انتهت مع موت ستيف جوبز في الخامس من أكتوبر ٢٠١١ حقبة كاملة. رحل جوبز بعد أن وضع في أيدي كل منا الضروريات والكماليات التي نطمح لها، بعضها لا نستغني عنها وبعضها لا نستمتع إلا بها. رحل بعد أن قضم تفاحة في بيت كل شخص وشرب الشاي معنا وشاهد الأفلام على أرائكنا. انتقل إلى حياة أخرى بعد أن غير في حيواتنا وشكل في أشخاصنا. لم يكفه التربع على عرش واحد فقط، لا، فذلك لا يناسب رجلا يملك رؤية رباعية الأبعاد، فكانت رؤيته التي لامست الحواسب فأنتجت لنا الماك بوك بأنظمته الرائعة وكان إبداعه الذي تَمَلك عوالم الترفيه بثورة الآي بود والآي تونز الذي يتيح لنا الوصول لمكتبة ضخمة ترفيهية وتعليمية من الكتب، المسلسلات، الأفلام والموسيقا. لم يكفه ذلك، فحاضر الهواتف النقالة مازال مملاً ويدعو بكل إيمانه غيثاً يشبع ظمأه؛ حمل ستيف هذا الدعاء في قلبه وأخرج لنا الآي فون لينافس كل هاتف نقال خرج وسيخرج! ومن عالم الهواتف النقالة إلى امتلاك نصف أسهم بيكسار، الشركة التي أنتجت لنا روائع الرسوم المتحركة ثم أخيراً وللأسف ختاماً، الآي باد، اللوح الذي جعله ملازماً لنا مع نهاية رحلته اللطيفة. فكم طريقاً سهله علينا؟ وكم عالماً اختصره في جهاز؟ أجوبة متشابهة وامتنان واحد، لرجل لا تهم جنسية أبيه أو جنسيته ولا يهم دينه أو دين أمه، كل ما يهم هو إنسانيته وما حاول تقديمه لنا.
يجوز أن تكون كلماتي رثاء، فكل مبدع يستحق التصفيق عند نهاية السباق ويجوز أن تكون حروفي مفراً من واقع رحيل رجل صعب المهمة على من سيأتي بعده.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.
رابط المقال
يجوز أن تكون كلماتي رثاء، فكل مبدع يستحق التصفيق عند نهاية السباق ويجوز أن تكون حروفي مفراً من واقع رحيل رجل صعب المهمة على من سيأتي بعده.
جواهر بنت محمد آل ثاني.
مقال نُشر في صحيفة العرب القطرية.
رابط المقال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق