن العمل، فانقطع الكثير عن معارفهم وتعطلت الكثير من الأعمال، فصعُبت مسيرة التواصل فجأة! وشعر الناس عند انقطاع الخدمة في مختلف أجزاء العالم بأن هنالك شيئا قد نقص وأن فراغا وربما بعض الملل قد نسج خيوطه في حياتهم، وهذا ما حدث، فرجع الكثير إلى أدوات التواصل الأولى من مكالمات هاتفية ورسائل نصية تُبعد عنهم الشعور بالقطيعة والسكنى في صحراء!
توقف الخدمة في هذا الوقت المزدحم من السنة واستنفار الناس بسببه يُبين لنا بأن البلاك بيري أصبح من الكماليات الضرورية التي لا نستغني عنها وهذه إما أزمة، خاصة أن أكثرنا قد نسي كيفية التواصل مع الآخرين من دونه، أو أنها نعمة ستساعدنا على ترتيب أوراقنا مجدداً واختيار أدوات الربط التي نتمنى أن تكون موجودة بيننا دائماً وبين نظرائنا. فهل ستختار الأزمة التي ستتعرض لها عند توقف الخدمة في كل مرة أم الراحة التي توفرها استعمال وسائل التواصل المختلفة -بشكل متوازن- بالإضافة للبلاك بيري؟ اختر.



جواهر بنت محمد آل ثاني.
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.


الرابـــــــــــــــط



الأحد، 9 أكتوبر 2011

الرجل الذي حول التفاحة إلى حديقة!

انتهت مع موت ستيف جوبز في الخامس من أكتوبر ٢٠١١ حقبة كاملة. رحل جوبز بعد أن وضع في أيدي كل منا الضروريات والكماليات التي نطمح لها، بعضها لا نستغني عنها وبعضها لا نستمتع إلا بها. رحل بعد أن قضم تفاحة في بيت كل شخص وشرب الشاي معنا وشاهد الأفلام على أرائكنا. انتقل إلى حياة أخرى بعد أن غير في حيواتنا وشكل في أشخاصنا. لم يكفه التربع على عرش واحد فقط، لا، فذلك لا يناسب رجلا يملك رؤية رباعية الأبعاد، فكانت رؤيته التي لامست الحواسب فأنتجت لنا الماك بوك بأنظمته الرائعة وكان إبداعه الذي تَمَلك عوالم الترفيه بثورة الآي بود والآي تونز الذي يتيح لنا الوصول لمكتبة ضخمة ترفيهية وتعليمية من الكتب، المسلسلات، الأفلام والموسيقا. لم يكفه ذلك، فحاضر الهواتف النقالة مازال مملاً ويدعو بكل إيمانه غيثاً يشبع ظمأه؛ حمل ستيف هذا الدعاء في قلبه وأخرج لنا الآي فون لينافس كل هاتف نقال خرج وسيخرج! ومن عالم الهواتف النقالة إلى امتلاك نصف أسهم بيكسار، الشركة التي أنتجت لنا روائع الرسوم المتحركة ثم أخيراً وللأسف ختاماً، الآي باد، اللوح الذي جعله ملازماً لنا مع نهاية رحلته اللطيفة. فكم طريقاً سهله علينا؟ وكم عالماً اختصره في جهاز؟ أجوبة متشابهة وامتنان واحد، لرجل لا تهم جنسية أبيه أو جنسيته ولا يهم دينه أو دين أمه، كل ما يهم هو إنسانيته وما حاول تقديمه لنا.
يجوز أن تكون كلماتي رثاء، فكل مبدع يستحق التصفيق عند نهاية السباق ويجوز أن تكون حروفي مفراً من واقع رحيل رجل صعب المهمة على من سيأتي بعده.



جواهر بنت محمد آل ثاني.


مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.


