الجمعة، 24 نوفمبر 2017

أنت المحيط


صدر هذا الشهر أول كتاب لي بعنوان “على العكس” في دار نشر دريم بوك الكويتية. و بحمد من الله، كان له نصيب جيد من الأصداء الإيجابية في معرض الكويت الدولي للكتاب، و أتمنى أن أحصد ردات الفعل نفسها، في معرض الدوحة الدولي للكتاب، المقام في ٢٩ نوفمبر ٢٠١٧ و حتى ٥ ديسمبر ٢٠١٧.
توالت علي رسائل و اتصالات التهنئة و التبريكات طوال الأسابيع الماضية، و كان لكل واحدة منها، مكان خاص في قلبي، إلا أنني لن أنسى الصوت الذي فاجائني بقوله: هل تذكريني يا جواهر؟
كانت تلك معلمتي في الصف الرابع ابتدائي، و التي درستني بعد ذلك لسنوات طويلة، حتى المرحلة الثانوية.
تذكرتها على الفور، و لكني للحظة، لم أتذكر سبب عدم نسياني لها و تعلقها بذاكرتي، حتى بدأت حديثها معي.
باركت لي صدور كتابي الأول، و أكدت بأنها لم تستغرب عند سماعها بالخبر. قالت لي: أنت لا زلتِ في خط البداية فقط، و أرى لك نجاحات أكبر في طريقك. لا تتوقفِ يا ابنتي. أوعديني بذلك!
كيف لي بنسيان شخصية كهذه؟ بل كيف لانسان ألا ينجح في وجود شخص كهذا في حياته!
يضع الله في طريقنا أشخاص من كل الأجناس، بعضهم يشجعنا و يحفزنا على المضي قدماً، و بعضهم يحبطنا و يجرنا معه إلى الخلف، و بعضهم الآخر يجعلوننا نرواح أماكننا عن طريق عدم الوصول لطاقاتنا الهائلة. و يكون لنا الحق في اختيار من يبقى معنا في مركبة حياتنا و من يرحل. و كثيراً ما نخطئ الإختيار، و قليلاً ما نصيب طوال هذه الرحلة، إلا أن الكلمة الأخيرة تبقى لنا، عندما نقرر العبارات التي نريد سماعها ممن حولنا، هل هي لا تجرب ذلك، لأنك ستفشلين و ستتحملين ثمن محاولتك!” أم هي أنتِ محيط، في داخلك الكثير مما تستطيعن تقديمه، فلا تتوقف و أكملي مشوارك!”.
طريق نجاحنا لا يتوقف أبداً عند من يؤمنون بنا، و هم من يجعلوننا أسعد في الحياة، و إن كنا هائمين على وجوهنا. هم حراس بوابة الأمل، الذي ما إن ينطفأ بداخلنا، حتى يهبوا لإشعاله، منفعلين: أنت المحيط! أنت المحيط!


جواهر بنت محمد بن عبدالرحمن بن أحمد آل ثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...