الثلاثاء، 19 سبتمبر 2023

هل الطيور حقيقية؟

 

 

 

هل تعرفون أن الطيور ليست حقيقية؟ 

في سبعينيات القرن الماضي، بدأت الحكومات بقيادة الحكومة الأمريكية باستبدال الطيور بدرونات للتجسس و تتبع المواطنين عبر عيون الطيور و السوائل التي تخرج منها و تتساقط "بقصد" على الناس و سياراتهم!

هذه في الواقع، نظرية مؤامرة يصدقها البعض حول العالم! ابتدأت قبل خمسين سنة تقريباً، و من ثم انتشرت مرة أخرى بيد الشاب الأمريكي بيتر مكندو في عام ٢٠١٧، الذي سلط الأضواء عليها كمزحة، سُرعان ما تلقفها الناس! مكندو يعرف بأن الطيور حقيقية، و لكنه أراد لفت الانتباه إلى سرعة انتشار "الأخبار الكاذبة" و مدى تصديق الناس لها! و على الرغم بأن بيتر مكندو قد خرج بعد ذلك ليقول بأن الأمر كله كذبة و أنه لا يصدق فعلاً بأن الطيور ليست حقيقية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الناس الذين يصدقون أن الطيور ليست حقيقية و أن كلامه جزء من المؤامرة الكبرى!

نظريات المؤامرة لها جمهورها الوفي. و هي تعطي أصحابها شعور للانتماء لقضية كبرى (أعظم منهم). و تعطيهم سبب للعيش و الحياة، و قد تجعلهم يشعرون بأنهم أذكى و أفهم من غيرهم الذين لا يرون ما يرونه! و لهذه الأسباب تجذب نظريات المؤامرة الكثير من الناس، خاصة و أنها لا تحتاج إلى أدلة دامغة لإثباتها! لو وُجدت الأدلة بسهولة و يُسر لم تكن لتكون "مؤامرة" لأن أصحابها لم يخفوها بشكل جيد!

و نظريات المؤامرة ليست موضوع غريب على العالم العربي. هناك الكثير من نظريات المؤامرة المنتشرة لدينا و التي لا يزال الكثير من الناس يُصدقها، مثل النظريات التي انتشرت بعد أحداث ١١ سبتمبر في أمريكا، و أن أسامة بن لادن و صدام حسين لا يزالون أحياء حتى اليوم و أن التطعيم ضد الأمراض خُدعة المقصد منها تخفيف أعداد الناس كيلا يتم القضاء على مصادر الأرض و غيرها من النظريات. و لا أنسى الجملة الشهيرة التي يقولها كل حاكم عندما يُهدد حكمه: "هناك مؤامرة تُحاك ضدي!". و كأن الفقر و الفساد و عدم الأمان الذي انتشر في عهده ليست أسباب كافية لإخراجه من منصبه!

رجعت إلى الساحة الدولية هذه الأيام قضية الفضائيين و الأطباق الطائرة (UFOs)، و الكثير من نظريات المؤامرة حاوطت هذه المواضيع من أيام صعود الانسان على سطح القمر في عام ١٩٦٩، و الذي يقول البعض بأنه كذبة و أنه أيضاً من نظريات المؤامرة التي حاكتها الحكومة الأمريكية للفوز على الاتحاد السوفيتي في السباق نحو الفضاء! 

هذه المواضيع بيئة خصبة لنظريات المؤامرة، لأن الانسان العادي لا يملك المعرفة و لا الوصول السهل إلى معلومات هذه المواضيع. و الحل الذي يجعله قادراً على مجابهة الأخبار الكاذبة و المؤمنين بنظريات المؤامرة، هي عبر إعمال العقل و المنطق و البحث عن المعلومات الصحيحة و الموثقة من مصادرها الدقيقة.

لا تعتمدوا على الأحاسيس عندما يأتي الأمر إلى ايمانكم بقضية معينة. لا تسلموا عقولكم لأحد بسهولة. ابحثوا عن المعلومات، و لا تكتفوا بما هو منشور على الواتساب. لا تقرأوا المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي بإيمان. ابحثوا فيما وراء ذلك، في نوايا صاحب المعلومة و ما وراء المعلومة، و حققوا في المعلومة و المصادر المختلفة حتى يقنعكم الجواب!

 

ملاحظة: هذا المقال ليس جزء من مؤامرة كبرى تبعد سعيكم عن نظريات المؤامرة.

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...