رابط المقال

الأحد، 2 أكتوبر 2011

نريد ربيعاً عربياً في «الجمعة»

لو طُلب من شخص ذكر موضوع لخطبة جمعة فإنه سيذكر-على الأرجح- ومن دون تفكير: الصلاة، الزكاة، النهي عن المنكر، الأمر بالمعروف وغيرها من المواضيع المتجذرة في الدين والشريعة. ولو تجرأنا فأكملنا طلبنا وسألنا نفس الشخص عن سبب ذكره لهذه المواضيع بالتحديد، لأعطانا أسبابا كثيرة، منها: أنه كان قد سمع نفس هذه المواضيع تُكرر في الجامع كل جمعة تقريباً أو أنها المواضيع الوحيدة التي تتكلم عنها البرامج الدينية أو أنها مواضيع تتعلق بالدين، ولذلك فمن الطبيعي أن تتمحور خطب الجمعة حولها. كلها دواع حقيقية، لكن متى كانت آخر مرة سمعنا بها خطبة تكلم فيها الإمام عن مواضيع اجتماعية تخاطب مجتمعنا يومياً، أو عن حياتنا وما يصادفنا من خلالها، أو عن ما يمر به العالم الإسلامي بصفة مستمرة؟ مواضيع كثيرة تستحق أن نلتفت إليها وأن يلتفت أئمتنا لها ولكنهم لا يفعلون، بل يكتفون بالإعادة والتشديد على أمور الشريعة ليختمون الخطبة بدعاء على فئات موجودة في مجتمعنا مثل «الكفار» و «النصارى» و «اليهود» بدل نصحهم وإرشادهم من على منابرهم العالية!
كانت في وقت ما خطبة الجمعة مُقدسة فلا توكل لأي أحد بل يجب أن يكون ضالعاً في أمور الدين والدنيا، ويجب أن يكون متحدثاً بارعاً، حماسياً، يُشعل معه قلوب المستمعين بلسانه، ويخاطب عقولهم بقلبه. وقد روى الإمام شمس الدين الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء: أن الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان سُئل عن سبب سرعة الشيب عنده. فقال: وكيف لا وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة!
أما الآن فأي شخص كان قد قرأ كتابا عن الفقه أو عن الحديث يقدر أن يحل محل الإمام في منبره ويقدر أن يجعل أسلوبه حماسياً «بالصراخ» كما يفعل بعض الأئمة في وقتنا هذا.
ليس كل المستمعين للخطب الدينية متعمقين في الدين، ونعم يلزمهم الاستماع لحديث عنه ولكن الأجدر بنا أن نتكلم، أيضاً، عن المواضيع الأخرى التي نربط بينها وبين بيئتنا، مواضيع قد تشدنا لعيد الجمعة لا أن تنفرنا منه أو -أسوأ- أن توقعنا في نوم لا نستيقظ منه إلا آخر الخطبة!
الخطاب الديني يجب أن يتطور ابتداء من خطبة الجمعة التي كانت منبراً إعلامياً للطرح والتوجيه لا للتوجيه، فقط!



جواهر بنت محمد آل ثاني.


مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.
رابـــط المـــقـــال



الجمعة، 30 سبتمبر 2011

عندما يبقى المنصب!


