السبت، 23 ديسمبر 2017

عاد عيد الدار


يمرنا اليوم الوطني القطري التاسع و الثلاثون بعد المائة، بحلة مختلفة و متميزة، مصادفاً واقع آخر يعيشه القطريون هذه السنة. قطر المحاصرة من قبل السعودية و البحرين و الامارات منذ يونيو الماضي، لا تزال تمضي في طريقها عبر التاريخ متقدمة. قطر المحاصرة، أكدت للعالم يوم الاثنين الماضي في مسيرها الوطني، بأن قطر صامدة في وجه الهجمات الإعلامية و السياسية عليها من قبل دول الحصار، و أن الشعب القطري لن يتبع سوى قائد مسيرته، سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله. و هذا ما توضح في صورة التحام الشعب بالأمير، سواء أكان في المسير الوطني أو في عرضة هل قطر حيث تواجد و سلم و تحدث مع الحضور دون حواجز أو رسميات أو تكلف.
كان هذا الأسبوع رسالة لدول الحصار، التي لا تنفك عن ترويج أكاذيبها حول قطر و القيادة و الشعب القطري. و نحن نقول لهم في قطر: تعديناكم، و ما عدنا ننظر إلى الوراء! أعيننا تتجه نحو الأمام، و تركيزنا ينصب على تقدمنا و المحافظة على مكتسباتنا و سيادتنا و مبادئنا الواضحة وضوح الشمس.
و طوال احتفالاتنا هذا الأسبوع بعيد تأسيس قطر على يد جدي المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، لم يكن ما عشناه يختلف من حيث الشعور بما شعرنا به يومياً منذ ٥ يونيو الموافق لحصار قطر. منذ ذاك اليوم، و نحن مواطنين و مقيمين، ندافع حتى النخاع عن قطر و كل هجوم صُوب ضدنا. منذ ذاك اليوم، و الأغاني الوطنية أنيسنا في السيارة، و انجازات قطر، حديثنا مع الأصدقاء، و وقت العشاء مع العائلة مخصص للحديث عن قطر و آخر المستجدات.
منذ ٥ يونيو الماضي، مر علينا أكثر من ١٨٠ يوم وطني. كل يوم فيه، كنا نقترب من بعضنا أكثر، نسند بعضنا أكثر، نمد بعضنا بالقوة، و يكبر أملنا في الله أكثر.
أخيراً، كل عام و قطر و قيادتها و شعبها، مواطنين و مقيمين، بألف خير و سلام و أمن و آمان و رخاء و استقرار. أعاد الله اليوم الوطني علينا كل عام بكل خير و عز و سلام. 



جواهر بنت محمد آل ثاني

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

في قطر.. ثابتين!


مرت أكثر من ستة شهور على حصار قطر. و لا زالت ادعاءات دول الحصار بلا أدلة أو براهين، و ما زلنا نمد أيدينا للحوار.
اليوم، نستطيع أن نقول و بكل ثقة بأن قطر و القطريون و المقيمون في قطر، ليسوا ذواتهم السابقة على تاريخ ٥ يونيو ٢٠١٧، فقد مروا بتغييرات متعددة على مراحل مختلفة في الأشهر الماضية. و قالها الشيخ عبدالله بن ناصر رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لقد تعلمنا الكثير من الحصار!
قطر تزدهر اليوم تحت الحصار. و القطريون يصرون على الدفع بقطر إلى الأمام كل يوم، عبر انجاز جديد! فتحت الحصار، فاز ناصر العطية ببطولة الشرق الأوسط للراليات، و توج معتز برشم بلقب أفضل رياضي في العالم! و مُنحت جائزة أفضل مؤسسة رياضية عربية لأسباير! و تم الإعلان عن استاد الثمامة و استاد رأس أبو عبود المرشحين لاستضافة كأس العالم ٢٠٢٢!
و أهم انجازتنا الوطنية، و التي نشكر عليها دول الحصار، هو تعزيز و ترسيخ الروح القطرية، التي تُرى و يُشعر بها داخل كل بيت في قطر و خارجه! قطر أصبحت فوق الجميع، لا قبيلة و لا مذهب و لا أي شيء يعلوها!
اليوم، يشغل بال كل قطري فكرتين، كيف له أن يحمي بلاده، و كيف له أن يساعد في تقدمها. الجميع يعمل من أجل قطر، قبل أن يعمل من أجل نفسه. تألق إعلاميّ قطر، برز كتابنا، ظهر فنانون لم نكن نعرفهم من قبل، تم افتتاح العديد من دور النشر و التوزيع، اجتهد المدراء في كل جهة عامة و خاصة، كثروا المستثمرين و المصانع، وصلت المرأة إلى مجلس الشورى، تم افتتاح ميناء حمد، توسعت الخطوط الجوية القطرية، كبرت قناة الجزيرة، أثبتت شبكة BeIn حضورها، و أدهشنا القطريون و المقيمون في قطر بوعيهم الكبير حول كل ما يجري من حولهم.
هنا، و رغم محاولات شيطنة قطر من قبل دول الحصار، ما زلنا ثابتين على مبادئنا. لا نبادل الإساءة بالإساءة، و إن تم إصدار ألبوم كامل في الإساءة إلى قطر!
في قطر، لا نلتفت إلى السب و الشتم، و نرد على الأكاذيب بالأدلة، و ليس لدينا شيء نخفيه. و الآن نتمنى رفع الحصار، لسبب واحد فقط، هو وصل الأرحام التي تقطعت بهذا الحصار.
دخلنا في شهر ديسمبر، الحامل بين أيامه، اليوم الوطني القطري.. اليوم الذي أسس فيه جدي الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، دولة قطر الحديثة، و لمن لا يعرف كل يوم منذ شهر مايو الماضي، كان يوماً وطنياً في قطر، جله حب و تقدير لهذا الوطن، و لقائده الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني!



