الأحد، 10 سبتمبر 2017

عسى أن تكرهوا شيئاً

بعد أكثر من ثلاثة شهور على حصار قطر من قبل الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين، لا تزال الحياة اليومية في قطر تسير على نحو طبيعي، بلا تغييرات سلبية كبيرة أو مهمة. مادياً كانت فروقات ما قبل وبعد الحصار صغيرة، وإن كانت مُلاحظة. أهمها نفاد محلات التسوّق من بعض الأغذية كالألبان والأجبان، ما إن تُعرض في السوق، بسبب منع دول الحصار دخول الغذاء لقطر، وبالتالي زيادة الطلب على المنتِجين القطريين.
عدا ذلك لم يصب حياة القطريين أي طارئ، لم يقمعهم حرس ثوري، ولم يرعبهم جيش تركي، كما أعلن إعلام دول الحصار، عندما زعموا وجود تظاهرات في قطر. أهم وأكبر تغيير حصل للقطريين كان تغييراً معنوياً ونفسياً، فتباينت مواقف القطريين حول دول الحصار وإعلامهم، ونحو مجلس التعاون الخليجي وأحلام الاتحاد وأدبيات وحدة المصير. لم يعد أي شيء كما سبق. القطري الذي كان يجد سابقاً أمانه بجانب أخيه السعودي أو الإماراتي أو البحريني، يجد اليوم نفسه بجانب «أخ» يُمنع عن التعاطف معه! الحصار كان له وقعه الكبير على القطريين معنوياً، فكان التأكيد الجماعي من قبل الأمير والحكومة والمواطن على ضرورة شق القطري طريقه، وإن كان وحده، بعدما أدار الإخوان ظهورهم له.
القطري اليوم يمشي أقوى وأثبت على الأرض، لأنه إن كان سابقاً يشعر بأن عليه ألا يفشل من أجل وطنه، فإحساسه اليوم يُحتم عليه أن ينجح من أجل وطنه، وهذا كان له أثره على الدولة في الإعلان عن افتتاح عدة مشاريع وتطوير أخرى، وتشجيع القطريين على الانخراط في الأعمال الخاصة وفتح المصانع.
التغييرات عديدة في ظل الحصار الجائر ضد قطر، والأسوأ، كما أرى، سيكون في الإضرار بالنسيج الاجتماعي الخليجي، على المدى الطويل.




جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن بن أحمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...