الجمعة، 30 سبتمبر 2011

عندما يبقى المنصب!


أعلن مدير عام قناة الجزيرة السيد وضاح خنفر استقالته يوم الثلاثاء الموافق العشرين من سبتمبر ٢٠١١ بعد عمل دام ثمانية سنوات ،وسط دهشة الجميع من مؤيدي سياسته في القناة إلى الرافضين لها ،و أنا أستغرب من هذه الوجوه المذهولة اتجاه قرار خنفر حيث أن هذه السنة إن كانت قد علمتنا شيء فهو أن التغيير هو سنة الكون و أن طريق كل شيء في النهاية هو الفناء أو التغيير و أن الحلم له نفس الواقع إن تحول إلى حقيقة ،و وضاح حاول أن يأخذنا معه في  السنوات الأخيرة عبر رحلته الحلم. و لأن لا منصب و لا كرسي يدوم لأحد-و لا حتى في الخريطة العربية-استقال خنفر.
هي خطوة شجاعة من رجل شجاع تعلم على يد قناة تمتلك الإرادة القوية و القواعد الثابتة التي لا تزال تبني عليها. فالجزيرة كانت هنالك من قبل خنفر و ستبقى هنالك بعده ،فما مرت من خلاله الجزيرة من اشاعات تسيء لها و لقطر ،و من استهداف لها و محاولة لاسقاط مراسليها ،و من اعتقالات و إغلاق للمكاتب إلى التشويش على بثها و حجب إشارتها لم يصب ظهر رجل واحد بل أصاب الجزيرة كلها و تحملته الجزيرة بجبروتها.
لا يمكننا إنكار العمل المتميز الذي قام به هذا الرجل و الذي أثبت نفسه في هذا العام بالذات ،و في نفس الوقت لا يمكننا أن نتغاضى عن أخطائه و تناسي بعض آلوانه لكن كما أنه من المهم أن نركز على كل الرجال ذوي المناصب المهمة ،من الأهم أن نركز على المنصب و لأن وضاح استقال و بقي المنصب ،علينا أن نلتفت على من أخذه على عاتقه و رفعه فحطه على صدره. الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني هو رجلنا الجديد الذي قبل بوزن الجزيرة الثقيل ،و ها نحن نأمل منذ بداية هذه الحقبة الجديدة بأن يزيد الاهتمام بالاعلاميين و الفنيين القطريين و غيرهم ،و أن لا يُهمشوا كما قد فُعل بهم من قبل.
نطلب دائماً من المؤسسات الصغيرة احتضان الطاقات الوطنية و تتجاهل ندائنا المؤسسات الكبيرة. هذا يجب أن يتوقف ،الجزيرة مثلاً من المؤسسات الأكثر شحاً على القطريين و لعل أن يتحول هذا الشيء في العهد الحالي ،فبما أن "قطرية" الجزيرة تُحسب عليها فنحن نرجو بأن يُحسب القطريون فيها،أيضاً!
ثقتنا بالمدير الجديد كبيرة و أنا واثقة بأن التقدم سيكون أمامنا على الطريق و إن لم نلحظه على الفور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...