جواهر بنت محمد آل ثاني

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

أنت المحيط


صدر هذا الشهر أول كتاب لي بعنوان “على العكس” في دار نشر دريم بوك الكويتية. و بحمد من الله، كان له نصيب جيد من الأصداء الإيجابية في معرض الكويت الدولي للكتاب، و أتمنى أن أحصد ردات الفعل نفسها، في معرض الدوحة الدولي للكتاب، المقام في ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧ و حتى ٥ ديسمبر ٢٠١٧.
توالت علي رسائل و اتصالات التهنئة و التبريكات طوال الأسابيع الماضية، و كان لكل واحدة منها، مكان خاص في قلبي، إلا أنني لن أنسى الصوت الذي فاجائني بقوله: هل تذكريني يا جواهر؟
كانت تلك معلمتي في الصف الرابع ابتدائي، و التي درستني بعد ذلك لسنوات طويلة، حتى المرحلة الثانوية.
تذكرتها على الفور، و لكني للحظة، لم أتذكر سبب عدم نسياني لها و تعلقها بذاكرتي، حتى بدأت حديثها معي.
باركت لي صدور كتابي الأول، و أكدت بأنها لم تستغرب عند سماعها بالخبر. قالت لي: أنت لا زلتِ في خط البداية فقط، و أرى لك نجاحات أكبر في طريقك. لا تتوقفِ يا ابنتي. أوعديني بذلك!
كيف لي بنسيان شخصية كهذه؟ بل كيف لانسان ألا ينجح في وجود شخص كهذا في حياته!
يضع الله في طريقنا أشخاص من كل الأجناس، بعضهم يشجعنا و يحفزنا على المضي قدماً، و بعضهم يحبطنا و يجرنا معه إلى الخلف، و بعضهم الآخر يجعلوننا نرواح أماكننا عن طريق عدم الوصول لطاقاتنا الهائلة. و يكون لنا الحق في اختيار من يبقى معنا في مركبة حياتنا و من يرحل. و كثيراً ما نخطئ الإختيار، و قليلاً ما نصيب طوال هذه الرحلة، إلا أن الكلمة الأخيرة تبقى لنا، عندما نقرر العبارات التي نريد سماعها ممن حولنا، هل هي لا تجرب ذلك، لأنك ستفشلين و ستتحملين ثمن محاولتك!” أم هي أنتِ محيط، في داخلك الكثير مما تستطيعن تقديمه، فلا تتوقف و أكملي مشوارك!”.
طريق نجاحنا لا يتوقف أبداً عند من يؤمنون بنا، و هم من يجعلوننا أسعد في الحياة، و إن كنا هائمين على وجوهنا. هم حراس بوابة الأمل، الذي ما إن ينطفأ بداخلنا، حتى يهبوا لإشعاله، منفعلين: أنت المحيط! أنت المحيط!


جواهر بنت محمد بن عبدالرحمن بن أحمد آل ثاني

السبت، 18 نوفمبر 2017

كتاب "على العكس"




كتابي متوافر الآن في معرض الكويت الدولي للكتاب، في دار نشر دريم بوك.

في مسيرة المرأة القطرية



عُين الأسبوع الماضي لأول مرة في تاريخ قطر، أربع أعضاء نساء في مجلس الشورى، ليكتمل بذلك تمثيل الجنسين في المجلس و تجديد دمائه. هذه الخطوة المباركة، جزء من مسيرة طويلة، مشيناها كقطريات، و سنمشيها في سبيل تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل و المرأة في قطر.
في قطر و لله الحمد، و منذ وقت ليس بقصير، كانت المرأة وزيرة، و رئيسة جامعة، و قاضي، و غيرها من المناصب العالية في الدولة. و كان التحدي الأكبر بالنسبة للمرأة القطرية هو المجتمع القطري نفسه، مثله مثل أي مجتمع خليجي محافظ آخر، بل و في أحيان كثيرة، يكون التحدي نابع من امرأة قطرية أخرى. و تشرح هذا الأمر بشكل جيد شيريل ساندبرغ، رئيسة العمليات في الفيس بوك، في كتابها Lean In تقدمي إلى الأمام. في كتابها، تتكلم شيريل عن عدم المساواة بين الرجل و المرأة في العمل، و كيفية نظر المجتمع و المرأة نفسها إلى نظيرتها المرأة العاملة. تقول بأن المجتمع بشكل عام ينظر إلى المرأة بشكل سلبي إن كانت في منصب متقدم، و هذه النظرة تختلف إن كانت للرجل العامل، حيث يُتوقع من المرأة انصبابها على دورها التقليدي في المنزل من اهتمام بالأبناء و الطبخ و التنظيف، بينما يكون دور الرجل الأساسي هو توفير المال لعائلته، و لذلك يتم سؤال المرأة العاملة دائماً: كيف يمكنك التوفيق بين العمل و الاهتمام بعائلتك؟ بينما لا يتم سؤال الرجل السؤال نفسه، و كأنما الاهتمام بالعائلة و المنزل و تربية الأبناء هي وظيفة المرأة وحدها!
هذه المعضلات نعانيها في قطر أيضاً، رغم التقدم الهائل للمرأة القطرية العاملة في جميع المجالاتو ليس من غير الطبيعي أن نطمح في العدالة و المساواة في نظرة المجتمع للمرأة العاملة و الرجل العامل، فكلاهما وصل لمنصبه بتعبه و همته لا لشيء آخرو إن تغيرت نظرة المجتمع للمرأة العاملة، ستتغير معها نظرة أصحاب العمل رجالاً و نساءً، للمرأة العاملة لديهم، و ستملك المرأة فرص التقدم نفسها التي يملكها الرجل، و لن تحتاج المرأة إلى أن تعمل ضعفي عمل الرجل كي تثبت جدارتها!
أخيراً، تقدمت المرأة القطرية كثيراً في العقدين الأخيرين، و لا زال هناك متسع كبير لإنجازاتها، أي انجازات نصف المجتمع القطري. و من مكاني هنا، كامرأة قطرية عاملة، و محبة لوطني، أعلن عن إنجاز جديد لي، هو صدور كتابي الأول بعنوان: على العكس من دار نشر دريم بوك الكويتية. و الكتاب متوافر في معرض الكويت للكتاب الحالي، و معرض الدوحة للكتاب آخر هذا الشهر بإذن الله.



جواهر بنت محمد آل ثاني

الأربعاء، 8 نوفمبر 2017

كتابي الأول




الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.
صدر كتابي الأول "على العكس"، من دار نشر "دريم بوك" الكويتية.
الكتاب سيكون متوافر في معرض الكويت للكتاب تاريخ ١٥ نوفمبر ٢٠١٧.
و معرض الدوحة للكتاب تاريخ ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧.

الخميس، 2 نوفمبر 2017

معارض اليوم.. مدافع الغد!

