الخميس، 28 سبتمبر 2017

قطر تنتصر



بدأ حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية و البحرين و الإمارات، غدراً عن طريق كذبة. تمثلت هذه الكذبة بإختراق وكالة الأنباء القطرية من قبل دول الحصار لبث تصريحات مزيفة نُسبت لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر. منذ ذاك اليوم و نحن في قطر، مواطنين و مقيمين، نواجه هجوماً سياسي و إعلامي و إقتصادي يومي. نصحو كل يوم على كذبة جديدة يتناقلها إعلام دول الحصار و حساباته في وسائل التواصل الإجتماعي. و يستحيل على مقالة واحدة أن تجمع كل أكاذيبهم المفندة بالأدلة الحقيقية، و لكني سأحاول أن أذكر أكثر ما حاولت الأوساط الساقطة ترويجه و بيعه على الجهلة.
كذبوا فقالوا بأن سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يحرسه الجنود الأتراك، و في رواية أخرى محروس من قبل الحرس الثوري الإيراني! قلنا لهم: هل تعرفون رئيس الحرس الأميري هزاع بن خليل الشهواني الهاجري؟ فردوا: هو من أصول تركية! فقلناهل تعرفون رئيس الحرس الأميري هزاع بن خليل الشهواني الهاجري؟
كذبوا فقالوا: سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مختبأ في قصره. إذاً من ذا الذي جاب العالم بإسم دولة قطر زائراً تركيا و ألمانيا و فرنسا، و أخيراً الولايات المتحدة الأمريكية لحضور الجلسة الإفتتاحية للأمم المتحدة؟
كذبوا فقالوا: يوجد حظر تجول في قطر! و أستغرب كيف لدولة أن تعقد الندوات و المؤتمرات و تحيي الحفلات و تفتتح طرق و مشاريع جديدة مع وجود حظر تجول يحكم تحركات كل من فيهاأتعجب من هذه الكذبة خاصة مع فتح قطر أبوابها لكل زائريها، خاصة لمن يروج لهذه الكذبة!
كذبوا فقالوا: الشعب القطري غير راضي عن نظامه و قادته و يريد تغييرهم! يا عزيزي إن كانت هذه الحملة الهجومية ضد قطر و هذه الكذبة خاصة، قد فعلت شيء، فذاك هو زيادة إلتحام الشعب بقيادته، و رفع ثقته بنظامه! و جولة واحدة حول مجالس أهل قطر و طرقها تكفي لمعرفة الحقيقةو إن لم تستطع زيارة قطر، شاهد استقبال أهل قطر لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد عودته من نيويورك!
كذبوا فقالوا: قطر تخسر! و شعب قطر، مواطنين و مقيمين، يقولون: بل تنتصر! كيف لنا أن نخسر و نحن اليوم نعمل على إكتفائنا الذاتي في كل المجالات بعد أن غُدر بنا سياسياً و إعلامياً و إقتصادياً! كيف لنا أن نخسر و الحق و أدلته معنا، و كل ما يملكه الطرف الثاني هو مجموعة أكاذيب بلا أدلة أو منطق؟ قطر تنتصر و ستنتصر يا سادة لأن الأكاذيب تُمرض الحقيقة و لكن لا تميتها، و نحن قوم نقف مع الحق، و إن وقفنا لوحدنا.




