زرت عُمان لأول مرة عيد الأضحى الماضي، حططنا في مسقط، و بينما أكمل معظم من كان معي في الطائرة رحلته إلى صلالة، توجهت مع عائلتي نحو الجبل الأخضر. وصلنا الفندق ليلاً، ففوتنا المناظر الطبيعية الجميلة، و لكن لم يفتنا الجو المنعش. قضينا ثلاثة أيام في الجبل، لنرجع إلى مسقط و نقضي ثلاثة أيام أخرى بين البحر و الجبل. ستة أيام زرنا فيها بجانب الجبل الأخضر و مسقط، نزوى و بركة الموز و السيق. كانت رحلة علمتني الكثير عن عمان: البلد الطيبة و شعبها الكريم. اعتلى على وجه كل من قابلناه من العمانيين البهجة ما إن عرفوا بأننا من قطر. لم يسبنا أحدهم أو يضرنا أو يرمينا بأوصاف الإرهاب و التخريب. و قد صدف أن سمعت أنا و عائلتي عن أغنية “علم قطر” في رحلتنا من نزوى إلى مسقط، فشاركنا مرشدنا السياحي العماني الحزن و التأثر حول الأزمة الخليجية و حصار قطر، و كان يكرر دعوات الحب و السلام و التآلف بين الشعوب الخليجية. كان مرشدنا نسخة طبق الأصل تقريباً عن كل عماني قابلناه. العماني الذي يرفض الحرب و العداوات و يحب الحب و السلام و التآلف. العماني الذي لن يضرك و سيحزن عندما تضر غيرك. هذا هو العماني الحقيقي، الذي يرى حياده قوة و سلامه نعمة، و يأبى بأن تُملى عليه الشروط و الطلبات. هذا هو العماني الذي يشعر بألم غيره عندما يتكلم عن حرب اليمن، و لا يتمنى سوى انتهاء معاناة اليمنيين في أقرب وقت.
رجعت إلى الدوحة حاملة الحب و التعاطف بدل حقائب السفر التي سافرت بها. و الحمدلله بأن التعاطف مع قطر ليس مجرماً في عمان.
رجعت من عمان و أنا أفكر بالقطري الذي سافر مع زوجته البحرينية إلى مسقط و بقي فيها منتظراً زوجته التي سافرت إلى البحرين لتقابل أهلها. رجعت و أنا أفكر بمدير الفندق العماني و هو يذكر بحب و حنين المناهج القطرية التي درس على يديها. رجعت و أنا أردد ما سمعته على لسان أصدقائي العمانيين:
الله يؤلف القلوب! الله يحفظ الخليج و أهله!
جواهر بنت محمد آل ثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق