الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

مونديال قطر الكبير

 

 

نحن نشاهد في عام ٢٠٢٢ نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم فيفا لكرة القدم. فهذا أول مونديال يتم تنظيمه في فصل الشتاء، و آخر مونديال يتم بمشاركة ٣٢ منتخب!

هذا المونديال مميز حقاً، حاملاً الكثير من الاحصائيات المثيرة، فهو المونديال الأكثر حضوراً جماهيرياً بعكس رغبات و آمال الحاقدين و الحاسدين، فقد كان حضور مباراة الأرجنتين و المكسيك يوم السبت الماضي ٨٨٩٦٦ متفرج، و لم يفوقه سوى حضور كأس العالم في ١٩٩٤ الذي بلغ ٩٤١٩٤ متفرج! و قد كان ذلك في مباراة النهائي!

و من الأمور الفارقة في مونديال قطر، فوز منتخبات  UNDERDOGS -غير متوقعة- في بعض مبارياتها، مثل السعودية التي فازت على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، و ايران التي فازت على ويلز بثنائية، و المغرب التي فازت على بلجيكا بهدفين و أبقت شباكها نظيفة! و اليابان التي فازت على ألمانيا بهدفين أيضاً مقابل هدف، و بعد ذلك فوز كوستاريكا على اليابان لهدف مقابل لا شيء! هذا المونديال أعطى الأمل للدول و الشعوب، مثلما أعطت قطر الأمل للعالم عبر استضافتها لهذا المونديال، بعدما ظن الجميع بأن حدوث ذلك مستحيل و غير واقعي، بل و راهنوا على أن قطر ستفشل في تنظيمه حتى آخر دقيقة قبل انطلاق صافرة البداية!

هذا هو مونديال قطر، مونديال المفاجآت و الفرص و الأمور الجميلة! الأجواء العامة رائعة، جميع زوار قطر و عشاق كرة القدم يعيشون تجربة لا مثيل لها، الزائر لسوق واقف الساعة الثانية عشر ظهراً سيجد جماهير الكرة حاضرة بكل طاقتها لمؤازرة منتخباتها، و الزائر لبوليفارد لوسيل في الساعة الواحدة صباحاً، سيواجه الجماهير حاضرة بكل قوتها لتشجيع فرقها. من حضر مونديال روسيا، و جرب أجواء مونديال قطر، سيعرف ما أتحدث عنه و الفرق بين أجواء روسيا و أجواء قطر! فالاحتفالات و التجربة الكروية في قطر مستمرة طوال الوقت على غير ما كان عليه الوضع في روسيا الذي تشعر فيه بالأجواء قبل و بعد المباراة فقط! و ما يزيد على جمال المونديال القطري، هي إقامة جميع المباريات بمدن قريبة من بعضها البعض، مما يسمح للمشجعين بحضور أكثر من مباراة في اليوم نفسه! و هذا مالم يتم من قبل!

مونديال قطر هو المونديال الأكثر آمنا و جمالاً و تنظيماً و استثنائية في تاريخ بطولات كأس العالم حتى الآن! و في هذا المونديال نتوقع الكثير من المفاجآت القادمة من قطر و من جميع المنتخبات لا المنتخبات العريقة في كأس العالم فقط!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


الثلاثاء، 22 نوفمبر 2022

أفضل مونديال على مر التاريخ!

 

 

يوم الأحد الماضي الموافق ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢، لن يكون يوم تاريخي لقطر و الشعب القطري و حسب، بل سيكون يوماً لن ينساه العالم الكروي و الرياضي أبداً! المستحيل حدث، و الحلم تحقق على يد قيادة و شعب قطر. كأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٢٢ في قطر.. أكبر حدث رياضي عالمي بقطر، رغم أنف الحاسد و الحاقد و الجاحد!

كأس العالم يُقام لأول مرة في تاريخه بدولة عربية مسلمة في الشرق الأوسط! لأول مرة في تاريخ كرة القدم العالمية، يتم التعريف بالثقافة العربية الإسلامية و خاصة الثقافة القطرية بهذا القرب!

باستضافتنا لهذا الحدث الكبير، أعلمنا العالم و أكدنا له، أن كرة القدم للجميع! كرة القدم ليست فقط "للبيض" و لا هي ملك لأوروبا و أمريكا الجنوبية تحديداً! محبي كرة القدم في كل مكان، و هم من آسيا و أفريقيا أيضاً! منذ إقامة أول نسخة لبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام ١٩٣٠ في الأوروغواي، لم تستضف قارة آسيا كأس العالم سوى مرة واحدة في عام ٢٠٠٢ و كانت بالمشاركة بين اليابان و كوريا الجنوبية! و الأمر نفسه بالنسبة لقارة أفريقيا التي استضافت البطولة لمرة واحدة في جنوب أفريقيا في عام ٢٠١٠ بعد الكثير من المقاومة من قبل بعض الدول التي رفضت أيضاً حصول قطر على هذه الاستضافة! و هذه ثاني مرة تستضيف قارة آسيا كأس العالم في قطر، و ستكون هذه المرة، أفضل نسخة لكأس العالم على الإطلاق! الأمر الذي يبعث الغيرة و الحسد و الحقد في نفوس البعض، الذي تمنوا فشل بل و عدم إقامة هذه البطولة في قطر من أول يوم تم الإعلان فيه عن حصول قطر على هذه الاستضافة! و اليوم نقول لهؤلاء.. متعوا أعينكم.. انظروا جيداً لقطر و لملاعبها و لتنظيمها و لاستضافتها لهذه البطولة.. انظروا جيداً إلى هذا الكم من الجمال و الروعة و الكمال.. تمعنوا في دروس الثقافة و الفن و الرياضة بل و السياسة و الدبلوماسية! تعالوا إلى قطر و المسوا هذه العظمة في شوارعها و شعبها الأبي العظيم المضياف الكريم! تعالوا إلى قطر و اقضوا أجمل و أروع شهر من حياتكم! تعالوا إلى قطر أكثر بقاع الأرض تميزاً، و اشهدوا على أفضل مونديال على مر التاريخ!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022

تحرروا من مشاعركم!

 

 

 

الانسان، كتلة مشاعر و أحاسيس و أفكار و وعي و لا وعي، و الكثير من الأشياء و الأمور التي نعرفها و لا نعرفها عن الانسان! و كي نحاول أن نحصل على حياة سعيدة صحية رائعة، يجب علينا أولاً أن نتعامل مع ما في داخلنا قبل أن نتعامل مع العالم الخارجي من حولنا. و من أهم الأمور التي علينا التركيز و العمل عليها هي مشاعرنا. لماذا؟ لأن ما نشعر به في دواخلنا، سنرى انعكاسه في العالم الخارجي من حولنا! إن كنا أشخاصاً خائفين.. سنرى العالم، مظلم و مخيف! و إن كنا أشخاصاً مرتاحين.. سنرى العالم، هادئ و مليء بالخير! و إن كنا أشخاصاً يأكلها الإحساس بالذنب، سنرى العالم، بلا أمان! و هكذا! ما نشعر به في داخلنا، سنراه في العالم و الناس! إن كنا نشعر بأننا في داخلنا ناس خيرين حقاً، سنرى بأن الناس خيرين و طيبين! إلخ..

و لأن المشاعر، بهذه الأهمية، فإن طريقة تعاملنا معها، ستحدد الحياة التي سنعيشها. إن كنا من النوع الذي يتمسك بمشاعره السلبية مثل الغضب، و الشعور بالذنب، فإننا سنحيا حياة أقل سعادة من أولئك الذين يختارون عدم التمسك بهذه المشاعر السلبية. و في كتابه (السماح بالرحيل)، يتناول ديفيد هاوكينز طريقة للتحرر من المشاعر السلبية و عدم التمسك بها، ألا و هي أن يشعر الانسان (بالشعور السلبي أياً كان) غضب.. خوف.. لوم.. حزن.. و أن يستسلم له في لحظة احساسه بهذا الشعور، دون أن يحكم على هذا الشعور أو أن ينتقده.. فلا يسمع أفكاره حول هذا الشعور، بل و يتجاهل أفكاره، و يعطي الاهتمام كاملاً لمشاعره. فإن أتت الانسان، مثلاً فكرة تقول له أن: "هذا الموضوع صغير و لا يستحق الحزن". على الانسان أن يتجاهل هذه الفكرة، و يُكمل شعوره حتى ينتهي الشعور. حتى لا تقطع أفكاره شعوره، مدعياً بأنه غير حزين على هذا الموضوع، و أنه فعلاً لا يستحق الحزن، ثم يجد الانسان نفسه غداً حزين على الموضوع نفسه، دون أن يكون قد تجاوزه بالأمس!

