انطوت أيام العيد في الدوحة بسرعة هائلة كصفحات كتاب جديد طوتها رياح الإثارة. من معايدة الأقارب إلى معايدة الأسواق المكتظة، احتفلت كل الجنسيات بعيد الفطر في قطر. وكان نصيب الكعكة الأكبر لسوق واقف الذي وقف فعلياً على قدميه ستة أيام بلياليها ليُسهر الناس، يُمتعهم ويُتعبهم بجلساته الرائقة وأمسياته المُسكرة. ازدحمت مطاعم ومقاهي ومعارض ومحلات السوق بالمواطنين والسياح على حد سواء.
فالكل أتى للاحتفال بهذا العيد الذي يختم شهر رمضان المبارك ألذ ختام وبأطيب سلام.
وبين احتفالات واقف يصعب على المرء تجاهل ذاك المسرح الكبير الذي أخذ محله بالقرب من مواقف السوق. نفس المسرح الذي استضاف فناني العرب ومحبيهم من جميع الدول العربية عاما بعد عام.
في هذا العيد، استقبل هذا المسرح ثمانية عشر فنانا عربيا في ست ليال من ليالي الأنس الشرقية، والكثير الكثير من عاشقي الألحان الصافية والكلمات العذبة، والذين أتوا رغم زحمة السير واحتقان جو الدوحة.
كانت هنالك تحسينات كثيرة من قبل الرعاة هذا العيد، حيث تم تقريب المسافة بين المسرح والمدرج الجماهيري وتم تغيير مكان المسرح وأبعاده عن مسجد آل أحمد الذي كان قبل مدة ملاصق له، وهذه خطوة يُشكرون عليها وتحمل محل تقدير في قلوبنا لاسيَّما وأن هذه كانت ملاحظتنا الأهم وانتقادنا الأكبر للمهرجانات المقامة في سواق واقف.
ولا ننسى التنظيم والترتيب الجيدين اللذين جاهد من أجله العاملون على المهرجان ولخويا مناصفة في مشاركة عظيمة لكي يُخرجوا إلى الملأ مهرجانا فنيا حضاريا يليق بدولتنا وبمرتادي السوق.
من نعم الله علينا قدرتنا على الاحتفال بالفن الراقي وعملنا على توطين ثقافة الحس الفني وتذوقه. ففي كل ركن في واقف ستتذوق الجمال سواء أكان من المقاهي المتراصة بجانب بعضها كمن يطلب دفء الجوار، أم كان من ابتسامات البائعين وأصحاب المحلات الواقفين بجانب أقرانهم يلقون النكات وينتظرون خدمة أي زبون بشيء من فارغ الصبر.
ومن معارض اللوحات الفنية الهادئة إلى متاجر بيع الحيوانات الضاجة بالحياة، يبقى المرء في حيرة لذيذة بخصوص هذا المكان الذي يحوي كل شيء ويعطي كل شيء بلا مقابل، سوى استمتاعك بوقتك!
من المحيط إلى الخليج، رأينا كل الألوان وحَمَلَة كل الأعلام في سوق واقف الذي يمثلنا ببساطته، بتراثه العبق، برائحته التاريخية وكرمه الذي يجوده علينا في كل مناسبة.
هو يقف على قدميه على أساس الجمال الذي يقتات منه قوته اليومي، فلنبقه على هذا الحال ولنعطه جرعات الحياة بلا كلل.
جواهر بنت محمد
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.
رابـــــط المـــقـــــال
فالكل أتى للاحتفال بهذا العيد الذي يختم شهر رمضان المبارك ألذ ختام وبأطيب سلام.
وبين احتفالات واقف يصعب على المرء تجاهل ذاك المسرح الكبير الذي أخذ محله بالقرب من مواقف السوق. نفس المسرح الذي استضاف فناني العرب ومحبيهم من جميع الدول العربية عاما بعد عام.
في هذا العيد، استقبل هذا المسرح ثمانية عشر فنانا عربيا في ست ليال من ليالي الأنس الشرقية، والكثير الكثير من عاشقي الألحان الصافية والكلمات العذبة، والذين أتوا رغم زحمة السير واحتقان جو الدوحة.
كانت هنالك تحسينات كثيرة من قبل الرعاة هذا العيد، حيث تم تقريب المسافة بين المسرح والمدرج الجماهيري وتم تغيير مكان المسرح وأبعاده عن مسجد آل أحمد الذي كان قبل مدة ملاصق له، وهذه خطوة يُشكرون عليها وتحمل محل تقدير في قلوبنا لاسيَّما وأن هذه كانت ملاحظتنا الأهم وانتقادنا الأكبر للمهرجانات المقامة في سواق واقف.
ولا ننسى التنظيم والترتيب الجيدين اللذين جاهد من أجله العاملون على المهرجان ولخويا مناصفة في مشاركة عظيمة لكي يُخرجوا إلى الملأ مهرجانا فنيا حضاريا يليق بدولتنا وبمرتادي السوق.
من نعم الله علينا قدرتنا على الاحتفال بالفن الراقي وعملنا على توطين ثقافة الحس الفني وتذوقه. ففي كل ركن في واقف ستتذوق الجمال سواء أكان من المقاهي المتراصة بجانب بعضها كمن يطلب دفء الجوار، أم كان من ابتسامات البائعين وأصحاب المحلات الواقفين بجانب أقرانهم يلقون النكات وينتظرون خدمة أي زبون بشيء من فارغ الصبر.
ومن معارض اللوحات الفنية الهادئة إلى متاجر بيع الحيوانات الضاجة بالحياة، يبقى المرء في حيرة لذيذة بخصوص هذا المكان الذي يحوي كل شيء ويعطي كل شيء بلا مقابل، سوى استمتاعك بوقتك!
من المحيط إلى الخليج، رأينا كل الألوان وحَمَلَة كل الأعلام في سوق واقف الذي يمثلنا ببساطته، بتراثه العبق، برائحته التاريخية وكرمه الذي يجوده علينا في كل مناسبة.
هو يقف على قدميه على أساس الجمال الذي يقتات منه قوته اليومي، فلنبقه على هذا الحال ولنعطه جرعات الحياة بلا كلل.
جواهر بنت محمد
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.
رابـــــط المـــقـــــال
بالتوفيق في النشر في الصحف، منها للأعلى بإذن الله، وأكيد فرحة أول مقال ليس لها وصف.
ردحذف