الخميس، 8 أغسطس 2013

ماذا فعلت لبلدك؟

من الجميل أن تنشر الشركات التجارية -وخاصة العالمي منها- القيم الجميلة والأخلاق العالية بين الناس، أو أن تحاول ذلك على الأقل، في إعلاناتها وفي مبادراتها الاجتماعية. ومن الشركات التي لفتت انتباهي هذه السنة شركة الاتصالات المصرية «موبينيل» بدعاية احتوت على أغنية جميلة جداً كانت بعض كلماتها كالآتي:
«بحتاجلك وتحتاج لي، ما بينا ألف حلقة وصل، وبشبه لك وتشبه لي في حب الخير وطيبة الأصل، ما ليش غيرك أكيد لكن، محدش فينا مختار حد، أنا وأنت حكاية ناس متقاسمين الحياة مع بعض..
**
بتزرع لي رغيف عيشي وأنا بغزلك اتيابك.. تقف دلوقتي على بابي وأنا بكره على بابك.. تعلم ابني وتكبر ودائك يشفا بدوايا.. بتبني بيتي وتعمر وجيتك وأنت في حمايا»..
أبدعت شركات الاتصالات العربية بشكل خاص في هذا المجال، من زين الكويتية ومسرحيات الأطفال التي تدعمها إلى «أوريدو» القطرية التي تبرعت في رمضان بدرهم واحد عن كل دقيقة مكالمة، وبجانب هذه الشركات كانت شركة بيبسي الشرق الأوسط التي تبرعت أيضاً بآلاف الألعاب لأطفال محرومين، وشركة عبد اللطيف جميل السعودية التي توفر الفرص الوظيفية في أكثر من دولة عربية.
لم يكن الاهتمام بالنسبة للشركات السابقة الذكر، على سبيل المثال لا الحصر، بالأخذ فقط من المجتمع، بل رد الجميل أيضاً، فالمجتمعات وأفرادها هي الضامن الحقيقي لاستمرارية الشركات، ورغم أن قوانين الدول سبب من الأسباب التي توجب الشركات على العطاء إلا أنه لم يكن السبب الذي جعلهم يتقنونه، أفليس بالأحرى إذاً أن يحتوي كل فرد على سبب مماثل في نفسه؟ يجعله ينمي ويعطي المجتمع الذي درسه ورباه وشفاه من بعد الله؟ أم إن القانون هو السبب الوحيد القادر على إجبار أي شخص على العطاء بعد الأخذ كنوع من التكافل والتعاون ورد الجميل؟ تستطيع المجتمعات تطوير نفسها بجهود فردية، سواء أكانت من الحكومة أو بعض المؤسسات، ولكنه سيكون تطوراً بطيء الوتيرة قد يغلفه عدم الإتقان وينخره الفساد، ولهذا السبب المجتمعات التي يشارك في تنميتها أبناؤها تتقدم بسرعة في طريقها، وعندما توشك على التراجع تقاوم، لأنها تستند إلى الناس ورقابتهم واستمراريتهم.
ما يجب معرفته هو أن أول أميال ذاك الطريق ليس معبداً بالقانون فقط، بل بثقافة العطاء أيضاً، تلك التي يمكن زرعها عن طريق الأعمال التطوعية والمشاركات الصفية الجماعية في المدارس، وعن طريق إيصال كلمة الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي إلى كل طالب في سن صغيرة: «لا تسأل ماذا فعلت بلدك لك بل اسأل ماذا فعلت أنت لبلدك».


جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة #العرب القطرية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...