الخميس، 22 يونيو 2017

ماذا يريدون من قطر؟

منذ بداية الأزمة الخليجية التي بدأت بعد هجمات التصريحات المفبركة المنسوبة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وجميع الصحف اليومية والقنوات الإعلامية في السعودية والبحرين والإمارات تهاجم قطر. تنوعت التهم الموجهة إلى قطر، ومنها لا كلها -حيث تظهر تهمة جديدة يومياً- أنها تدعم الإرهاب والإخوان المسلمين وحماس والحوثيين، وتساند إيران، وتزعزع الأمن في دول الخليج، وتمول المتطرفين، وحاولت اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وغيرها الكثير من التهم المضحكة المبكية.
في الوقت نفسه الذي امتلأت فيه الصحف اليومية والوسائل الإعلامية بالهجمات المتتالية على قطر وقيادتها، لم تقابل قطر الإساءة بالإساءة، بل على العكس كانت توجيهات الحكومة في قطر بعدم الإساءة لأي دولة من دول الخليج، واحترام قياداتها مع حفظ حرية وحق كل مواطن في التعبير عن رأيه.
في قطر نحفظ الأخوة والعهد بين أبناء الخليج الواحد، والذي بدأ قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بكثير. ولذلك يتحتم علينا السؤال: ماذا يريدون من قطر؟ أين هي المطالب التي تحولت إلى قائمة شكاوى؟ وإذا كان حل الأزمة خليجياً كما يُزعم، فلماذا نرى الجبير خارج الخليج العربي؟ لماذا نرى مجموعة وزراء خارجية البحرين والسعودية والإمارات يتحدثون مع الجميع ما عدا قطر؟ أين الحوار الخليجي المطلوب للخروج من هذه الأزمة؟ حتى هذه اللحظة لم ترفض قطر التعاون، وأصرت على الحوار كحل استراتيجي للخروج من الأزمة، ولكن بلا رد من الطرف الآخر! ما زالوا يصرون على أنهم مقاطعون لقطر لا محاصرين لها.. ولكن أتكون المقاطعة تعنتاً وعدم محاولة الطرف الآخر حل المشكلة؟ أتكون "مقاطعة" فقط، عندما يصرح الجبير بأن السعودية مستعدة لتقديم مساعدات غذائية وطبية لقطر عبر مركز الملك سلمان للإغاثة؟ أتكون "مقاطعة" فقط، عندما يتم التأثير على الاقتصاد القطري في النواحي المختلفة كالشحن والسفر والاستثمار والغذاء والعملة؟ أليس أول من سيتأثر بكل ذلك هو الشعب القطري ابن الخليج العربي؟!!
لن يخرج أحد من هذه الأزمة منتصراً، فالثقة تصعب عودتها ما إن تتبخر، ولذلك كلما طالت هذه الأزمة، زادت أرباح أعداء الخليج العربي، وهذا ما لا نريده في قطر.


جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...