جواهر بنت محمد آل ثاني

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

من قطر إلى عُمان

زرت عُمان لأول مرة عيد الأضحى الماضي، حططنا في مسقط، و بينما أكمل معظم من كان معي في الطائرة رحلته إلى صلالة، توجهت مع عائلتي نحو الجبل الأخضر. وصلنا الفندق ليلاً، ففوتنا المناظر الطبيعية الجميلة، و لكن لم يفتنا الجو المنعش. قضينا ثلاثة أيام في الجبل، لنرجع إلى مسقط و نقضي ثلاثة أيام أخرى بين البحر و الجبل. ستة أيام زرنا فيها بجانب الجبل الأخضر و مسقط، نزوى و بركة الموز و السيق. كانت رحلة علمتني الكثير عن عمان: البلد الطيبة و شعبها الكريم. اعتلى على وجه كل من قابلناه من العمانيين البهجة ما إن عرفوا بأننا من قطر. لم يسبنا أحدهم أو يضرنا أو يرمينا بأوصاف الإرهاب و التخريب. و قد صدف أن سمعت أنا و عائلتي عن أغنية علم قطر في رحلتنا من نزوى إلى مسقط، فشاركنا مرشدنا السياحي العماني الحزن و التأثر حول الأزمة الخليجية و حصار قطر، و كان يكرر دعوات الحب و السلام و التآلف بين الشعوب الخليجية. كان مرشدنا نسخة طبق الأصل تقريباً عن كل عماني قابلناه. العماني الذي يرفض الحرب و العداوات و يحب الحب و السلام و التآلف. العماني الذي لن يضرك و سيحزن عندما تضر غيرك. هذا هو العماني الحقيقي، الذي يرى حياده قوة و سلامه نعمة، و يأبى بأن تُملى عليه الشروط و الطلبات. هذا هو العماني الذي يشعر بألم غيره عندما يتكلم عن حرب اليمن، و لا يتمنى سوى انتهاء معاناة اليمنيين في أقرب وقت.
رجعت إلى الدوحة حاملة الحب و التعاطف بدل حقائب السفر التي سافرت بها. و الحمدلله بأن التعاطف مع قطر ليس مجرماً في عمان.
رجعت من عمان و أنا أفكر بالقطري الذي سافر مع زوجته البحرينية إلى مسقط و بقي فيها منتظراً زوجته التي سافرت إلى البحرين لتقابل أهلها. رجعت و أنا أفكر بمدير الفندق العماني و هو يذكر بحب و حنين المناهج القطرية التي درس على يديها. رجعت و أنا أردد ما سمعته على لسان أصدقائي العمانيين:
الله يؤلف القلوب! الله يحفظ الخليج و أهله!





جواهر بنت محمد آل ثاني

تعلّموا من قطر

التاريخ لا ينسى، ولهذا يعيد تكرار نفسه. ولن ينسى التاريخ ولا الخليجيون، والقطريون خاصة، حصارهم الذي يكمل أيامه المائة هذا الأسبوع. الحصار زوّد الخليجيين والمقيمين في الخليج بذاكرة لغوية وأدبية وفنية أخرى جديدة.. كيف لا والحصار كان قد بدأ بتصريحات مزيفة منسوبة لسمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية من قبل دول الحصار! والحمد لله أن الأزمة الخليجية بقيت على حالها كحرب إعلامية وسياسية ضد قطر، ولم يتطور الأمر إلى تدخل عسكري، خاصة وقد أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عن نجاح إيقاف أي عمل عسكري ضد قطر!
ولأن التاريخ يسجل كل كلمة ونغمة، مثل «السح الدح امبو» بصوت خالد أحمد الخليفة، فإنني سأحاول جمع أدبيات وتأدبات حصار قطر في مكاني هذا. سأبدأ من قطر التي لم يهاجم أميرها ولا أحد وزرائها أو مستشاريها أو سفرائها حتى اليوم دول الحصار. من قطر التي هنأت الأمير محمد بن سلمان آل سعود بتسلمه ولاية العهد، والشعب السعودي على تأهل منتخبه إلى مونديال كأس العالم في روسيا ٢٠١٨. من قطر التي لا تزال تسمي صحفها اليومية رؤساء دول الحصار بألقابهم في الصفحات الأولى، ولا تسيء لهم بالأخبار الكاذبة والكاريكاتيرات المهينة في الصفحات الأخيرة.
من قطر بدأ الشعب القطري بمقاومة الحصار بـ «تميم المجد»، وقد كان الشعار أكثر من صورة رآها محاصرونا، لم تكن الصورة صورة سمو الأمير فقط، بل صورة كل القطريين، ورمز مقاومتهم في وجه من يهاجمهم، كان شعاراً وشعراً، قالوا فيه: نحن أقوياء ومع قطر وقادتنا قلباً وقالباً.
خرجوا بعد ذلك للعالم ليغنوا «حنا بخير وديرة العز في خير» بكلمات الشاعر فالح العجلان الهاجري. هذه كانت أغانيهم وكلامهم المتأرجح بين دعوات الحب، ووحدة قلوب أهل الخليج وقادته، وتنمية البلد واقتصاده المزدهر. أما الجماعة التي حملت شعارات «يا رب ما يوافق» و»تونا ما بدينا»، فلهم أغانيهم الساقطة، مثل: سفينة الدوحة، وعلم قطر، التي غنتها المجموعة سيئة الذكر. محمد عبده فنان «العرب ما عدا قطر»، ووليد الشامي، ورابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله، وراشد الماجد، وماجد المهندس، جميعهم غنوا سابقاً في حب قطر والقطريين والشيخ تميم بن حمد والشيخ حمد بن خليفة، وجميعها أغانٍ لم يتعد عمرها عشر سنوات! أي قبل أن «يصبروا على قطر عشرين سنة»!
في هذه الأزمة الخليجية، انحط المستوى الإعلامي واللغوي إلى درجة رهيبة، ولم يسلم أحد حتى عُمان والكويت هوجمتا لوقوفهما على الحياد. وما زال هناك متسع في دفاتري ودفاتر التاريخ لأنقل كلمات حمود الشمري بصوت فهد الحجاجي:
شهد التاريخ ما جِرنا
حافظين الدين واركانه
ماخفا هو نفس ظاهرنا
مجدنا نزهى بتيجانه
ما خضعنا ولا تكبّرنا
والفخر هالدار عنوانه