ماذا لو دافعت عن قضية ما طوال حياتك، وبين ليلة وضحاها، انتصر الناس لقضيتك، وخسر معارضوها؟ ماذا لو مارست حقوقاً شرعت لك حتى أصبحت جزءاً منك، وفي يوم وليلة، سُلبت هذه الحقوق منك؟ افتراضاتي ليست خيالية بل واقع يُعاش حول العالم كله، سواء في الدول المتقدمة أو المتأخرة علمياً، وإن كانت تحدث في الأخيرة أكثر.
في الولايات المتحدة الأميركية، نرى دفاع الأميركيين الحالي في وجه من يحاول سلبهم القانون الصحي الذي أقر في عهد أوباما، ونشاهد وقفتهم ضد من يريد منع الهجرة إلى أميركا، أي من يقف ضد «الحلم الأميركي». ولا يزالون يطالبون حتى الآن، بإيقاف عنف الشرطة ضد السود.
أما في عالمنا العربي، فلدينا التغييرات السلبية، كمحاولات سلب حرية الرأي والتعبير، ولدينا أيضاً بعض التغييرات الإيجابية، التي نلحظها هنا وهناك، مثل إعطاء المرأة حقوقها في أكثر من مجال، وإفساح المجال للدين الإسلامي المتسامح مع الآخر أياً كان.
لطالما دافعت عن حقوق المرأة وحريات الرأي والتعبير في كل مكان، ولن يسرني شيء أكثر من إعطاء هذه الحقوق لأصحابها، ولكن كما أنني بالتأكيد سأكون مدافعة عن قضية ما في حياتي، سآخذ في يوم ما أو حتى في الوقت نفسه، موقف المعارض من قضية أخرى مثلاً، حيث إن هذا هو حال الناس، وحال الواقع نتيجة الاختلاف بينهم.
وفي جميع الأحوال، سواء أكنت مدافعة أو معارضة لقضية، سأنتظر من الطرف الثاني على الضفة الأخرى من القضية، أن يسمعني ويفهمني ويحترمني وألا يقصيني بسبب الاختلاف معه!
وللأسف الكبير هذا ما نراه اليوم في بعض التغييرات الإيجابية الحاصلة. نشاهد البعض يطالب بإقصاء من يعارض إعطاء المرأة حقوقها، أو إعطاء الناس حقهم في حرية الرأي والتعبير! بل إن البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويطالب بمحاكمتهم واعتقالهم! وهذا لم يكن الحل أبداً حتى في الأوقات التي مُنعت فيها حرية الرأي والتعبير في بعض الدول، وتم اعتقال المنادين بها.
أفضل ما يمكننا فعله، في أي قضية سواء اتفقنا أو اختلفنا فيها، أن نجلس جنباً إلى جنب، معارضين ومدافعين، لنتكلم حول القضية ونناقشها لمحاولة فهم الآخر، دون إقصاء أو تهديد أو فرض شيء عليه. يجب أن يكون هدفنا التسامح والتفاهم وبناء الجسور لا إحراقها مع محاولة الوصول للآخرين دون طمس شخصياتهم بالقوة. وقتها فقط، ستؤسس المبادئ التي ستنتهي إليها أي قضية بالشكل الصحيح، دون أن يأتي يوم ليهدمها رجل دولة أو سياسي، بكلمة منه.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الجمعة، 20 أكتوبر 2017

كلنا متعبين يا نزار!

فازت الأسبوع الماضي الفرنسية أودراي أزولاي بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، بعد مواجهتها للمرشح القطري الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري في الجولة الأخيرة. لم تكن خسارة الدكتور حمد الكواري أسوأ ما مررنا به كقطريين في انتخابات «اليونسكو»، ولكن ما حدث خلال هذه الانتخابات.
منذ بداية الانتخابات، طعنت دول الحصار ومصر في شخص وشخصية الدكتور حمد، ولم يكفّوا عن اتهام قطر بإعطاء الرشاوى للحصول على الأصوات! إني أسأل ذوي العيون الصغيرة التي لا ترى سوى الدروب غير الأخلاقية طريقاً للفوز: هل بهذه الطريقة فازت مرشحة فرنسا؟
دخلت قطر الانتخابات وإعلام مصر يسمي الدكتور حمد بـ «المرشح الداعم للإرهاب»، وركزنا في قطر وفي إعلامنا على مرشحنا القدير. ومن هنا أسألهم أيضاً: ماذا عن الدول التي صوتت للدكتور حمد حتى آخر جولة؟ أيعني ذلك بأنها تدعم مرشحاً يرعى «الإرهاب» على حد قولكم؟
قبيل الجولة الأخيرة، خرج وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري ليقول للعالم بأن مصر ستدعم فرنسا في «اليونسكو»، وضاع المنصب على العرب بعد تآمر العرب ضد العرب!
حتى هذه اللحظة، كنا نسأل بكلمات نزار قباني: «متى يعلنون وفاة العرب؟»، ولم ننتظر كثيراً حتى سمعنا الإجابة من الوفد المصري في «اليونسكو» بعد فوز فرنسا. هتف أحدهم قائلاً: «تحيا فرنسا وتسقط قطر»! وكان رد الوفد القطري في «اليونسكو»: «بل تحيا مصر وقطر وكل الدول العربية»!
كان من المؤلم جداً كعربية أن أعيش لحظة كهذه، خاصة وأننا كعرب تربينا على أننا أمة واحدة ذات مصير واحد. تعلّمنا منذ الصغر بأن كل قضايا العرب قضايانا، وكل آلام العرب آلامنا الخاصة. غنّينا جميعاً بلسان واحد: بلاد العرب أوطاني، من الشام لبغدان.. ومن نجد إلى يمن، إلى مصر فتطوان!
يقول نزار قباني في قصيدة أخرى من قصائده:
أنا يا صديقة متعب بعروبتي
فهل العروبة لعنة وعقاب؟
ونحن نقول أيضاً: كلنا متعبين يا نزار!


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الخميس، 12 أكتوبر 2017

العنصرية و الكراهية “العصرية”!



في هذا العالم الصغير، تنتشر الكراهية بطرق أسرع من الحب و الألفة، و لا أدري إن كان ذلك له علاقة بطريقة تكويننا التي تسيء الظن قبل أن تحسنه في الآخرين. و يتطور الأمر إلى مراحل جديدة عندما يساعد في نشر الكراهية الإعلام و قيادات أو أصوات ينصت إليها الناس في مكان ما حول العالم! لدينا في دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مثال حي، بعد أن هاجم بشكل مباشر و غير مباشر المكسيكين و المسلمين و النساء و المهاجرين، و تقريباً الجميع ما عدا الرجل الأبيض! و لا أنسى الوسائل الإعلامية الداعمة له مثل قنوات فوكس نيوز!
و من هنا، الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، تجلت الكثير من الكراهية بعد الأزمة الخليجية المفتعلة و حصار قطر، حيث أعلنت دول الحصار من اليوم الأول بأنها لن تمس الشعب القطري بأي شيء، و أن كل ما تفعله موجه لقيادة قطر. و منذ ذلك اليوم، و إعلام دول الحصار و أجهزتهم و كل وسائلهم تهاجم قطر و الشعب القطري، بل و أنهم دفعوا لأشخاص و مراكز خارجية في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لمهاجمة قطر، سواء أكانت طريقة الدفع مباشرة عبر السفراء أو غير مباشرة في صورة تبرعات مليونية. للأسف في ظل هذا الهجوم ضد قطر، لم يتحدث سوى القلة من دول الحصار عن نبذ الكراهية بين الشعوب، و كيف لهم أن يفعلوا بعدما جُرم التعاطف مع قطر؟ كيف لهم ذلك بعدما أصبح كره القطري وسام وطنية يضعه الجاهل على صدره؟!
لم يتوقف الأمر عند القطري و حسب في الأزمة الخليجية، بل توسعت شبكة الكراهية و شملت الكويتين و العمانين المحايدين، الذين قال لهم البعض من دول الحصار: إما أن تكونوا معنا أو تكونوا ضدنا! ثم، هل نسيتوا فضلنا عليكم؟! و عادوا بعد ذلك يهاجمون العرب المدافعين عن قطر و الشعب القطري، و قالوا عنهم بأنهم مرتزقة دفعت لهم قطر! و كانت كلمتهم المفضلة لهم: ما شأنكم أنتوا؟! أتعجب عندما أقرأ حوار كهذا في تويتر، لأني أرى المهاجم نفسه يتحدث في شؤون مصر و فلسطين و أمريكا و أوروبا حتى يصل إلى المريخ! و لكن تعجبي لا يطول لأني أعرف أنه يتكلم واقفاً على بلاطة كراهية نتنة، و هو يهاجم العرب المقيمين و العاملين في قطر قائلاً: أنتم سبب مشاكل قطر و من يبعدها عن محيطها الخليجي! بكل وقاحة و فجاجة يردد البعض هذه العبارات العنصرية للعرب المدافعين عن قطر!
قطر يا سادة ترفض كل خطابات الكراهية و العنصرية و إن ادعيتم شرعية أسبابها، و كيف لها أن تقبلها و هي من تحارب الإرهاب و تنشر التعليم حول العالم؟! أليس هذا ما تدّعون فعله أيضاً؟