أعلن مدير عام قناة الجزيرة السيد وضاح خنفر استقالته يوم الثلاثاء الموافق العشرين من سبتمبر ٢٠١١ بعد عمل دام ثمانية سنوات ،وسط دهشة الجميع من مؤيدي سياسته في القناة إلى الرافضين لها ،و أنا أستغرب من هذه الوجوه المذهولة اتجاه قرار خنفر حيث أن هذه السنة إن كانت قد علمتنا شيء فهو أن التغيير هو سنة الكون و أن طريق كل شيء في النهاية هو الفناء أو التغيير و أن الحلم له نفس الواقع إن تحول إلى حقيقة ،و وضاح حاول أن يأخذنا معه في  السنوات الأخيرة عبر رحلته الحلم. و لأن لا منصب و لا كرسي يدوم لأحد-و لا حتى في الخريطة العربية-استقال خنفر.
هي خطوة شجاعة من رجل شجاع تعلم على يد قناة تمتلك الإرادة القوية و القواعد الثابتة التي لا تزال تبني عليها. فالجزيرة كانت هنالك من قبل خنفر و ستبقى هنالك بعده ،فما مرت من خلاله الجزيرة من اشاعات تسيء لها و لقطر ،و من استهداف لها و محاولة لاسقاط مراسليها ،و من اعتقالات و إغلاق للمكاتب إلى التشويش على بثها و حجب إشارتها لم يصب ظهر رجل واحد بل أصاب الجزيرة كلها و تحملته الجزيرة بجبروتها.
لا يمكننا إنكار العمل المتميز الذي قام به هذا الرجل و الذي أثبت نفسه في هذا العام بالذات ،و في نفس الوقت لا يمكننا أن نتغاضى عن أخطائه و تناسي بعض آلوانه لكن كما أنه من المهم أن نركز على كل الرجال ذوي المناصب المهمة ،من الأهم أن نركز على المنصب و لأن وضاح استقال و بقي المنصب ،علينا أن نلتفت على من أخذه على عاتقه و رفعه فحطه على صدره. الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني هو رجلنا الجديد الذي قبل بوزن الجزيرة الثقيل ،و ها نحن نأمل منذ بداية هذه الحقبة الجديدة بأن يزيد الاهتمام بالاعلاميين و الفنيين القطريين و غيرهم ،و أن لا يُهمشوا كما قد فُعل بهم من قبل.
نطلب دائماً من المؤسسات الصغيرة احتضان الطاقات الوطنية و تتجاهل ندائنا المؤسسات الكبيرة. هذا يجب أن يتوقف ،الجزيرة مثلاً من المؤسسات الأكثر شحاً على القطريين و لعل أن يتحول هذا الشيء في العهد الحالي ،فبما أن "قطرية" الجزيرة تُحسب عليها فنحن نرجو بأن يُحسب القطريون فيها،أيضاً!
ثقتنا بالمدير الجديد كبيرة و أنا واثقة بأن التقدم سيكون أمامنا على الطريق و إن لم نلحظه على الفور.

الأحد، 18 سبتمبر 2011

زيادة فوعي!

بعد زيادة الرواتب بقليل، كتب عدد من الكتاب عن جشع التجار، وتوقع البعض بأنهم سيزيدون الأسعار، وهذا ما حدث. فبعد ليلة واحدة، فقط، من صدور القرار الأميري تسابقت المحلات والشركات -منها الكبير ومنها الصغير- على رفع الأسعار، وكأنها لم تفهم أن الهدف من زيادة الرواتب هو إراحة اليد المادية للمواطن لا تشنجها وإرجاعها إلى ما كانت عليه. التناسب الطردي لزيادة الرواتب ورفع الأسعار هو تناسب مرفوض يبقينا على ما نحن عليه من حال، وهذا ضد إرادة ولي العهد والأمير الذي قال إنه يريد توفير معيشة كريمة لكل مواطن.
المواطن العادي يريد ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار، ومراقبة وتفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بمنع الاستغلال، وهذا نفسه هو ما تسعى إليه وزارة الأعمال والتجارة وإدارة حماية المستهلك. حيث خصصت إدارة حماية المستهلك عدداً من أرقام الهواتف المجانية للشكاوى من أي عمليات ارتفاع في الأسعار بشكل غير قانوني، كما صرح وزير الأعمال والتجارة الشيخ جاسم بن عبد العزيز بأنه ستكون هنالك إجراءات رادعة بحق أي تاجر يرفع الأسعار. هذه رسالة واضحة لأي تاجر وشركة تسول لها نفسها بمخالفة القوانين، وقد أعذر من أنذر!
أجمل أمر لمسناه بعد قرار زيادة الرواتب هو وعي المستهلك القطري الذي فطن على الفور لأمر قد يقع ألا وهو مشكلة ارتفاع الأسعار. فقد رأينا التكاتف والإصرار -من قبل المواطنين- على محاسبة وحتى مقاطعة الشركات التي ترفع من أسعارها.. كل ذلك بين تغريدات في تويتر، كلمات في الفيس بوك، رسائل بين مستخدمي البلاك بيري، وأحاديث صغيرة في مجالس الناس.
الوعي القطري تغير اليوم وأدرك أبعاده، يعرف ما يرفض ويعرف بماذا يمكنه أن يقبل. يجب على الشركات والتجار أن يتقبلوا ذلك، وأن يدركوا أن المستهلك لم ولن يكون ضحية تغافل!



