الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023

الاعلام المنافق!

  

 

 

 

في هذه الأسابيع الماضية و منذ بداية الهجوم الوحشي الاسرائيلي على غزة، سقطت الكثير من الأقنعة من على وجوه الاعلام الغربي و من بعض المشاهير و المؤثرين ممن يعدون أنفسهم ناشطين في مجال حقوق الانسان.

السي ان ان و البي بي سي كانتا من بين من سقطوا في الاختبار الاعلامي. القناتان اللتان لطالما عدتا أنفسهما من أفضل القنوات الإخبارية التي تعمل على أكبر قدر من الاحترافية في العالم، فشلتا فشل ذريع في نقل حقيقة ما تفعله إسرائيل المحتلة في غزة. منذ السابع من أكتوبر الماضي و السي ان ان و البي بي سي، ينشران الأخبار و القصص الكاذبة مثل قصة قطع حماس لرؤوس الأطفال الإسرائيليين بدون أدلة أو مصدر رغم أن إسرائيل نفسها نفت وجود أدلة حول هذه القصة. و استمرت هاتان القناتين بنشر القصص و الأخبار من المنظور الإسرائيلي الكاذب لتظهران إسرائيل بدور الضحية. و دخل السباق مع هاتين القناتين، MSNBC و واشنطن بوست و النيويورك تايمز و غيرهم، في محاولة اظهار إسرائيل المحتلة كضحية مُعتدى عليها بلا أدنى سبب، مع قيامهم بتهميش الأخبار الخاصة بالفلسطينيين في غزة، و استعمال لغة غامضة عند الحديث عن هجوم إسرائيل المحتلة على غزة. فعندما يتحدثان عن الهجمات على غزة يقولون بأنها قد تكون صواريخ حماس و ليس مؤكداً بأنها صواريخ إسرائيل، و ما إن يسمعون صافرات الإنذار تنطلق في إسرائيل المحتلة حتى يقولون على وجه التأكيد بأن حماس أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل المحتلة قبل أن يروا حتى الصواريخ بأعينهم!

و تستمر هذه القنوات الإعلامية الغربية التي لطالما ادعت الاحترافية و الحياد في نشر قصص من داخل إسرائيل المحتلة، لتري الناس حجم الدمار الذي أصاب إسرائيل في السابع من أكتوبر و تداعيات هذه الأحداث على إسرائيل و الإسرائيليين الذين احتاجوا إلى مقابلة أطباء نفسيين و مختصين في الصدمات العاطفية.

و ماذا عن الفلسطينيين الذين تعدى عدد قتلاهم الأربعة الألاف شهيد منذ السابع من أكتوبر؟ ماذا عن الفلسطينيين الجرحى الذين لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات الطبية بسبب اكتظاظ مستشفياتهم و تفجيرها من قبل إسرائيل الصهيونية! لماذا لا ينقلون أخبارهم؟ أين التقارير التي تتكلم عن حاجتهم إلى الأطباء البشرين و الأطباء النفسين و المختصين في الصدمات العاطفية! لماذا لا ينقلون الإبادة الجماعية و التطهير العرقي الحاصل اليوم في غزة! أين الحياد و الاحترافية التي يتغنون بها؟

و إلى جانب هذه القنوات الإعلامية، يقف بعض المشاهير من الغرب الذين سمعنا أصواتهم تختنق من العبرة و البكاء عندما اجتاحت روسيا أوكرانيا، و اليوم لا نسمع لهم صوتاً أمام كل ما يحدث في غزة و للفلسطينيين. أتُرى يكون المرء ناشطاً في حقوق الانسان،فقط،عندما يتضمن ذلك القتل و الاعتداء على من هم في أوروبا و أمريكا و يحملون جنسياتها؟ أترى هم الوحيدين الذين يستحقون جمع التبرعات لصالحهم و ما عداهم لا يستحق!

الأسابيع الماضية فضحت القنوات الإعلامية الغربية الكبرى و المشاهير الذين يعدون أنفسهم ناشطين في مجال حقوق الانسان.

أتمنى أن يعيد هؤلاء حساباتهم و أن يفهمون بأن المشاهدين و المتابعين لا تنطلي عليهم الألاعيب و الأكاذيب و لا تغريهم العبارات الرنانة و الطنانة! الناس أوعى اليوم، و تصلهم الأخبار و القصص من أرض الواقع مباشرة بلا تحريف أو لف و دوران أو اخراج هوليوودي لا يستطيع العقل الواعي تصديقه! كفى!

 

 

جواهر آل ثاني

صحيفة الشرق

المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...