جواهر بنت محمد آل ثاني

السبت، 7 أكتوبر 2017

قطر أقوى

المقيم والمواطن والدارس لقطر قبل وبعد حصار ٥ يونيو ٢٠١٧ من قبل السعودية والإمارات والبحرين، سيلاحظ أن قطر اليوم أقوى من قبل. ورغم فضل الحصار علينا في هذا الشأن، إلا أن الجزء الأكبر يعود لاستثمار قطر في أبنائها في نواحي التعليم والاقتصاد والتجارة والصحة. لن أتحدث عن اقتصاد قطر بعد الحصار، وما شهده من انتعاش وحركة وتحرر، بل سأتحدث عن المجتمع القطري وقوته وثباته وعزمه، بل ومجده الذي يحاول تسطيره جبراً لا طلباً.
في الشهور السابقة، ومؤخراً حاولت دول الحصار التأثير على المجتمع القطري عبر دعوات قبلية، كانت ترغب عن طريقها في تغيير النظام في قطر، واستبدال قادته. كانت هذه محاولاتهم الأخيرة بعد فشل جميع المحاولات السابقة من مخاطبة الشعب القطري مباشرة، ومحاولة إقامة العداوات بين شعوب دول الخليج والشعب القطري.
ما لا تعرفه أو ما ستعرفه دول الحصار قريباً، أنها أسدت معروفاً كبيراً لقطر وأهل قطر. الكل في قطر اليوم، يردد: قبيلتنا قطر. الشعب القطري اليوم يؤمن أكثر من قبل بالدولة المدنية التي يسودها القانون، ويحكمها أمير واحد لا يرضون ولا يلتفتون إلى غيره، هو سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. لا مكان للنعرات القبلية في قطر، فشعار الجميع هو قطر قبل كل شيء وكل أحد. أما بالنسبة للأشخاص الذين يسمون أنفسهم بالمعارضين القطريين، والذين نرى احتفاء دول الحصار بهم، فلا أعرف كيف لهم أن يقولوا عن أنفسهم إنهم وطنيون وهو يبيعون وطنيتهم بالسعر الأعلى في السوق! هل تباع الوطنية وتشترى؟ هل يقدر الانتماء للوطن بمال؟ هل الوطنية باستغلال هجوم الغير على الوطن كي تضرب معهم؟ هذه ليست وطنية ولا معارضة بل استغلال للفرص في رأس المسمى بالمعارض! ولا فرص هنا يا سادة، فالقطريون التحموا بقيادتهم في عرس مهيب توجه الحصار دون أن يدري. القيادة اليوم أقرب للشعب، والعكس صحيح، دون الحاجة إلى استجداء رؤوس القبائل أو ضخ الأموال هنا وهناك، فهذه ليست من أساليب الدولة المدنية القوية الواثقة، ودولتنا تقوم على سيادة القانون والوطنية لا القبلية وفوضى الأوامر، وهذا ما نراه اليوم، وبذلك نقول قطر أقوى.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الخميس، 28 سبتمبر 2017

قطر تنتصر



بدأ حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية و البحرين و الإمارات، غدراً عن طريق كذبة. تمثلت هذه الكذبة بإختراق وكالة الأنباء القطرية من قبل دول الحصار لبث تصريحات مزيفة نُسبت لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. منذ ذاك اليوم و نحن في قطر، مواطنين و مقيمين، نواجه هجوماً سياسي و إعلامي و إقتصادي يومي. نصحو كل يوم على كذبة جديدة يتناقلها إعلام دول الحصار و حساباته في وسائل التواصل الإجتماعي. و يستحيل على مقالة واحدة أن تجمع كل أكاذيبهم المفندة بالأدلة الحقيقية، و لكني سأحاول أن أذكر أكثر ما حاولت الأوساط الساقطة ترويجه و بيعه على الجهلة.
كذبوا فقالوا بأن سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يحرسه الجنود الأتراك، و في رواية أخرى محروس من قبل الحرس الثوري الإيراني! قلنا لهم: هل تعرفون رئيس الحرس الأميري هزاع بن خليل الشهواني الهاجري؟ فردوا: هو من أصول تركية! فقلناهل تعرفون رئيس الحرس الأميري هزاع بن خليل الشهواني الهاجري؟
كذبوا فقالوا: سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مختبأ في قصره. إذاً من ذا الذي جاب العالم بإسم دولة قطر زائراً تركيا و ألمانيا و فرنسا، و أخيراً الولايات المتحدة الأمريكية لحضور الجلسة الإفتتاحية للأمم المتحدة؟
كذبوا فقالوا: يوجد حظر تجول في قطر! و أستغرب كيف لدولة أن تعقد الندوات و المؤتمرات و تحيي الحفلات و تفتتح طرق و مشاريع جديدة مع وجود حظر تجول يحكم تحركات كل من فيهاأتعجب من هذه الكذبة خاصة مع فتح قطر أبوابها لكل زائريها، خاصة لمن يروج لهذه الكذبة!
كذبوا فقالوا: الشعب القطري غير راضي عن نظامه و قادته و يريد تغييرهم! يا عزيزي إن كانت هذه الحملة الهجومية ضد قطر و هذه الكذبة خاصة، قد فعلت شيء، فذاك هو زيادة إلتحام الشعب بقيادته، و رفع ثقته بنظامه! و جولة واحدة حول مجالس أهل قطر و طرقها تكفي لمعرفة الحقيقةو إن لم تستطع زيارة قطر، شاهد استقبال أهل قطر لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد عودته من نيويورك!
كذبوا فقالوا: قطر تخسر! و شعب قطر، مواطنين و مقيمين، يقولون: بل تنتصر! كيف لنا أن نخسر و نحن اليوم نعمل على إكتفائنا الذاتي في كل المجالات بعد أن غُدر بنا سياسياً و إعلامياً و إقتصادياً! كيف لنا أن نخسر و الحق و أدلته معنا، و كل ما يملكه الطرف الثاني هو مجموعة أكاذيب بلا أدلة أو منطق؟ قطر تنتصر و ستنتصر يا سادة لأن الأكاذيب تُمرض الحقيقة و لكن لا تميتها، و نحن قوم نقف مع الحق، و إن وقفنا لوحدنا.