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية



الأحد، 10 سبتمبر 2017

عسى أن تكرهوا شيئاً

بعد أكثر من ثلاثة شهور على حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين، لا تزال الحياة اليومية في قطر تسير على نحو طبيعي، بلا تغييرات سلبية كبيرة أو مهمة. مادياً كانت فروقات ما قبل وبعد الحصار صغيرة، وإن كانت مُلاحظة. أهمها نفاد محلات التسوّق من بعض الأغذية كالألبان والأجبان، ما إن تُعرض في السوق، بسبب منع دول الحصار دخول الغذاء لقطر، وبالتالي زيادة الطلب على المنتِجين القطريين.
عدا ذلك لم يصب حياة القطريين أي طارئ، لم يقمعهم حرس ثوري، ولم يرعبهم جيش تركي، كما أعلن إعلام دول الحصار، عندما زعموا وجود تظاهرات في قطر. أهم وأكبر تغيير حصل للقطريين كان تغييراً معنوياً ونفسياً، فتباينت مواقف القطريين حول دول الحصار وإعلامهم، ونحو مجلس التعاون الخليجي وأحلام الاتحاد وأدبيات وحدة المصير. لم يعد أي شيء كما سبق. القطري الذي كان يجد سابقاً أمانه بجانب أخيه السعودي أو الإماراتي أو البحريني، يجد اليوم نفسه بجانب «أخ» يُمنع عن التعاطف معه! الحصار كان له وقعه الكبير على القطريين معنوياً، فكان التأكيد الجماعي من قبل الأمير والحكومة والمواطن على ضرورة شق القطري طريقه، وإن كان وحده، بعدما أدار الإخوان ظهورهم له.
القطري اليوم يمشي أقوى وأثبت على الأرض، لأنه إن كان سابقاً يشعر بأن عليه ألا يفشل من أجل وطنه، فإحساسه اليوم يُحتم عليه أن ينجح من أجل وطنه، وهذا كان له أثره على الدولة في الإعلان عن افتتاح عدة مشاريع وتطوير أخرى، وتشجيع القطريين على الانخراط في الأعمال الخاصة وفتح المصانع.
التغييرات عديدة في ظل الحصار الجائر ضد قطر، والأسوأ، كما أرى، سيكون في الإضرار بالنسيج الاجتماعي الخليجي، على المدى الطويل.




جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن بن أحمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...