الأحد، 20 نوفمبر 2011

الشعب يريد اسقاط النظام!

منذ بداية هذه السنة وبالتحديد منذ بداية الثورات العربية، خرجت شعارات مثل «ارحل» و «الشعب يريد إسقاط النظام»، وكان للأخير انتشار أوسع، حيث بدأ الكثير -حتى من خارج البلدان الثورية- باستخدامها وبتغيير الكلمة الأخير منها، فقال بعض المتزوجين مثلا: الشعب يريد إسقاط الزوجة! وقالت بعض المتزوجات: الشعب يريد إسقاط الرجال! وهكذا. أما الهتاف الأصلي ألا وهو «الشعب يريد إسقاط النظام» فيظل الأكثر تداولا والأكثر قولا، ومع ذلك فأكثرية الناس تجهل معناه الحقيقي. ففي مصر هتفوا بالشعب يريد إسقاط النظام، وأكثر من %٧٠ ممن هتفوا في ميدان التحرير وغيره كانوا يظنون أن محمد حسني مبارك هو وحده «النظام»، وعندما احتفلوا لأيام بعد تنحيه وتركوا الاعتصامات والمظاهرات لأسابيع، كان لهم أن يرجعوا بعد أن وعوا أنهم لم يضربوا سوى رأس النظام، فقط وأن باقي أجزاء الجسد-النظام موجودة وإن كانت متوعكة من ضربة الرأس! وها هي مصر تعاني من الثورة والثورة المضادة التي يقودها فلول حسني ومستفيدوه.
وفي تونس -وقد صدق مبارك عندما قال إن تونس ليست مصر- هرب بن علي واللصوص الكبار، ولم يبق إلا بعض من بقايا النظام الذين حاولوا إعادة تشكيل أنفسهم ودخول اللعبة من جديد، ولكن فشلت أغلبيتهم وبقي النظام ضعيفا وقابل للتغيير. وها هي تونس تنتخب بكل ديمقراطية وأريحية من جديد.
وأخيرا، وآمل ألا تكون في ذلك أخيرة، هي ليبيا التي كانت بها عائلة القذافي فعلا نظاماً لليبيا! حيث عنى إسقاط هذه العائلة -التي تمتلك كل شيء وتستفيد من كل شيء على الأراضي الليبية- إسقاط النظام. ولربما كانت الثورة الليبية أسهل الثورات من هذه الناحية وأصعبها بعد الثورة السورية على الأرض.
الشعب يريد إسقاط النظام، أصعب هتاف على الحكام وأكثر هتاف يتوق إليه الناس الذين حرموا من حقوقهم. طوبى للشعوب الذين قتلوا أنظمتهم الظالمة وهنيئا لمن كان من أجل ذلك يسعى!



جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

هناك تعليق واحد:

  1. سلمت يداك على هذا الموضوع الرائع

    بالتوفيق ان شاء الله..,

    ردحذف

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...