جواهر بنت محمد آل ثاني

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

من قطر إلى عُمان

زرت عُمان لأول مرة عيد الأضحى الماضي، حططنا في مسقط، و بينما أكمل معظم من كان معي في الطائرة رحلته إلى صلالة، توجهت مع عائلتي نحو الجبل الأخضر. وصلنا الفندق ليلاً، ففوتنا المناظر الطبيعية الجميلة، و لكن لم يفتنا الجو المنعش. قضينا ثلاثة أيام في الجبل، لنرجع إلى مسقط و نقضي ثلاثة أيام أخرى بين البحر و الجبل. ستة أيام زرنا فيها بجانب الجبل الأخضر و مسقط، نزوى و بركة الموز و السيق. كانت رحلة علمتني الكثير عن عمان: البلد الطيبة و شعبها الكريم. اعتلى على وجه كل من قابلناه من العمانيين البهجة ما إن عرفوا بأننا من قطر. لم يسبنا أحدهم أو يضرنا أو يرمينا بأوصاف الإرهاب و التخريب. و قد صدف أن سمعت أنا و عائلتي عن أغنية علم قطر في رحلتنا من نزوى إلى مسقط، فشاركنا مرشدنا السياحي العماني الحزن و التأثر حول الأزمة الخليجية و حصار قطر، و كان يكرر دعوات الحب و السلام و التآلف بين الشعوب الخليجية. كان مرشدنا نسخة طبق الأصل تقريباً عن كل عماني قابلناه. العماني الذي يرفض الحرب و العداوات و يحب الحب و السلام و التآلف. العماني الذي لن يضرك و سيحزن عندما تضر غيرك. هذا هو العماني الحقيقي، الذي يرى حياده قوة و سلامه نعمة، و يأبى بأن تُملى عليه الشروط و الطلبات. هذا هو العماني الذي يشعر بألم غيره عندما يتكلم عن حرب اليمن، و لا يتمنى سوى انتهاء معاناة اليمنيين في أقرب وقت.
رجعت إلى الدوحة حاملة الحب و التعاطف بدل حقائب السفر التي سافرت بها. و الحمدلله بأن التعاطف مع قطر ليس مجرماً في عمان.
رجعت من عمان و أنا أفكر بالقطري الذي سافر مع زوجته البحرينية إلى مسقط و بقي فيها منتظراً زوجته التي سافرت إلى البحرين لتقابل أهلها. رجعت و أنا أفكر بمدير الفندق العماني و هو يذكر بحب و حنين المناهج القطرية التي درس على يديها. رجعت و أنا أردد ما سمعته على لسان أصدقائي العمانيين:
الله يؤلف القلوب! الله يحفظ الخليج و أهله!





جواهر بنت محمد آل ثاني

تعلّموا من قطر

التاريخ لا ينسى، ولهذا يعيد تكرار نفسه. ولن ينسى التاريخ ولا الخليجيون، والقطريون خاصة، حصارهم الذي يكمل أيامه المائة هذا الأسبوع. الحصار زوّد الخليجيين والمقيمين في الخليج بذاكرة لغوية وأدبية وفنية أخرى جديدة.. كيف لا والحصار كان قد بدأ بتصريحات مزيفة منسوبة لسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية من قبل دول الحصار! والحمد لله أن الأزمة الخليجية بقيت على حالها كحرب إعلامية وسياسية ضد قطر، ولم يتطور الأمر إلى تدخل عسكري، خاصة وقد أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عن نجاح إيقاف أي عمل عسكري ضد قطر!
ولأن التاريخ يسجل كل كلمة ونغمة، مثل «السح الدح امبو» بصوت خالد أحمد الخليفة، فإنني سأحاول جمع أدبيات وتأدبات حصار قطر في مكاني هذا. سأبدأ من قطر التي لم يهاجم أميرها ولا أحد وزرائها أو مستشاريها أو سفرائها حتى اليوم دول الحصار. من قطر التي هنأت الأمير محمد بن سلمان آل سعود بتسلمه ولاية العهد، والشعب السعودي على تأهل منتخبه إلى مونديال كأس العالم في روسيا ٢٠١٨. من قطر التي لا تزال تسمي صحفها اليومية رؤساء دول الحصار بألقابهم في الصفحات الأولى، ولا تسيء لهم بالأخبار الكاذبة والكاريكاتيرات المهينة في الصفحات الأخيرة.
من قطر بدأ الشعب القطري بمقاومة الحصار بـ «تميم المجد»، وقد كان الشعار أكثر من صورة رآها محاصرونا، لم تكن الصورة صورة سمو الأمير فقط، بل صورة كل القطريين، ورمز مقاومتهم في وجه من يهاجمهم، كان شعاراً وشعراً، قالوا فيه: نحن أقوياء ومع قطر وقادتنا قلباً وقالباً.
خرجوا بعد ذلك للعالم ليغنوا «حنا بخير وديرة العز في خير» بكلمات الشاعر فالح العجلان الهاجري. هذه كانت أغانيهم وكلامهم المتأرجح بين دعوات الحب، ووحدة قلوب أهل الخليج وقادته، وتنمية البلد واقتصاده المزدهر. أما الجماعة التي حملت شعارات «يا رب ما يوافق» و»تونا ما بدينا»، فلهم أغانيهم الساقطة، مثل: سفينة الدوحة، وعلم قطر، التي غنتها المجموعة سيئة الذكر. محمد عبده فنان «العرب ما عدا قطر»، ووليد الشامي، ورابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وماجد المهندس، جميعهم غنوا سابقاً في حب قطر والقطريين والشيخ تميم بن حمد والشيخ حمد بن خليفة، وجميعها أغانٍ لم يتعد عمرها عشر سنوات! أي قبل أن «يصبروا على قطر عشرين سنة»!
في هذه الأزمة الخليجية، انحط المستوى الإعلامي واللغوي إلى درجة رهيبة، ولم يسلم أحد حتى عُمان والكويت هوجمتا لوقوفهما على الحياد. وما زال هناك متسع في دفاتري ودفاتر التاريخ لأنقل كلمات حمود الشمري بصوت فهد الحجاجي:
شهد التاريخ ما جِرنا
حافظين الدين واركانه
ماخفا هو نفس ظاهرنا
مجدنا نزهى بتيجانه
ما خضعنا ولا تكبّرنا
والفخر هالدار عنوانه