حل التعامل مع المشاعر، و بالتالي العيش حياة رغيدة، هي أن يدع الانسان مشاعره تأخذ مجراها، إن كان يشعر بمشاعر السعادة فليسعد، و إن كان يشعر بالحزن، فليحزن. المهم أن تأخذ مشاعره حقها بلا نقصان. فالمشاعر لا بد لها أن تنفد في النهاية، بعكس الأفكار، التي ما إن تبدأ حتى يصعب إيقافها، و لذلك فرقوا بين مشاعركم و أفكاركم! اشعروا بمشاعركم كاملة، دون أن تقعوا في فخ أفكاركم! فالأفكار تُغذي المشاعر، و من ثم المشاعر بدورها ستغذي الأفكار، و سيصبح الانسان بعد ذلك في دوامة يصعب إخراجها منه! الشخص الغاضب، إن استمع إلى أفكاره السلبية، سيزيد غضبه أكثر! بعكس الشخص الغاضب الذي شعر بغضبه ثم اختار التحرر منه شيئاً فشيئاً دون أن يعطي لأفكاره مجال! هذا الشخص سيصبح هادئاً بعد عدة دقائق، بعكس الشخص الأول الذي تمسك بمشاعره، و من ثم وقع في فخ أفكاره!

تجردوا من مشاعركم، و تحرروا منها! و لا تجعلوها ضحية لأفكاركم! كونوا أنتم قبطان السفينة، و تحرروا من الحمولة الزائدة ما إن تشعروا بها، حتى لا تغرق السفينة، و تغرقوا معها!

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق 

المصدر


الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

كأس العالم: الحلم يتحقق!

 

 

 

تبقّى على بطولة فيفا لكأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، المقامة في قطر ما يقارب الأسبوعين تقريباً، و بدأ المشجعون التوافد إلى قطر منذ نهاية شهر أكتوبر لحضور هذا الحدث الكبير.. هذا الحدث الذي لا يخص فقط القطريين بل العالم أجمع و الدول العربية خاصة، لكون قطر أول دولة مسلمة عربية تستضيف هذه البطولة العملاقة التي يعشق لعبها كل العرب! و من هذا المنطلق، نفخر نحن كقطريين و كعرب، لفتح هذا المجال لكافة الدول العربية، لاستضافة بطولات كبيرة ومهمة في المنطقة العربية مستقبلاً! و أكثر ما نفخر به كشعب قطري-مواطنين و مقيمين-هو التغيير الذي أحدثناه في قطر خلال الاثنا عشر سنة الماضية في البنية التحتية و الاقتصادية و التجارية و الاجتماعية من بعد الإعلان عن قطر كدولة مستضيفة لبطولة فيفا لكأس العالم لكرة القدم! هذه التغييرات التي أحدثناها هي إرثنا و هديتنا لأرضنا قطر و لأبنائنا و أحفادنا! و هي ما سيبقى بعد الانتهاء من بطولة كأس العالم!

هذه السنوات الماضية التي قضيناها في التحضير للبطولة، كانت سنوات فخر و عمل و جد و اجتهاد، تعلمنا فيها الكثير من الدروس عن قطر و حتى العالم. و من أهم الدروس التي تعلمناها كشعب قطري، هي أننا نستطيع فعل أي شيء نعزم على تحقيقه! نستطيع التجهيز و استضافة أي بطولة و أي حدث كبير و إقامته على أكمل وجه! كما فعلنا عندما استضفنا بطولة العالم لألعاب القوى في عام ٢٠١٩ و كأس العرب فيفا في عام ٢٠٢١!

و من الدروس المهمة التي تعلمناها بسبب حصول قطر على حق استضافة بطولة فيفا لكأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٢٢، هي أن الكثير حاربونا-لأسبابهم المختلفة-و رغم ذلك، بعزيمتنا و اصرارنا-حكومة و شعب-انتصرنا عليهم و على مزاعمهم و ادعاءاتهم و أكملنا طريقنا متمسكين براية الحق و الحقيقة في مواجهة الظلم و الباطل!

عرفنا خلال السنوات الماضية، من عدونا و من صديقنا، و من يرغب في رفعتنا و من يرغب في إزالتنا.. أكدنا في السنوات الماضية، قيمتنا و مكانتنا، كدولة كبيرة في عالم الرياضة و الدبلوماسية و الحوار و التسامح و الجمع بين جميع الأطياف!

