الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

السابع من أكتوبر ٢٠٢٣

 

 

 

 

مَثَلَ هجوم حماس على إسرائيل المحتلة يوم السابع من أكتوبر الماضي، صدمة كبرى لها و للعالم و ضربة قوية لسمعتها التي نشرتها بالبروباغندا الكاذبة حول العالم بشأن قوة "إسرائيل" و مناعتها و أمنها و "قبتها الحديدية"! لربما الوحيدين الذي لم تصبهم الصدمة كانوا الفلسطينيين الشرفاء! الهجوم العسكري الاستراتيجي الذي دبرته حماس بدهاء و ذكاء لن يُمحى من ذاكرة المحتل رغم التدمير و الإبادة الجماعية التي تفعلها إسرائيل المحتلة اليوم على الأرض في غزة.

هذا الهجوم الصادم الذي أرجع إسرائيل المحتلة إلى واقعها المشين و المضطرب، جعل البعض يشبهونه بهجمات ١١ سبتمبر التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية في ٢٠٠١. و الواقعتين لا يتشابهان في بعضهما سوى في كونهما مفاجأة لإسرائيل المغتصبة و الولايات الامريكية المتحدة. الهجوم الذي حصل ضد إسرائيل المغتصبة، كان هجوم منظم من قبل جبهة مقاومة-سواء اختلفنا أو اتفقنا مع توجهات حماس-. الهجوم كان ضد محتل و مجندين و مستوطنين و أراض اُحتلت بالدم و القوة. الهجوم كان ضد سلطة محتلة تجوب الأرض الفلسطينية المحتلة و غير المحتلة فساداً، و تأسر و تقتل من تشاء من الفلسطينيين، لا تفرق في ذلك بين الأطفال أو النساء أو الرجال سواء أكانوا حمساوين أو مسيحين أو مسلمين، المهم أنهم فلسطينيين! الهجوم كان من قبل مقاومة كانت محاصرة و حبيسة سجن كبير منذ أكثر من ١٥ سنة في غزة! الهجوم كان من قبل أفراد، قتلت إسرائيل المحتلة و أسرت  و جرحت معظم أفراد عائلاتهم!

هجمات ١١ سبتمبر كانت من قبل إرهابيين جرحوا و قتلوا و روعوا المدنيين لأسباب سياسية. و طوفان الأقصى كان ضد مستوطنين و محتلين و مُجندين دأبوا طوال العقود الماضية على ترويع و قتل و أسر الفلسطينيين أياً كانت توجهاتهم أو ديانتهم سواء أكانوا بالغين أم أطفال! 

إذاً، فلا شبه بين الواقعتين، و لا شبه أيضاً بين طوفان الأقصى و حرب ١٩٧٣ بين مصر و سوريا و إسرائيل المغتصبة، سوى أن كلاهما وقعا في شهر أكتوبر-أدعو المحتلين أن يسمونه أكتوبر الأسود- و أن كلاهما كان مفاجأة و نجاح من ناحية كسر غطرسة المحتل الإسرائيلي.

إسرائيل المتغطرسة ستحاول الآن الفوز بسمعتها و ثقة مستوطنيها فيها من جديد عن طريق محاولة رد الصاع صاعين للغزاويين، بدل محاولة كشف أخطائها و إصلاحها و هجر فكر التيار اليميني المتطرف الذي يسيطر على حكومتها المحتلة اليوم، و الذي كان سبباً في حصول هذه التداعيات الخطيرة من اليوم الأول.

ستوجه إسرائيل المحتلة كل ترسانتها الأمنية و العسكرية نحو الفلسطينيين سواء أكانوا حمساوين أو غيرهم، سواء أكانوا أطفال أم بالغين و تحاربهم بدل التعلم من أخطائها و أخطاء المحتلين من قبلها في التاريخ. فلا هي تعلمت من أخطاء فرنسا في الجزائر و أفريقيا، و لا هي تعلمت من أخطاء بريطانيا في الهند و مصر و جنوب أفريقيا. لربما على إسرائيل المحتلة تعيين مدرس تاريخ في حكومتها، ليعلمهم بأن الاحتلال لا يدوم، و أن صاحب الأرض راجع لا محالة إلى أرضه، طال الزمان أم قصر.

 

 

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...