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية



الأحد، 10 سبتمبر 2017

عسى أن تكرهوا شيئاً

بعد أكثر من ثلاثة شهور على حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين، لا تزال الحياة اليومية في قطر تسير على نحو طبيعي، بلا تغييرات سلبية كبيرة أو مهمة. مادياً كانت فروقات ما قبل وبعد الحصار صغيرة، وإن كانت مُلاحظة. أهمها نفاد محلات التسوّق من بعض الأغذية كالألبان والأجبان، ما إن تُعرض في السوق، بسبب منع دول الحصار دخول الغذاء لقطر، وبالتالي زيادة الطلب على المنتِجين القطريين.
عدا ذلك لم يصب حياة القطريين أي طارئ، لم يقمعهم حرس ثوري، ولم يرعبهم جيش تركي، كما أعلن إعلام دول الحصار، عندما زعموا وجود تظاهرات في قطر. أهم وأكبر تغيير حصل للقطريين كان تغييراً معنوياً ونفسياً، فتباينت مواقف القطريين حول دول الحصار وإعلامهم، ونحو مجلس التعاون الخليجي وأحلام الاتحاد وأدبيات وحدة المصير. لم يعد أي شيء كما سبق. القطري الذي كان يجد سابقاً أمانه بجانب أخيه السعودي أو الإماراتي أو البحريني، يجد اليوم نفسه بجانب «أخ» يُمنع عن التعاطف معه! الحصار كان له وقعه الكبير على القطريين معنوياً، فكان التأكيد الجماعي من قبل الأمير والحكومة والمواطن على ضرورة شق القطري طريقه، وإن كان وحده، بعدما أدار الإخوان ظهورهم له.
القطري اليوم يمشي أقوى وأثبت على الأرض، لأنه إن كان سابقاً يشعر بأن عليه ألا يفشل من أجل وطنه، فإحساسه اليوم يُحتم عليه أن ينجح من أجل وطنه، وهذا كان له أثره على الدولة في الإعلان عن افتتاح عدة مشاريع وتطوير أخرى، وتشجيع القطريين على الانخراط في الأعمال الخاصة وفتح المصانع.
التغييرات عديدة في ظل الحصار الجائر ضد قطر، والأسوأ، كما أرى، سيكون في الإضرار بالنسيج الاجتماعي الخليجي، على المدى الطويل.




جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن بن أحمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الخميس، 31 أغسطس 2017

سقط القناع

في 5 يونيو 2017 الموافق 10 رمضان من العام الهجري 1438، تم حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية والبحرين والإمارات. وفي اليوم نفسه، طلبت دول الحصار من رعاياها مغادرة قطر فوراً خلال 14 يوماً، وطلبت من القطريين أيضاً مغادرة أراضيها خلال المدة نفسها.
أثناء الأيام اللاحقة، أرجعت السعودية المعتمرين القطريين، ورفضت دول الحصار أي تعاملات أو تحويلات مصرفية بالريال القطري. لم يقف الأمر عند هذا الحد، فكانت المحاولات الفاشلة بتخفيض قيمة الريال القطري عالمياً، ومحاربتهم لكل استثمار قطري خارج وداخل قطر، من بينهم المتجر العريق «هارودز» الذي أصدر أحدهم وسماً في «تويتر» يطالب الناس بمقاطعته». 
بل إن حتى قنوات «beIn sports» الرياضية لم تسلم من الهجوم، فتارة يمنعونها، ومن ثم يرجعونها لدافعي الاشتراك، وتارة يعلنون عن إطلاق قناة بديلة يعرضون فيها مباريات، حقوق بثها مملوكة بالكامل لـ beIn sports»، أي سرقة وقرصنة في عز النهار!
لم يستطع القطريون منذ بدء الحصار، وحتى يومنا هذا، الوصول إلى أملاكهم وتجارتهم وحساباتهم البنكية في دول الحصار، وبعد كل ما قيل، يخرج وزراء ومستشارو دول الحصار ليقولوا للقطريين أنتم إخواننا وأشقاؤنا، ونحن لا نريد أذيتكم. أما القطريون، فلديهم شيء واحد يقولونه لأنفسهم وللعالم: «عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». الحصار جعلنا أقوى، وعلمنا الكثير، ونرجو أن نتعلم منه أكثر. فبينما يحاول الآخرون إركاعنا وأذيتنا، ها نحن نحاول إكمال طريقنا عبر فتح آفاق جديدة. عندما منعوا عنا الغذاء، فتحنا مصانع جديدة، ودعمنا المنتجات الوطنية، وعندما أغلقوا الحدود أمام طائراتنا، حلقنا إلى محطات جديدة. 
الخلاصة قالها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطاب الثبات، وفي توجيهاته لمجلس الوزراء: سنركز على الإنسان والاقتصاد القطري. وفي ذلك قدمت الدولة تسهيلات كثيرة للقطريين، وأصدرت قرار منح الإقامة الدائمة لأبناء القطرية المتزوجة من غير قطري، ولمن أدوا خدمات جليلة للدولة، ولذوي الكفاءات الخاصة التي تحتاجها الدولة.
وحتى رفع الحصار عن قطر، سأتذكر قصيدة لمحمود درويش باسم «سقط القناع»، يقول فيها:
حاصر حصارك لا مفر..
اضرب عدوك لا مفر..
سقطت ذراعك فالتقطها،
و سقطت قربك فالتقطني،
واضرب عدوك بي،
فأنت الآن حرٌ وحرٌ وحرٌ!


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



ما زلنا صامدين

بعد أكثر من 75 يوماً على حصار قطر من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين، لا يزال سيل الأكاذيب والفبركات الإعلامية مستمراً في حرب هذه الدول وإرهابها الإعلامي والسياسي والاقتصادي ضد قطر حكومة وشعباً.
دول الحصار تهاجم القيادة القطرية عبر إعلامها، فتتهمها بـ «الإرهاب» و»من يدعم الإرهاب مثل إيران» دون أدلة، في الوقت نفسه الذي تحاول فيه السعودية التقرب من إيران عبر اللقاء الذي شاهدناه بين الجبير وظريف وزيري خارجية السعودية وإيران، ثم تصريح وزير داخلية العراق قاسم الأعرجي بشأن طلب الرياض وساطة بغداد لتحسين العلاقات بين الرياض وطهران! إذن، تتهم دول الحصار إيران بكونها الراعي الأول للإرهاب في العالم ثم تتقرب منها سياسياً واقتصادياً، مثل الإمارات التي تتجاوز تجارتها مع إيران مليارات الدولارات رغم احتلال إيران لثلاث من جزر الإمارات! وبعد كل ذلك يطالبون قطر بقطع علاقتها مع إيران!
وفي الحرب ضد قطر، ورغم كل الكلام الإنشائي الصادر من قبل دول الحصار، لم يسلم الشعب القطري من الهجوم؛ فإلى جانب محاولة شيطنته إعلامياً بتهمة الإرهاب، كانت محاولة ضربه اقتصادياً واجتماعياً، بل والقضاء عليه تماماً! لا أزال أذكر التقارير الإعلامية الصادرة من قنوات دول الحصار، والفرحة العارمة بخلو مراكز التسوق في قطر من الغذاء! لا أزال أذكر قول مذيعيهم بشيء من البهجة: «خلص اللبن! ولا يوجد عيش!» ولا يزال القطريون يتذكرون تبادل هؤلاء صور الأرفف الفارغة بداية الحصار بشيء من السخرية!
الشعب القطري هو أول وأكثر من تضرر بالحصار الجائر ضد قطر؛ لأن القطريين جزء من القيادة القطرية، والقيادة القطرية جزء من القطريين. لا فرق بين القطريين ورموزهم. وهذا ما يبدو مستعصياً على دول الحصار فهمه، رغم ثبات القطريين في وجه إرهابهم الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ومحاولات تغيير النظام سراً وعلانية بكل الطرق والوسائل.
ما زلنا صامدين.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



