في تقويم كل أميركي ستجد أياما معينة، مُحددة بالألوان الفاقعة كيوم ميلاده، وأعياد ميلاد أحبابه، ويوم الاستقلال الأميركي، والكريسماس، ورأس السنة.. والحادي عشر من سبتمبر. التاريخ الذي طُبع في ذاكرة العالم لفداحة ما حدث فيه، ولصعوبة ما حدث بعده. الكل أدان ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم من جمعية «إيجاد المؤامرة في كل شيء» إلى جمعية «الإنسان». الكل وجد مرارة الظلم والإرهاب في طعم أحداث سبتمبر. فبعد سبتمبر المُحطم خاف الأميركيون من المسلمين وخاف المسلمون من الأميركيين، لكن المعادلة لم تكن موزونة. فبعد ذلك -على سبيل المثال لا الحصر- أصبح عندما يركب أميركي على طائرة ويتهم مسلما بالإرهاب، يكون هذا شيئا طبيعيا لا يُحاسب عليه، أما المسلم فتراه يرتعد خوفاً في كل طائرة يستقلها إلى وفي أميركا وأوروبا، هذا وإن أعطي تأشيرة البلد.
ترى كاميرات المراقبة في أوروبا وأميركا مصوبة على المسلمين، ترصد كل حركة كرادار يأبى إلا أن يُعطي مخالفة. وقد أُخذ الكثير إلى مكاتب التحقيق في المطارات، فُتشت حقائبهم وأجسادهم بالكامل، ليُخلوا سبيلهم بعد ذلك إلى طائرة أقلعت!
الإرهاب النفسي الذي خصته دول للمسلمين والعرب فاق كل الأسباب، فبعد الحادي عشر من سبتمبر أصبح كل مسلم وكل عربي مستهدفا. أصبحت نظرة شك موظف الجوازات في دول الغرب شيئا معتادا والتفتيش الحساس لكل شيء حساس شيئا مطلوبا. مشى العالم على طريق المثل القائل: «الشر يعم، والخير يخص». فعندما أجرمت القاعدة أجرم العرب، المسلمون، باكستان وأفغانستان. أفغانستان التي تحاول أن تتنفس تحت أكوام الحجارة والجراح التي فوقها. فإدارة بوش الفاسدة أبت إلا أن تدخل حرباً مفتوحة على مسمى الإرهاب. قُتل من قُتل خلال عشر سنوات من الأفغان والباكستانيين الأبرياء فلم تحسب لهم حتى إحصائية دقيقة، وقُتل من قتل من الأميركان-بأعداد قليلة مقارنة بالأفغان-فكانت تقوم الدنيا وتقعد، وتبدأ الغارات الجوية في جميع أنحاء أفغانستان ولا تنتهي حتى تطلع الشمس!
هل ستطلع الشمس بعد كل هذا الإرهاب النفسي والتعذيبي على الجسد الدولي؟ هل ستخرج شمس إنسانية تُعلن بأن كل البشر سواسية في الخطأ وفي الصواب، وأن دينك، لونك وقوميتك لا تحدد سوى جزء بسيط من أفعالك؟
بعد عشر سنوات لا نزال نذكر الحادي عشر من سبتمبر بحزن، لأنه بطريقة أو بأخرى غير الكثير في حياواتنا!
جواهر بنت محمد
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية
رابــــــــط المــــــقــــــال
ترى كاميرات المراقبة في أوروبا وأميركا مصوبة على المسلمين، ترصد كل حركة كرادار يأبى إلا أن يُعطي مخالفة. وقد أُخذ الكثير إلى مكاتب التحقيق في المطارات، فُتشت حقائبهم وأجسادهم بالكامل، ليُخلوا سبيلهم بعد ذلك إلى طائرة أقلعت!
الإرهاب النفسي الذي خصته دول للمسلمين والعرب فاق كل الأسباب، فبعد الحادي عشر من سبتمبر أصبح كل مسلم وكل عربي مستهدفا. أصبحت نظرة شك موظف الجوازات في دول الغرب شيئا معتادا والتفتيش الحساس لكل شيء حساس شيئا مطلوبا. مشى العالم على طريق المثل القائل: «الشر يعم، والخير يخص». فعندما أجرمت القاعدة أجرم العرب، المسلمون، باكستان وأفغانستان. أفغانستان التي تحاول أن تتنفس تحت أكوام الحجارة والجراح التي فوقها. فإدارة بوش الفاسدة أبت إلا أن تدخل حرباً مفتوحة على مسمى الإرهاب. قُتل من قُتل خلال عشر سنوات من الأفغان والباكستانيين الأبرياء فلم تحسب لهم حتى إحصائية دقيقة، وقُتل من قتل من الأميركان-بأعداد قليلة مقارنة بالأفغان-فكانت تقوم الدنيا وتقعد، وتبدأ الغارات الجوية في جميع أنحاء أفغانستان ولا تنتهي حتى تطلع الشمس!
هل ستطلع الشمس بعد كل هذا الإرهاب النفسي والتعذيبي على الجسد الدولي؟ هل ستخرج شمس إنسانية تُعلن بأن كل البشر سواسية في الخطأ وفي الصواب، وأن دينك، لونك وقوميتك لا تحدد سوى جزء بسيط من أفعالك؟
بعد عشر سنوات لا نزال نذكر الحادي عشر من سبتمبر بحزن، لأنه بطريقة أو بأخرى غير الكثير في حياواتنا!
جواهر بنت محمد
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية
رابــــــــط المــــــقــــــال
كل سنة وهما طيب ويعيشوا ويفتكروا وعقبال زكرى انتهائهم شكرا لك على المدونة الجميلة والمقال الرائع ..
ردحذف