جاء رمضان، وانتصف السباق السنوي بين القنوات الفضائية العربية، وما زال المشاهد واقفاً وملقياً برهاناته على أمتع المسلسلات وأقوى البرامج. وبالنسبة لي وللكثير من المشاهدين، يتبوأ قائمة أفضل البرامج -حتى قبل بدء رمضان- برنامج أحمد الشقيري، خواطر.
من أول موسم للبرنامج في ٢٠٠٥ إلى النسخة الحالية والتاسعة منه في ٢٠١٣، لم يقم معدوه ولا منتجه ومقدمه أحمد الشقيري باستهلاك أي فكرة أو -على الأقل- إعادتها بشكل لا يحتمله المشاهد، بل على العكس، تنوعت مواضيع المواسم من مقارنة بين المسلمين وغير المسلمين إلى المقارنة بين مسلمي الماضي ومسلمي الحاضر إلى تقديم حلول عملية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، وغيرها من المواضيع ذات الطابع الاجتماعي الإصلاحي المزين بالدين والثقافة.
لتنوع المواضيع وأساليب الطرح والمقاربة ولقصر وقت البرنامج، أصبح «خواطر» من أكثر البرامج الرمضانية نجاحاً ومتابعة، والدليل على ذلك ما قدمته mbc إحدى أكبر القنوات الفضائية العربية وأشهرها والتي خصصت لخواطر وقت الإفطار الذي تتحلق فيه العوائل حول أجهزة التلفزيون في مختلف البلدان العربية. كما لم يكن من الغريب أن يتم اختيار أحمد الشقيري كأحد أكثر الشخصيات العربية تأثيراً في الوطن العربي لأكثر من مرة بسبب خواطر.
النقد البناء يبني، ويُبنى عليه ولكن يدا واحدة لا تصفق كما يُقال، فرغم وصول خواطر إلى موسمه التاسع لا تزال الاستجابات له من أعمال تطوعية وخيرية ومبادرات وغيرها، خجولة جداً بالنسبة لبرنامج تتابعه الآلاف المؤلفة كل عام. وأنا لا أتحدث هنا عن الأعمال الكبيرة فقط، بل حتى الصغير الحسن منها مثل إماطة الأذى واقتصاد الماء والكهرباء والكلمة الطيبة والقلب الممدود واليد العاملة.
نعم قد يصعب الحال أمام مشاهد عادي يريد أن يقوم بشيء ما لإصلاح نظام الصرف الصحي في بلده، وقد يستحيل أمام آخر يريد أن يقلب وطنه إلى يابان أخرى، لعدم وفرة المادة، وهذا كله مقبول حيث إن ما سبق لم يكن يوماً ما النتيجة التي يطلبها البرنامج من كل فرد على حدة، بل المطلوب هو التحلي بالمبادئ العالية والأخلاق الإسلامية السمحة، التي ستؤدي في حال اتباعها من قبل كل مشاهد -على الأكثر- إلى تغير كبير في الدول الإسلامية والعربية.
خواطر برنامج لا يحتاج إلى مشاهدين فقط يؤكدون على ضرورة استمرار عرضه، بل يحتاج إلى مبادرين أيضاً، يمدون أيديهم إلى البرنامج كما يمد فريق عمل البرنامج أيديهم إلى المشاهدين، فهذه هي روح البرنامج الذي خصص من أجل المبادرات والمشاريع الخيرية والتطوعية الكثير من الإعداد والكثير من الحلقات، ولكن هنا أيضاً تكمن مشكلة البرنامج، في قلة المشاهدين المبادرين الذين قد يضخمون الكبير ويصغرون الصغير، فلا يعتقدون بأهمية البسمة ولا المساعدة ولا كف الأذى، لأنها ما دون كبار المشاريع الخيرية والتطوعية، وهذا فهم ضيق لمعاني المبادرة والمساعدة وتم توضيح ذلك لأكثر من مرة في خواطر، فبناء سد عال ليس مطلوباً من المشاهد، والحلول الصعبة أو تلك التي لا يمكن توفيرها ليست مطلوبة أيضاً، المطلوب هو مبادرة حسنة تدل على أن خواطر لا ينفخ في قربة مخروقة، ولا يهم بعد ذلك إن كانت مبادرة صغيرة أم كبيرة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وكلٌ خلق الله لمغزى معين، فلنبادر إذاً بما يرضي ضمائرنا.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة #العرب القطرية.