جواهر بنت محمد آل ثاني


مقالي اليوم في صحيفة العرب القطرية


رابــــــــط المـــــقال

الأحد، 11 سبتمبر 2011

ناقوس الحادي عشر من سبتمبر!

في تقويم كل أميركي ستجد أياما معينة، مُحددة بالألوان الفاقعة كيوم ميلاده، وأعياد ميلاد أحبابه، ويوم الاستقلال الأميركي، والكريسماس، ورأس السنة.. والحادي عشر من سبتمبر. التاريخ الذي طُبع في ذاكرة العالم لفداحة ما حدث فيه، ولصعوبة ما حدث بعده. الكل أدان ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم من جمعية «إيجاد المؤامرة في كل شيء» إلى جمعية «الإنسان». الكل وجد مرارة الظلم والإرهاب في طعم أحداث سبتمبر. فبعد سبتمبر المُحطم خاف الأميركيون من المسلمين وخاف المسلمون من الأميركيين، لكن المعادلة لم تكن موزونة. فبعد ذلك -على سبيل المثال لا الحصر- أصبح عندما يركب أميركي على طائرة ويتهم مسلما بالإرهاب، يكون هذا شيئا طبيعيا لا يُحاسب عليه، أما المسلم فتراه يرتعد خوفاً في كل طائرة يستقلها إلى وفي أميركا وأوروبا، هذا وإن أعطي تأشيرة البلد.
ترى كاميرات المراقبة في أوروبا وأميركا مصوبة على المسلمين، ترصد كل حركة كرادار يأبى إلا أن يُعطي مخالفة. وقد أُخذ الكثير إلى مكاتب التحقيق في المطارات، فُتشت حقائبهم وأجسادهم بالكامل، ليُخلوا سبيلهم بعد ذلك إلى طائرة أقلعت!
الإرهاب النفسي الذي خصته دول للمسلمين والعرب فاق كل الأسباب، فبعد الحادي عشر من سبتمبر أصبح كل مسلم وكل عربي مستهدفا. أصبحت نظرة شك موظف الجوازات في دول الغرب شيئا معتادا والتفتيش الحساس لكل شيء حساس شيئا مطلوبا. مشى العالم على طريق المثل القائل: «الشر يعم، والخير يخص». فعندما أجرمت القاعدة أجرم العرب، المسلمون، باكستان وأفغانستان. أفغانستان التي تحاول أن تتنفس تحت أكوام الحجارة والجراح التي فوقها. فإدارة بوش الفاسدة أبت إلا أن تدخل حرباً مفتوحة على مسمى الإرهاب. قُتل من قُتل خلال عشر سنوات من الأفغان والباكستانيين الأبرياء فلم تحسب لهم حتى إحصائية دقيقة، وقُتل من قتل من الأميركان-بأعداد قليلة مقارنة بالأفغان-فكانت تقوم الدنيا وتقعد، وتبدأ الغارات الجوية في جميع أنحاء أفغانستان ولا تنتهي حتى تطلع الشمس!
هل ستطلع الشمس بعد كل هذا الإرهاب النفسي والتعذيبي على الجسد الدولي؟ هل ستخرج شمس إنسانية تُعلن بأن كل البشر سواسية في الخطأ وفي الصواب، وأن دينك، لونك وقوميتك لا تحدد سوى جزء بسيط من أفعالك؟
بعد عشر سنوات لا نزال نذكر الحادي عشر من سبتمبر بحزن، لأنه بطريقة أو بأخرى غير الكثير في حياواتنا!



