الخميس، 20 يوليو 2017

(أنا) الخليج(ي)

في منطقة الخليج العربي، وخاصة بعد قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أصبحت شعوب الدول الست: قطر والسعودية والكويت وعمان والبحرين والإمارات، أقرب إلى أن تكون شعباً واحداً، جنسيته «خليجية». 
هذه الهوية «الخليجية»، هوية مميزة وبيّنة حتى لدى باقي أفراد وشعوب العالم. فيحدث ألا يُقال عن أحدهم إنه بحريني بل خليجي، أو إن فلاناً من الخليج العربي، بدل قولهم «إنه من عمان. 
بل نسمع من الغرب عن «الستايل الخليجي»، والسيارات الخليجية، وأخلاق الخليج الكريمة، وغيرها مما ارتبط بالخليج أجمع، مثل الفنون الخليجية.
نرى اليوم- للأسف- محاولات إضعاف «الخليجي» بعد حصار قطر في ٥ يونيو ٢٠١٧ من قبل الأشقاء في الخليج، السعودية والإمارات والبحرين. عوائل تفرقت وأصدقاء انقطعت بينهم الطرق.. حرفياً. فإذا كنت قطرياً ولديك ابن عمة سعودي يجب عليك أن تراه خارج السعودية والإمارات والبحرين، لأنه يمنع على القطري الدخول لهذه البلاد، ويمنع على السعودي- من قِبَل السلطات السعودية- دخول قطر. وإذا كنت إماراتياً ولديك صديق قطري عزيز، فأنت ستسمع عنه وعن دولته الكثير من المعلومات المغلوطة، ولن تسمع أبداً الرأي الآخر؛ لأن قنوات قطر والريان والجزيرة وغيرها محجوبة في الإمارات. وإن كنت بحرينياً تزوجت أخواته من قطريين، وانتقلوا إلى قطر، فأنت ممنوع من إظهار التعاطف معهم، وعليك إما تأييد تُهَم الإرهاب القطري أو الصمت، مع أمل ألا يسألك أحد عن رأيك في حصار إخوتك.
النسيج الاجتماعي الخليجي القديم تاريخياً يتفكك بحصار قطر. كل يوم تتعقد الأمور أكثر، وتزداد الإساءات من حولنا، وكأنه لا ترتبط معظم العائلات السعودية بعائلة واحدة أخرى في الخليج على الأقل، وكأنه لا يوجد طالب إماراتي درس سابقاً في الدوحة، وكأنه لا وجود لبحريني يعمل في الكويت، أو عماني يسافر إلى دبي، للاستجمام وزيارة الأقارب.
تحدثت عن جميع أفراد الشعب الخليجي من كويتيين وعمانيين وقطريين وسعوديين وإماراتيين وبحرينيين في هذه المقالة؛ لأن حصار قطر لن يؤثر على قطر وحسب، بل سيلقي بظلاله- للأسف- على الخليج كله. ومن هذه الآثار خروج رؤوس الأموال الخليجية من الخليج إلى خارجه، واستعداء أبناء الخليج بعضهم البعض، خاصة مع حدوث الكثير من المشادات التي لم يسلم منها حتى الكويتي لوساطته، والعماني لحياده!.

وأخيراً، أحزنني أن أسمع من عمانيين دعوتهم لحكومتهم العثور على بدائل، والتجهيز ليوم قد تُحاصر فيه عمان مثل قطر! وهذا ما لا نتمناه لا لعمان ولا أي دولة أخرى في العالم.



جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...