المصدر
من أول موسم للبرنامج في ٢٠٠٥ إلى النسخة الحالية والتاسعة منه في ٢٠١٣، لم يقم معدوه ولا منتجه ومقدمه أحمد الشقيري باستهلاك أي فكرة أو -على الأقل- إعادتها بشكل لا يحتمله المشاهد، بل على العكس، تنوعت مواضيع المواسم من مقارنة بين المسلمين وغير المسلمين إلى المقارنة بين مسلمي الماضي ومسلمي الحاضر إلى تقديم حلول عملية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، وغيرها من المواضيع ذات الطابع الاجتماعي الإصلاحي المزين بالدين والثقافة.
لتنوع المواضيع وأساليب الطرح والمقاربة ولقصر وقت البرنامج، أصبح «خواطر» من أكثر البرامج الرمضانية نجاحاً ومتابعة، والدليل على ذلك ما قدمته mbc إحدى أكبر القنوات الفضائية العربية وأشهرها والتي خصصت لخواطر وقت الإفطار الذي تتحلق فيه العوائل حول أجهزة التلفزيون في مختلف البلدان العربية. كما لم يكن من الغريب أن يتم اختيار أحمد الشقيري كأحد أكثر الشخصيات العربية تأثيراً في الوطن العربي لأكثر من مرة بسبب خواطر.
النقد البناء يبني، ويُبنى عليه ولكن يدا واحدة لا تصفق كما يُقال، فرغم وصول خواطر إلى موسمه التاسع لا تزال الاستجابات له من أعمال تطوعية وخيرية ومبادرات وغيرها، خجولة جداً بالنسبة لبرنامج تتابعه الآلاف المؤلفة كل عام. وأنا لا أتحدث هنا عن الأعمال الكبيرة فقط، بل حتى الصغير الحسن منها مثل إماطة الأذى واقتصاد الماء والكهرباء والكلمة الطيبة والقلب الممدود واليد العاملة.
نعم قد يصعب الحال أمام مشاهد عادي يريد أن يقوم بشيء ما لإصلاح نظام الصرف الصحي في بلده، وقد يستحيل أمام آخر يريد أن يقلب وطنه إلى يابان أخرى، لعدم وفرة المادة، وهذا كله مقبول حيث إن ما سبق لم يكن يوماً ما النتيجة التي يطلبها البرنامج من كل فرد على حدة، بل المطلوب هو التحلي بالمبادئ العالية والأخلاق الإسلامية السمحة، التي ستؤدي في حال اتباعها من قبل كل مشاهد -على الأكثر- إلى تغير كبير في الدول الإسلامية والعربية.
خواطر برنامج لا يحتاج إلى مشاهدين فقط يؤكدون على ضرورة استمرار عرضه، بل يحتاج إلى مبادرين أيضاً، يمدون أيديهم إلى البرنامج كما يمد فريق عمل البرنامج أيديهم إلى المشاهدين، فهذه هي روح البرنامج الذي خصص من أجل المبادرات والمشاريع الخيرية والتطوعية الكثير من الإعداد والكثير من الحلقات، ولكن هنا أيضاً تكمن مشكلة البرنامج، في قلة المشاهدين المبادرين الذين قد يضخمون الكبير ويصغرون الصغير، فلا يعتقدون بأهمية البسمة ولا المساعدة ولا كف الأذى، لأنها ما دون كبار المشاريع الخيرية والتطوعية، وهذا فهم ضيق لمعاني المبادرة والمساعدة وتم توضيح ذلك لأكثر من مرة في خواطر، فبناء سد عال ليس مطلوباً من المشاهد، والحلول الصعبة أو تلك التي لا يمكن توفيرها ليست مطلوبة أيضاً، المطلوب هو مبادرة حسنة تدل على أن خواطر لا ينفخ في قربة مخروقة، ولا يهم بعد ذلك إن كانت مبادرة صغيرة أم كبيرة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وكلٌ خلق الله لمغزى معين، فلنبادر إذاً بما يرضي ضمائرنا.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة #العرب القطرية.
المصدر
كل ما قولتيه بخصوص ان الاعمال الاصلاحيه الكبيره لا يمكن ان يقوم فرد لوحده بعملها صحيح تماما ,, بالنسبه لى احاول اصلاح نفسي اولا ..مثلا بعد مشاهده الجزء المتعلق بتوفير الماء ف الوضوء ..و انا احاول ترشيد الماء فعلا ..ا المشكله عندنا عموما اننا كلنا نعرف الخطأ الصواب فانا كنت اعرف ان الرسول يتضوء بالمد و يجب عليا توفير المياه و لكن عندما رأيك فى خواطر نتيجه كميه المياه المهدره و كيف يمكن لهذه الكميه ان تنمى المجتمع بدأت بالعمل على نفسي ..كل ما نحتاجه هو ابراز قيمناالاسلاميه السليمه للاجيال القادمه بصوره تواكب تفكيرهم لكى يستطيعو استيعابها
ردحذف