في السنوات الماضية تطورت قطر بشكل كبير، و ما هذه البطولة إلا نقطة البداية، التي ستبحر منها قطر إلى ما هو أبعد و أفضل و أجمل.. فهي الآن عاصمة الرياضة العالمية، و لا أتخيل إلا أن تكون هي العاصمة العالمية للرياضة و الأعمال و الفن و الثقافة، مستقبلاً!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

إلى شباب العشرين

  

 

العشرينات.. و ما أدراك ما العشرينات! كعادة الانسان.. لا يبدأ في التأمل و مراجعة الحسابات إلا عند الاقتراب من نهاية الشيء أو الأمر. و لأني في سن أقترب فيه من نهاية العشرينات و إلى بداية الثلاثينات، بدأت أراجع حساباتي و ما آلت إليه حياتي.

لو أردنا أن نتكلم عن الحقب العمرية، لرأينا بأن العشرينات هي أهم حقبة عمرية يمر بها الانسان (بوعيه و اختياره). سن العشرين و حتى التاسعة و العشرين، هي أهم سنوات تمر في حياة الانسان. فقبل العشرين-منذ الولادة و حتى التاسعة عشر-يمر الانسان بمراحل الطفولة و المراهقة حتى بداية عمر الشباب، و في هذه السنوات، تُفرض عليه بيئة و محيط و دراسة معينة، لا يختار أياً منها في معظم الأوقات.. حتى يدخل سن العشرين. عندما يدخل الانسان سن العشرين، يُصبح راشداً في نظر القانون. يُصبح قادراً على اختيار ما يريد و ما لا يريد في حياته. يستطيع أن يختار ماذا سيعمل و أين سيعيش و من سيصاحب و مع من سيتعامل.. إلخ.

في العشرين تصبح حياة الانسان و خياراته في يده، لا في يد عائلته ولا في يد الدولة. و لهذا العشرينات هي أهم وقت في حياة الانسان.. هي الفترة العمرية التي تحدد الانسان و كيف سيكون شكله في المستقبل، كما تتناول ذلك الكاتبة ميغ جاي في كتابها (THE DEFINING DECADE: WHY YOUR TWENTIES MATTER AND HOW TO MAKE THE MOST OF THEM NOW).

و ها أنا شخصياً و أنا على عتبة الثلاثينات، أتمعن في كل ذلك، و أفكر فيما كان يجب علي فعله أو عدم فعله في سن العشرين. و أخلص إلى أهم نصيحتين يمكن إسدائها لأي شاب أو شابة في سن العشرين، أو يقتربون إلى سن العشرين.

نصيحتي الأولى هي استغلوا هذه السنوات في معرفة أنفسكم.. ماذا تحبون.. ماذا تكرهون.. ما هي خططكم في المستقبل.. ما هي اهتماماتكم.. ما هي قيمكم.. ما هو شكل و أطباع الأشخاص الذين تريدون أن يكونوا في حياتكم.. و ما هي طبيعة و قيم الشخص الذي تريدون أن تقضوا باقي عمركم معه!

نصيحتي الثانية هي اعملوا في هذه السنوات على أنفسكم.. طوروا مهاراتكم و ابحثوا عن عمل أو أكثر يدر لكم دخلاً أو اثنين! و في الوقت نفسه، لا تقضوا هذه السنوات في العمل فقط.. حتى لا تدخلوا سن الثلاثين و أنتم محترقين (burnout) أو و أنتم بجدية الثلاثين قبل أن تدخلوها! عندها سيصعب عليكم الاستمتاع بوقتكم خاصة و إن أدمنتم العمل! بل عليكم أن تلعبوا أيضاً و أن تمرحوا و تسافروا و تتعرفوا على الناس و توسعوا دائرتكم الاجتماعية.. و لكن احذروا أن تقضوا سن العشرينات في اللعب فقط، حتى لا تباغتكم الثلاثينات دون أن تكونوا قد أسستم أنفسكم! فتكونون بلا عمل و لا مهارة و لا مهنة ولا عائلة! يجب عليكم أن توازنوا بين العمل و اللعب في سن العشرينات، حتى لا يضيع منكم جوهر العشرينات!

أخيراً، أقول لك عزيزي العشريني، لا تأخذ الأمور بجدية و بشكل شخصي، فكلنا في هذا العمر، لم نعرف ما نفعل أو صحة ما نفعله.. و لذلك، استمتع بكل لحظة من عملك و لعبك.. و الأهم من كل ذلك.. عش، و لا تنسى أن تعيش!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...