جواهر بنت محمد


مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية


رابــــــــط المــــــقــــــال



الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

سوق واقف..على قدميه!

انطوت أيام العيد في الدوحة بسرعة هائلة كصفحات كتاب جديد طوتها رياح الإثارة. من معايدة الأقارب إلى معايدة الأسواق المكتظة، احتفلت كل الجنسيات بعيد الفطر في قطر. وكان نصيب الكعكة الأكبر لسوق واقف الذي وقف فعلياً على قدميه ستة أيام بلياليها ليُسهر الناس، يُمتعهم ويُتعبهم بجلساته الرائقة وأمسياته المُسكرة. ازدحمت مطاعم ومقاهي ومعارض ومحلات السوق بالمواطنين والسياح على حد سواء. 
فالكل أتى للاحتفال بهذا العيد الذي يختم شهر رمضان المبارك ألذ ختام وبأطيب سلام.
وبين احتفالات واقف يصعب على المرء تجاهل ذاك المسرح الكبير الذي أخذ محله بالقرب من مواقف السوق. نفس المسرح الذي استضاف فناني العرب ومحبيهم من جميع الدول العربية عاما بعد عام. 
في هذا العيد، استقبل هذا المسرح ثمانية عشر فنانا عربيا في ست ليال من ليالي الأنس الشرقية، والكثير الكثير من عاشقي الألحان الصافية والكلمات العذبة، والذين أتوا رغم زحمة السير واحتقان جو الدوحة.
كانت هنالك تحسينات كثيرة من قبل الرعاة هذا العيد، حيث تم تقريب المسافة بين المسرح والمدرج الجماهيري وتم تغيير مكان المسرح وأبعاده عن مسجد آل أحمد الذي كان قبل مدة ملاصق له، وهذه خطوة يُشكرون عليها وتحمل محل تقدير في قلوبنا لاسيَّما وأن هذه كانت ملاحظتنا الأهم وانتقادنا الأكبر للمهرجانات المقامة في سواق واقف. 
ولا ننسى التنظيم والترتيب الجيدين اللذين جاهد من أجله العاملون على المهرجان ولخويا مناصفة في مشاركة عظيمة لكي يُخرجوا إلى الملأ مهرجانا فنيا حضاريا يليق بدولتنا وبمرتادي السوق.
من نعم الله علينا قدرتنا على الاحتفال بالفن الراقي وعملنا على توطين ثقافة الحس الفني وتذوقه. ففي كل ركن في واقف ستتذوق الجمال سواء أكان من المقاهي المتراصة بجانب بعضها كمن يطلب دفء الجوار، أم كان من ابتسامات البائعين وأصحاب المحلات الواقفين بجانب أقرانهم يلقون النكات وينتظرون خدمة أي زبون بشيء من فارغ الصبر. 
ومن معارض اللوحات الفنية الهادئة إلى متاجر بيع الحيوانات الضاجة بالحياة، يبقى المرء في حيرة لذيذة بخصوص هذا المكان الذي يحوي كل شيء ويعطي كل شيء بلا مقابل، سوى استمتاعك بوقتك!
من المحيط إلى الخليج، رأينا كل الألوان وحَمَلَة كل الأعلام في سوق واقف الذي يمثلنا ببساطته، بتراثه العبق، برائحته التاريخية وكرمه الذي يجوده علينا في كل مناسبة. 
هو يقف على قدميه على أساس الجمال الذي يقتات منه قوته اليومي، فلنبقه على هذا الحال ولنعطه جرعات الحياة بلا كلل.



جواهر بنت محمد


مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.


رابـــــط المـــقـــــال



الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...