السبت، 5 أغسطس 2017

أزمة و حصار و إرهاب

مع بدء الأزمة الخليجية باختراق وكالة الأنباء القطرية، في مايو الماضي، ترددت كثير من المصطلحات من قِبل الأفراد والصحف والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، بعض هذه المصطلحات استخدمت بشكل عفوي، وبعضها لأغراض إعلامية أو سياسية أو أخرى، فلا شيء أقوى من كلمة، وقت السلم والحرب، وما يحدث اليوم من هجوم على قطر، حكومة وشعباً، هو حرب إعلامية بالدرجة الأولى.
أول وأهم المصطلحات، هي المفردة المعرفة للوضع الحالي في الخليج العربي، أي: «الأزمة الخليجية» لا «الأزمة القطرية»، فقطر جزء من الخليج، وعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الروابط الاجتماعية والاقتصادية تمتد من قطر إلى دول الخليج الأخرى، والعكس صحيح، كيف يتم تسمية ما يحدث في الخليج اليوم بالأزمة القطرية وحسب؟ بل هي أزمة لكل الخليج المترابط منذ مئات السنين.
نأتي الآن للتعريف بالحال في قطر، وهو «الحصار» لا «المقاطعة»، كيف لا يكون حصاراً وقد أُغلق المنفذ البري الوحيد لدولة قطر؟ وأغلقت البحرين والإمارات بالإضافة إلى السعودية، حدودها البحرية والجوية في وجه السفن والطائرات القطرية؟ كيف لا يكون حصاراً وهناك محاولات جادة لضرب الاقتصاد القطري؟ ألا تعني المقاطعة الامتناع عن أي فعل تجاه الطرف المقاطَع، بينما يكون «الحصار» محاولة لإضعاف الطرف المحاصَر؟! ألم تكتب الصحف في الدول المحاصرة عن «حصار قطر» في يونيو، قبل أن يغيروا «الحصار» إلى «مقاطعة» بعدما استنكر المجتمع الدولي الحصار؟!

هو حصار يا سادة!
ومن المصطلحات المسموعة مؤخراً في صحف وقنوات دول الحصار هي «الدول الداعية لمكافحة الإرهاب»، في إشارة إلى دول أربع، هي: مصر والسعودية والإمارات والبحرين، هذا المصطلح فيه تقليل من شأن الدول الأربع، وشأن بقية دول العالم، حيث إن استخدامه بدأ مع حصار قطر، وكأن الدول الأربع لم تبدأ الدعوة إلى مكافحة الإرهاب حتى الخامس من يونيو 2017 مع حصار قطر! وكأن معظم دول العالم لم تدعُ يوماً إلى مكافحة الإرهاب، بل واتخذ بعضها، ومنها قطر، إجراءات جادة في هذا المجال!
لدينا أيضاً مصطلحات «الإرهاب» و»التآمر» و»الخيانة» و»الأخبار الكاذبة» المنتشرة حالياً في الأوساط الخليجية للأسف، كل يستخدمها بحسب منظوره ومصلحته، ويبقى الكلام سلاحاً، إن لم يجرح سياسياً، فهو يبتر العلاقات الاجتماعية والعائلية، وهذه هي أكبر الخسائر الخليجية.


جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية



الأحد، 30 يوليو 2017

عن الموجة المضطربة أو “Fake News”


أول مرة أذكر فيها سماع التعبير المنتشر حالياً، “Fake News” أو الأخبار المزيفة كانت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل فوزه بكرسي الرئاسة. و كان وقتها يرمي هذا المصطلح يميناً و شمالاً كلما نُشر خبراً أو كُتبت عنه مقالة سلبيةفي الصحف و القنوات الإعلامية الأمريكية المرموقة أمثال نيويورك تايمز و السي أن أن. و لا يزال ترامب يُهاجم كل من يعارضه بهذا التعبير، بل و أنه قام مؤخراً بمشاركة فيديو على حسابه في تويتر، كان قد وضع فيه علامة CNN مكان مصارع، قام ترامب بضربه أيام مشاركته في برامج المصارعة.
تجربة دونالد ترامب مع الوسائل الإعلامية الأمريكية تستحق التأمل، حيث أنه يميل إلى قنوات فوكس مثلاً، المساندة له و للجمهوريين، و يبتعد عن الحديث مع الوسائل الإعلامية الأخرى أو المتابعة و الناشرة لأخبار و تحقيقات تزعج البيت الأبيض.
و مع متابعتي لما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية، لم أتخيل يوماً ما ولادة تجربة إعلامية عكسية في الخليج العربي. و أقول عكسية لأن التجربة الأمريكية مبنية على مصادر حقيقية، و حقائق و وقائع و أخبار تستحق النشر، بينما في الخليج وُلدت موجة إعلامية تنشر الأخبار بلا مصادر أو مصادر ضعيفة أو مجهولة على طريقة مصدر مقرب من مسؤول، و تنشر مقالات بلا موضوعية كلها سب و قذف. ظهرت مع الموجة، صحف يومية بلا مضمون أو قيمة سوى تعب المانشيتات العريضة التي تحاول إرضاء بعض الأطراف على حسب مهنيتها و مصداقيتها!
بدأت هذه الموجة المضطربة في الخليج أواخر مايو ٢٠١٧، بعدما اُخترق موقع وكالة الأنباء القطرية، و تم تداول التصريحات المفبركة المنسوبة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. في ليلة الإختراق نفسها، نفى الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، صدور التصريحات المفبركة من سمو الأمير و أكد اختراق وكالة الأنباء القطرية. و رغم تناقل خبر اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية عالمياً، من قبل المؤسسات المختلفة كرويترز و البي بي سي و غيرها، إلا أن بعض الكُتاب و المحللين و الصحف اليومية و القنوات الإعلامية العربية أصرت على تداول التصريحات المفبركة و تحليلها و كأنها حقيقة واقعة! بل و أنهم كانوا ينفون حدوث الإختراق بدعوى أنهعذرتريد به قطر إخفاء النوايا التي أظهرتها التصريحات!
و استمرت الهجمات الإعلامية على قطر مع بداية الأزمة الخليجية و حصار قطر، من قبل الأشقاء في السعودية و البحرين و الإمارات. مرة بأخبار كاذبة كخبر وجود الحرس الثوري الإيراني في قطر، و مرة بتحقيقات مضحكة مثل ارتفاع درجة حرارة الأبقار في قطر، و مرة بتحليلات أراد صاحبها لها أن تكون سياسية فكانت أقرب إلى الكوميديا السوداء وقتما صرح بأن المعدة القطرية لا تستطيع أن تعتاد على الحليب التركي بعد الحليب السعودي!
و لا أنسى و لن ينسى الشعب القطري، الإساءات الموجهة له و لرموزه و الأمير في ظل هذه الهجمة الإعلامية الساقطة ضد قطر. و كيف لنا أن ننسى بعدما بينت الأزمة الخليجية و حصار قطر كل هذه السقطات الإعلامية المستمرة و التي لا تضع إعتباراً لأبسط مبادئ الصحافة: المهنية و المصداقية و الموضوعية؟
نشاهد في أمريكا، السي ان ان و النيويورك تايمز منتصرين على ترامب رغم تهمة الإخبار الكاذبة التي يحاول إلصاقها بهم. و نرى في وطننا العربي القنوات الإعلامية و الصحف اليومية تسقط يومياً بالأخبار الكاذبة التي تنشرها عن قطر. و رغم ذلك لن نطالب بمثل ما طلبوه في حق الجزيرة. لن نطلب يوماً إغلاق صحيفة أو قناة إعلامية، فالحقيقة مثل الشمس، لا تحجب بغربال، و لكن سنطالبهم ببعض من المهنية و المصداقية و الإحترام اللائق بمهنة الصحافة، عل هذا البعض يكبر يوماً ما، و يصبح كامل”!



