الثلاثاء، 12 سبتمبر 2023

عاداتك تساوي نجاحك!

 

أكثر من نصف الأفعال التي يقوم بها الانسان في يومه، لا ارتجالية و لا اعتباطية. هي أفعال يقوم بها لأنه "تعود" القيام بها. يشرب القهوة صباحاً قبل الفطور لأنه اعتاد على هذا الفعل.. يأخذ الطريق نفسه إلى العمل، لأنه ألف هذا الطريق.. يأكل أمام التلفاز لأنه اعتاد ذلك منذ صغره.. روتينه الصباحي و المسائي عبارة عن عادة وراء عادة، سواء أكانت عادة جيدة أم سيئة. و ميزة العادة أن الانسان يقوم بها بلا تفكير، فلا تُجهد العقل. و لذلك مثلاً، يجد الانسان نفسه في طريقه إلى العمل قد وصل إلى مقر عمله لا إرادياً، و إن كان سارحاً أو ناعساً طوال الطريق!

المؤسف، أن ليست كل العادات جيدة أو بلا تأثير كبير، و لذلك على الفرد أن يهتم بنوع العادات التي يفعلها في يومه، فإما أن يحاول إيجاد عادات جديدة مفيدة في يومه، أو أن يحاول استبدال العادات الجيدة بعادات سيئة! و الثانية أصعب من الأولى!

في كتابه (قوة العادة) يتكلم الكاتب شارلز دوهيق، عن كيفية زرع عادات جديدة و مفيدة في حياة الانسان، و يكتب بأن الانسان يستطيع أن يفعل ذلك إذا التزم بالقواعد التالية:

أولاً، أن يخلق الانسان اشارة أو حدث يُحفز فيه هذه العادة.. كأن يربط لبسه لملابس رياضية، بالذهاب إلى النادي الرياضي.

ثانياً، أن يجعل العادة روتين، أي أن يفعلها كل يوم حتى تصبح جزء من يومه و حياته.

ثالثاً، أن يكافئ الفرد نفسه في آخر اليوم أو الاسبوع على استمراره بهذه العادة، مثل أن يقول: سأخرج مع أصدقائي في نهاية الاسبوع لو أكلت صحناً من السلطة يومياً!

رابعاً، أن يكون متعطشاً لهذه العادة الجديدة، أي أن يضع لها هدفاً.. كأن يقول: سأقرأ كل يوم صفحة أو صفحتين من الكتب كي أصبح مثقفاً و مطلعاً على أخبار الحياة و الدنيا. الهدف سيحثه على متابعة العادة.

أما لو أراد الانسان ترك عادة سيئة، فالأمر أصعب قليلاً، فيجب عليه أولاً، أن يفهم سبب قيامه بهذه العادة السيئة، مثل التدخين. يجب عليه أن يعرف لم يدخن؟ هل هو توتر أم ملل أم غير ذلك؟ ثم عليه استبدال هذه العادة، بعادة أخرى تنفعه و تملء الوقت الذي كان يقضيه مدخناً.

من يُسيطر على عاداته، يُسيطر على حياته. الوصول إلى أفضل نسخة يمكن للفرد الوصول لها، يبدأ من تغيير العادات و اختيار العادات التي تناسبه للوصول إلى أهدافه. و النجاح مُدرك لمن يجعل عاداته جزء منه، تخدمه و تخدم مستقبله و من حوله، فيقوم بها بشكل تلقائي. الطبيب الذي جعل من قراءة المقالات الطبية، عادة يومية، سيترقى في عمله أكثر من الطبيب الذي لا يقرأ المجلات الطبية إلا عندما يستلزم الأمر! الشخص الذي يركض كل صباح، سيصل إلى الوزن المثالي الذي يتمناه مستقبلاً! و هكذا! تغيير العادات، جزء من بلوغ النجاح، و عندما تصبح العادات جزء من الانسان سيقوم بها بلا تفكير، و سيصبح تحقيقه لأهدافه في الحياة مسألة وقت ليس إلا!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...