الخميس، 6 يوليو 2017

اتهامات أو همهمات؟

مرّ شهر على حصار قطر من قبل السعودية ومصر والبحرين والإمارات. أيام طويلة هوجمت فيها قطر من قبل جميع أنواع القنوات الفضائية والمنصات الإعلامية والإلكترونية، وفي وحول جميع الملفات التي لا يخطر بعضها على البال!
شهر كامل لم تُخرج فيه الدول المحاصِرة دليلاً واحداً حتى هذه اللحظة بشأن الاتهامات المعلقة من قبلها ضد قطر. وبالتالي تكون هذه التهم أقرب إلى اللغو والكلام المرسل الذي لا يقدم ولا يؤخر، مثل عبارات: صبرنا عليكم عشرين سنة! وطفح الكيل يا قطر! وكفى يا قطر! العبارات التي يستسيغ البعض تكرارها، وكأنها تهمة بحد ذاتها!
ونحن بدورنا نسأل المتهِمين إن كانوا مهتمين حقاً بقطر وحال شعبها: لماذا صبرتم عشرين سنة؟ هل كنتم تجاملوننا وتمثلون أمامنا طوال هذا الوقت؟ لماذا لم نسمع منكم شيئاً طوال هذه المدة حول مدى صبركم وتعبكم منا؟ ما هذا النزق المفاجئ؟ وما سر الكيل الذي طفح مرة واحدة في 5 يونيو الماضي؟ ألم يجتمع زعماء الخليج في الرياض مؤخراً؟ ألم يزر الملك سلمان بن عبد العزيز الدوحة في ديسمبر 2016، في زيارة رأى فيها الجميع عمق الأخوة بينه وبين الأمير تميم بن حمد آل ثاني؟
يقولون: كنا نعطي الدوحة الفرصة تلو الأخرى، ونحن نقول لهم: متى كانت هذه الفرص؟ تستدلون بأزمة سحب السفراء في 2014، ولكن ألا يُفترض الحل بعدما اتفقت الدول وتم إرجاع السفراء؟ ألم يعنِ ذلك أن المياه رجعت إلى مجاريها، وإلا ما كان من تلك الدول إرجاع سفرائها، ومن ثم تبادل زعماء الخليج الزيارات فيما بينهم؟
يقولون: قطر تدعم وتمول الإرهاب. ونقول: إذا كانت قطر تدعم الإرهاب، فأين الإرهاب في وعن قطر؟ ولماذا لا نسمع عن قطريين في القاعدة أو داعش أو أي من الكيانات الإرهابية الأخرى؟ وما هي أدلتكم؟
يقولون: قطر تدعم الإخوان وطموحاتهم. ونقول لهم: قطر لا تتعامل مع الأحزاب الدينية أو غيرها، قطر لا تتعامل سوى مع الحكومات الشرعية في دولها، وإن كان لكم رأي غير ذلك، فأثبتوه!
يقولون: قطر تساند إيران، وهي أقرب لها من دول الخليج العربية. ونقول لهم: قطر ذات علاقة جيدة مع إيران مثلها مثل بقية دول الخليج الأخرى، بل وإن الإمارات مثلاً تربطها علاقة أفضل مع إيران، حيث يفوق التبادل التجاري بينهما مليارات الدولارات!
يرجعون ليقولوا: قطر تزعزع أمن المنطقة. لن نسألهم عن أدلتهم بعد اليوم، فلو كانت هناك أدلة لأظهروها منذ اليوم الأول للحصار، ولكن سنسألهم: ألا يزعزع حصار قطر أمن المنطقة ويجذب الطامعين لها؟
أقول: «يقولون» و»نقول» و»سنقول» لأن كل ما سمعناه وقرأناه منذ 5 يونيو لا يمكن أن يكون اتهاماً. لا يمكن أن يكون سوى كلام مرسل، فالاتهامات تحتاج إلى أدلة كي تكون اتهامات، والكلام لا يحتاج سوى فم ينفخه أو كيبورد ينقله ككلمات، «عن بعد».


جواهر محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...