جواهر بنت محمد آل ثاني

الخميس، 20 يوليو 2017

(أنا) الخليج(ي)

في منطقة الخليج العربي، وخاصة بعد قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أصبحت شعوب الدول الست: قطر والسعودية والكويت وعمان والبحرين والإمارات، أقرب إلى أن تكون شعباً واحداً، جنسيته «خليجية». 
هذه الهوية «الخليجية»، هوية مميزة وبيّنة حتى لدى باقي أفراد وشعوب العالم. فيحدث ألا يُقال عن أحدهم إنه بحريني بل خليجي، أو إن فلاناً من الخليج العربي، بدل قولهم «إنه من عمان. 
بل نسمع من الغرب عن «الستايل الخليجي»، والسيارات الخليجية، وأخلاق الخليج الكريمة، وغيرها مما ارتبط بالخليج أجمع، مثل الفنون الخليجية.
نرى اليوم- للأسف- محاولات إضعاف «الخليجي» بعد حصار قطر في ٥ يونيو ٢٠١٧ من قبل الأشقاء في الخليج، السعودية والإمارات والبحرين. عوائل تفرقت وأصدقاء انقطعت بينهم الطرق.. حرفياً. فإذا كنت قطرياً ولديك ابن عمة سعودي يجب عليك أن تراه خارج السعودية والإمارات والبحرين، لأنه يمنع على القطري الدخول لهذه البلاد، ويمنع على السعودي- من قِبَل السلطات السعودية- دخول قطر. وإذا كنت إماراتياً ولديك صديق قطري عزيز، فأنت ستسمع عنه وعن دولته الكثير من المعلومات المغلوطة، ولن تسمع أبداً الرأي الآخر؛ لأن قنوات قطر والريان والجزيرة وغيرها محجوبة في الإمارات. وإن كنت بحرينياً تزوجت أخواته من قطريين، وانتقلوا إلى قطر، فأنت ممنوع من إظهار التعاطف معهم، وعليك إما تأييد تُهَم الإرهاب القطري أو الصمت، مع أمل ألا يسألك أحد عن رأيك في حصار إخوتك.
النسيج الاجتماعي الخليجي القديم تاريخياً يتفكك بحصار قطر. كل يوم تتعقد الأمور أكثر، وتزداد الإساءات من حولنا، وكأنه لا ترتبط معظم العائلات السعودية بعائلة واحدة أخرى في الخليج على الأقل، وكأنه لا يوجد طالب إماراتي درس سابقاً في الدوحة، وكأنه لا وجود لبحريني يعمل في الكويت، أو عماني يسافر إلى دبي، للاستجمام وزيارة الأقارب.
تحدثت عن جميع أفراد الشعب الخليجي من كويتيين وعمانيين وقطريين وسعوديين وإماراتيين وبحرينيين في هذه المقالة؛ لأن حصار قطر لن يؤثر على قطر وحسب، بل سيلقي بظلاله- للأسف- على الخليج كله. ومن هذه الآثار خروج رؤوس الأموال الخليجية من الخليج إلى خارجه، واستعداء أبناء الخليج بعضهم البعض، خاصة مع حدوث الكثير من المشادات التي لم يسلم منها حتى الكويتي لوساطته، والعماني لحياده!.

وأخيراً، أحزنني أن أسمع من عمانيين دعوتهم لحكومتهم العثور على بدائل، والتجهيز ليوم قد تُحاصر فيه عمان مثل قطر! وهذا ما لا نتمناه لا لعمان ولا أي دولة أخرى في العالم.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الأحد، 16 يوليو 2017

قطر المقاومة

(بالأمس)
القارئ في تاريخ قطر، سيجد الكثير من المقاومة والصمود من قبل القبائل القطرية في وجه البرتغاليين والعثمانيين والبريطانيين وغيرهم. مرّ الحكام على قطر قبل التأسيس، مرور الكرام، فقد كانت القبائل هي من تدافع عن قطر ضد تخريب وأسر وحصار الجيران والغرباء، دون دور يُذكر لحكام قطر قبل مبايعة واختيار القبائل القطرية الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني قائداً لهم وحاكماً لقطر.
أُسر الشيخ قاسم بن محمد في البحرين، بسبب دفاعه عن أحد رجال النعيم المظلومين، فقامت القبائل القطرية كلها للدفاع عنه وفك أسره، ولم تهدأ حتى عاد إلى الدوحة. إذاً، ما الذي يجعل البعض يستغرب من صمود ومقاومة ودفاع القطريين اليوم عن قطر في ظل الحصار الجائر؟ وعن سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورموزنا الوطنية الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والشيخة موزا بنت ناصر المسند؟ لن يتعجب مفبركو الأخبار ومطلقو الإشاعات والمحرضون والمخربون المجندون بهدف إضعاف قطر لو قرأوا صفحة واحدة من تاريخ قطر!


(اليوم)
بعد حصار قطر في ٥ يونيو ٢٠١٧ من قبل الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين ومصر، تقلد كل قطري منصب وزير الإعلام القطري مقاومة ودفاعاً ضد فبركات الأخبار حول قطر وتهم الإرهاب والتحريض والتخريب و»رسم الحزن على وجوه الآخرين».
قطر اليوم أقوى من قطر الأمس، وإن كان هدف البعض استبدال قيادة قطر بقيادة أخرى ترضي مخططاتهم، فيسعدنا إفشال الشعب القطري محاولتهم الانقلابية، ومنعهم من التدخل في شؤون قطر الداخلية.
قاوم القطريون الحصار الظالم بأخلاق عالية ووعي عالٍ وحب عظيم لوطنهم. لم يقبلوا من دول الحصار مخاطبتهم مباشرة كشعب قطري دون مخاطبة وزارة الخارجية، في خرق كبير لقواعد الدبلوماسية والأعراف الدولية. رفضوا مهاجمة قطر ورموز قطر ابتداء بسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حتى أصبحت صورته التي رسمها الفنان أحمد المعاضيد، والتي خطها بعبارة تميم المجد، رمز مقاومة يدافع بها الشعب القطري عن وطنه وقائده في وجه الآخرين.
وعن محاولات البعض في التشكيك بولاء بعض القبائل لقطر، جاء رد الشعب القطري: #قبيلتنا_قطر، مثبتين مرة أخرى للمشككين أنهم لم يطلعوا على التاريخ القطري المشرف، وأن القطري ولاءه لوطنه أولاً قبل أي شيء آخر.
وهذا من طيبات الحصار التي كسبناها في قطر. إظهار حقيقة الشعب القطري الوطني المدافع عن وطنه وأمنه، للعالم.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...