الاثنين، 19 ديسمبر 2011

كل عام وقطر كما هي

الله لا يغير علينا! دعاء لن أتورع عن تلفظه في كل سنة، وخاصة في يومنا الوطني! لا أريد لحال هذا البلد أن يتغير، فنحن متقدمون ونحاول التقدم في كل مجال ممكن ونحو كل خطوة قريبة، ولا أريد لهذا الحراك النشط الذي نشهده أن يتوقف!
مع كل يوم وطني نتذكر إنجازات هذا البلد العظيم الذي لا يعطي أبناءه فقط، بل يتعدى ذلك ليعطي أبناء الدول المجاورة أيضاً. مع كل عام نمسح دموع الفرح ونقبل تراب هذا الوطن الذي وإن لم يهدنا شيئا يبقى أغلى ما نملك. مع كل عام، قُبيل وبُعيد كل عيد وطني نسبقه باحتفالات ونتبعه باحتفالات، فنملأ الشوارع بعلمنا العزيز رغم فيضان قلوبنا باللونين الأبيض والعنابي رغم عيش هذا العلم في داخلنا.
لن يفهم أي شخص مقدار الحب الذي يكنه القطري لأمه قطر، ولا لأب الجميع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، لن يفهموا أننا ننتظر الفرصة لنجعل هذا الوطن يفخر بنا وبأننا عندما نحتفل به، نحتفل خجلاً من تقصيرنا له في بقية العام. وهي أبداً لا تقصر في حقنا، هي التي لن تتركنا أبداً.
قال جون كينيدي: «لا تسأل عما يمكن أن تفعله لك بلدك بل عما تقدر أنت أن تفعله لها». هذه المقولة كانت موجهة للشعب الأميركي الذي وصل إلى القمر بعدها؛ لأنه اقتنع فعلاً بكلماتها وطبقها. هم يسألون عما يمكن أن يقدموه لأميركا ونحن نسأل ماذا تقدر قطر على تقديمه لنا! في ذكرى يومنا الوطني سننشر نفس الرسالة، لأن ما قدمته لنا قطر كثير، وعام ٢٠١١ كان المؤكد على ذلك ولم يترك للمشككين مجالا.
كل عام وقطر كما هي، وكل عام ونحن نطير من حقل إلى حقل ونصبح على بساتين خلقناها من صحراء، بقوة عقولنا وبتأثير سواعدنا. نحن أُعطينا هذه الأرض لأننا نستحقها ولم ولن نخيب ظنها في يومها ويومنا الوطني.
كل عام وقطر كما هي!




جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...