الخميس، 12 أكتوبر 2017

العنصرية و الكراهية “العصرية”!



في هذا العالم الصغير، تنتشر الكراهية بطرق أسرع من الحب و الألفة، و لا أدري إن كان ذلك له علاقة بطريقة تكويننا التي تسيء الظن قبل أن تحسنه في الآخرين. و يتطور الأمر إلى مراحل جديدة عندما يساعد في نشر الكراهية الإعلام و قيادات أو أصوات ينصت إليها الناس في مكان ما حول العالم! لدينا في دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مثال حي، بعد أن هاجم بشكل مباشر و غير مباشر المكسيكين و المسلمين و النساء و المهاجرين، و تقريباً الجميع ما عدا الرجل الأبيض! و لا أنسى الوسائل الإعلامية الداعمة له مثل قنوات فوكس نيوز!
و من هنا، الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، تجلت الكثير من الكراهية بعد الأزمة الخليجية المفتعلة و حصار قطر، حيث أعلنت دول الحصار من اليوم الأول بأنها لن تمس الشعب القطري بأي شيء، و أن كل ما تفعله موجه لقيادة قطر. و منذ ذلك اليوم، و إعلام دول الحصار و أجهزتهم و كل وسائلهم تهاجم قطر و الشعب القطري، بل و أنهم دفعوا لأشخاص و مراكز خارجية في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية لمهاجمة قطر، سواء أكانت طريقة الدفع مباشرة عبر السفراء أو غير مباشرة في صورة تبرعات مليونية. للأسف في ظل هذا الهجوم ضد قطر، لم يتحدث سوى القلة من دول الحصار عن نبذ الكراهية بين الشعوب، و كيف لهم أن يفعلوا بعدما جُرم التعاطف مع قطر؟ كيف لهم ذلك بعدما أصبح كره القطري وسام وطنية يضعه الجاهل على صدره؟!
لم يتوقف الأمر عند القطري و حسب في الأزمة الخليجية، بل توسعت شبكة الكراهية و شملت الكويتين و العمانين المحايدين، الذين قال لهم البعض من دول الحصار: إما أن تكونوا معنا أو تكونوا ضدنا! ثم، هل نسيتوا فضلنا عليكم؟! و عادوا بعد ذلك يهاجمون العرب المدافعين عن قطر و الشعب القطري، و قالوا عنهم بأنهم مرتزقة دفعت لهم قطر! و كانت كلمتهم المفضلة لهم: ما شأنكم أنتوا؟! أتعجب عندما أقرأ حوار كهذا في تويتر، لأني أرى المهاجم نفسه يتحدث في شؤون مصر و فلسطين و أمريكا و أوروبا حتى يصل إلى المريخ! و لكن تعجبي لا يطول لأني أعرف أنه يتكلم واقفاً على بلاطة كراهية نتنة، و هو يهاجم العرب المقيمين و العاملين في قطر قائلاً: أنتم سبب مشاكل قطر و من يبعدها عن محيطها الخليجي! بكل وقاحة و فجاجة يردد البعض هذه العبارات العنصرية للعرب المدافعين عن قطر!
قطر يا سادة ترفض كل خطابات الكراهية و العنصرية و إن ادعيتم شرعية أسبابها، و كيف لها أن تقبلها و هي من تحارب الإرهاب و تنشر التعليم حول العالم؟! أليس هذا ما تدّعون فعله أيضاً؟



جواهر بنت محمد آل ثاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...