عُين الأسبوع الماضي لأول مرة في تاريخ قطر، أربع أعضاء نساء في مجلس الشورى، ليكتمل بذلك تمثيل الجنسين في المجلس و تجديد دمائه. هذه الخطوة المباركة، جزء من مسيرة طويلة، مشيناها كقطريات، و سنمشيها في سبيل تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل و المرأة في قطر.
في قطر و لله الحمد، و منذ وقت ليس بقصير، كانت المرأة وزيرة، و رئيسة جامعة، و قاضي، و غيرها من المناصب العالية في الدولة. و كان التحدي الأكبر بالنسبة للمرأة القطرية هو المجتمع القطري نفسه، مثله مثل أي مجتمع خليجي محافظ آخر، بل و في أحيان كثيرة، يكون التحدي نابع من امرأة قطرية أخرى. و تشرح هذا الأمر بشكل جيد شيريل ساندبرغ، رئيسة العمليات في الفيس بوك، في كتابها Lean In “تقدمي إلى الأمام”. في كتابها، تتكلم شيريل عن عدم المساواة بين الرجل و المرأة في العمل، و كيفية نظر المجتمع و المرأة نفسها إلى نظيرتها المرأة العاملة. تقول بأن المجتمع بشكل عام ينظر إلى المرأة بشكل سلبي إن كانت في منصب متقدم، و هذه النظرة تختلف إن كانت للرجل العامل، حيث يُتوقع من المرأة انصبابها على دورها التقليدي في المنزل من اهتمام بالأبناء و الطبخ و التنظيف، بينما يكون دور الرجل الأساسي هو توفير المال لعائلته، و لذلك يتم سؤال المرأة العاملة دائماً: كيف يمكنك التوفيق بين العمل و الاهتمام بعائلتك؟ بينما لا يتم سؤال الرجل السؤال نفسه، و كأنما الاهتمام بالعائلة و المنزل و تربية الأبناء هي وظيفة المرأة وحدها!
هذه المعضلات نعانيها في قطر أيضاً، رغم التقدم الهائل للمرأة القطرية العاملة في جميع المجالات. و ليس من غير الطبيعي أن نطمح في العدالة و المساواة في نظرة المجتمع للمرأة العاملة و الرجل العامل، فكلاهما وصل لمنصبه بتعبه و همته لا لشيء آخر. و إن تغيرت نظرة المجتمع للمرأة العاملة، ستتغير معها نظرة أصحاب العمل رجالاً و نساءً، للمرأة العاملة لديهم، و ستملك المرأة فرص التقدم نفسها التي يملكها الرجل، و لن تحتاج المرأة إلى أن تعمل ضعفي عمل الرجل كي تثبت جدارتها!
أخيراً، تقدمت المرأة القطرية كثيراً في العقدين الأخيرين، و لا زال هناك متسع كبير لإنجازاتها، أي انجازات نصف المجتمع القطري. و من مكاني هنا، كامرأة قطرية عاملة، و محبة لوطني، أعلن عن إنجاز جديد لي، هو صدور كتابي الأول بعنوان: “على العكس” من دار نشر دريم بوك الكويتية. و الكتاب متوافر في معرض الكويت للكتاب الحالي، و معرض الدوحة للكتاب آخر هذا الشهر بإذن الله.
جواهر بنت محمد آل ثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق