هل تستطيع أن تعطي صاحبك -كهدية- كعكة ناقصاً منها قطعة أو قطعتين؟ هل تقبل أن يهديك أحد تلك الكعكة؟ سأفرض بأنك رفضت وأجبت بلا، لأنك لو وافقت سيكون ذلك هو سبب فشلك، لأنك قبلت بالفتات، بشيء ناقص وغير كامل.
النجاح أيضاً، لا يمكنه أبداً أن يقبل منك «عمل ناقص» أو كعكة ناقصة القطع، فما هي إذاً الوصفة التي يقبل بها النجاح؟ وما هي مقاديرها؟ كتب عنها الكثير، وجربها الكثير، بطرق أكثر وبمقادير مختلفة ومتنوعة. وهنا سأكتب عن الوصفة التي يُلاحظ «طبخها» من قبل الكثير من عظماء البشرية وأبدعهم عند قراءة سيرهم الذاتية، وسأبدأ بالمقادير:
أولاً: الرغبة الشديدة في النجاح، والمحاولة عن طريق كل السبل الأخلاقية والقانونية.
ثانياً: وهو أحد أهم المقادير وأصعبها، اختيار هدف معين يسعى الشخص لتحقيقه في حياته.
ثالثاً: بعكس ما يعتقده الكثير، هذه الوصفة لا تحتوي على عنصر العبقرية، إلا أنها لو وُجدت لن تضر.
رابعاً: العمل بجد والاجتهاد من أجل النجاح وعدم الاستسلام، وهذه المكونات بالذات تشكل أكثر من %90 من كعكة النجاح!
خامساً: الموهبة مطلوبة في الخلطة، والمقصود هنا هي الموهبة التي اكتسبها الإنسان نتيجة لبيئته والظروف التي وُضع فيها، فميسي لم يكن ليفوز بالحذاء الذهبي وبحب عشاق كرة القدم لو أنه ما لعب كرة القدم منذ سن الخامسة في النادي الذي أداره والده.
سادساً: القدرة على التخيل، تخيل الأهداف والنجاح والوصول، وكيفية تحقيق كل ذلك، بالإضافة إلى التخيل الداخل في تطوير المهارات والقدرات، فقد قال ألبرت أينشتاين: «المنطق يأخذك من أ إلى ب، أما الخيال فيأخذك إلى كل مكان».
وأخيراً، اقتناص الفرص، أو ما يسميه البعض بالحظ.
إذا وفرت هذه المقادير، ستكون قد اجتزت ثلاثة أرباع الطريق إلى النجاح، ولن يكون عليك سوى خلطها مع بعض لتقطع الربع الأخير، وعندها فقط سيُقبل النجاح عليك لأن كعكتك كاملة القطع، صحيحة المقادير. والأمثلة كثيرة لمن جربوا هذه الوصفة، فمن كان ليعتقد بأن موظفاً صغيراً اسمه أحمد ديدات يعمل في شركة أثاث في جنوب إفريقيا سيصبح في يوم ما أحد أشهر دعاة الإسلام لولا عمله وجده؟ ومن كان ليعتقد بأن محاسباً بسيطاً حمل اسم رفيق الحريري سيصبح يوماً رئيس وزراء بلده لولا اقتناصه للفرص؟ إرادة، تخطيط، عمل، خيال وحظ! هذا ما ستحتاجه لو أردت النجاح فيما تحب أو فيما تعمل، وكل ما عدا ذلك من عبقرية وتشجيع وإلهام وموهبة فطرية أو إلهية، يُعد ثانوياً بالنسبة للعناصر الأولى.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة #العرب القطرية.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق