في خلال أسبوع، بان الكثير. بداية من التصريحات المفبركة المنسوبة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحجب الصحف القطرية في السعودية والإمارات ومصر، وحتى الهجمات المتتالية ضد قطر من بعض الصحف والقنوات الإعلامية.
الهجوم ضد قطر ليس بجديد، ولن تُوجد دولة أو إنسان ما على هذه الأرض سيُعجب الجميع ويلقى استحسانهم، ولكن الجديد بدايةً، كان في إصرار البعض على اتخاذ موقف معادٍ ومستنكر ضد قطر بسبب تصريحات مفبركة، دلائل زيفها موجودة على أرض الواقع لمن أراد البحث عنها.
الجديد في تداول هذه التصريحات المزيفة، من قبل قنوات إعلامية وصحف ومثقفين وكُتاب، وكأنها حقيقة مثبتة، رغماً عن أنف الجميع! هذه السقطات الإعلامية «الحرة» مستمرة حتى الآن من قبل كُتاب وإعلاميين و»مثقفين» مؤمنين بمقولة فولتير: «إني أختلف معك في كل كلمة تقولها، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول ما تريد».
كل هذا يبعث على التساؤل والتعجب، خاصة بعد قراءة بعض ردود هؤلاء المدافعة عن آرائهم، وقد قال بعضهم إن التصريحات، وإن كانت مفبركة، فإنها تكشف عن نوايا قطر الحقيقية! وإن قطر موالية لإيران والإخوان، وأقرب إليهم من دول الخليج العربي! وغيرها من التعليقات المؤذية للعين والقلب والحقيقة!
قبل التصريحات المفبركة كانت قمم الرياض التي شاركت فيها قطر بكل روح التعاون والأخوة، وقبلها وبعدها كانت تصريحات «حقيقية» لوزيري الخارجية والدفاع القطريين بخصوص علاقتنا مع إخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن هل من رشيد؟
الأكيد بأننا كقطريين شُغلنا -بسبب حبنا لوطننا- بالهجوم الواقع ضد قطر في الأسابيع الأخيرة، على أنني أراه نعمة لا نقمة، وأن الدروس المستفادة هنا كثيرة، ومنها -لا كلها- أن على الإنسان التمسّك بعقله مثل تمسّكه بدينه، فلا كل القنوات الإعلامية حية الضمير طوال الوقت، ولا كل الكُتاب والمثقفين أمينون وواسعو الآفاق كل الوقت! كما يجب علينا التركيز على الأمور المهمة كتنمية دولنا العربية، والعمل على تقدمها في جميع المجالات، وترك المهاترات غير اللازمة. وأتذكر هنا كلام ميشيل أوباما لبناتها في المؤتمر الديمقراطي الأخير عندما قالت: “we insist that the hateful language they hear from public figures on TV does not represent the true spirit of this country. How we explain that when someone is cruel or acts like a bully, you don’t stoop to their level. No, our motto is, when they go low, we go high.”
«نؤكد على أن لغة الكراهية المسموعة على التلفاز لا تمثل الروح الحقيقية لهذا البلد. وكيف بأننا عندما نقابل شخصاً قاسياً أو متنمراً فإننا لا ننزل إلى مستواه. لا، فشعارنا هو عندما ينحدر الآخرون، نحن نرتقي».
يجب علينا الحفاظ على هذه المبادئ في عالمنا العربي، وخاصة في قطر الشامخة، رغم عدم وجود وزارة إعلام في الدولة. مبادئنا وقيمنا لم تتغير منذ القدم، وقد أكد عليها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي في خطاب تسلّمه للحكم، والذي قال فيه: «لا حاجة للتأكيد أن قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية، فمن المعروف عن قيادة قطر أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية، فضلاً عن العقود والمعاهدات، ولكن هنالك ما هو أعمق من هذا كله، نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، لا نعيش على هامش الحياة، ولا نمضي تائهين بلا وجهة، ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيهاً.. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا».
هذه قطر، لا قطر إيران ولا قطر إخوان. قطر وحسب.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
الهجوم ضد قطر ليس بجديد، ولن تُوجد دولة أو إنسان ما على هذه الأرض سيُعجب الجميع ويلقى استحسانهم، ولكن الجديد بدايةً، كان في إصرار البعض على اتخاذ موقف معادٍ ومستنكر ضد قطر بسبب تصريحات مفبركة، دلائل زيفها موجودة على أرض الواقع لمن أراد البحث عنها.
الجديد في تداول هذه التصريحات المزيفة، من قبل قنوات إعلامية وصحف ومثقفين وكُتاب، وكأنها حقيقة مثبتة، رغماً عن أنف الجميع! هذه السقطات الإعلامية «الحرة» مستمرة حتى الآن من قبل كُتاب وإعلاميين و»مثقفين» مؤمنين بمقولة فولتير: «إني أختلف معك في كل كلمة تقولها، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول ما تريد».
كل هذا يبعث على التساؤل والتعجب، خاصة بعد قراءة بعض ردود هؤلاء المدافعة عن آرائهم، وقد قال بعضهم إن التصريحات، وإن كانت مفبركة، فإنها تكشف عن نوايا قطر الحقيقية! وإن قطر موالية لإيران والإخوان، وأقرب إليهم من دول الخليج العربي! وغيرها من التعليقات المؤذية للعين والقلب والحقيقة!
قبل التصريحات المفبركة كانت قمم الرياض التي شاركت فيها قطر بكل روح التعاون والأخوة، وقبلها وبعدها كانت تصريحات «حقيقية» لوزيري الخارجية والدفاع القطريين بخصوص علاقتنا مع إخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن هل من رشيد؟
الأكيد بأننا كقطريين شُغلنا -بسبب حبنا لوطننا- بالهجوم الواقع ضد قطر في الأسابيع الأخيرة، على أنني أراه نعمة لا نقمة، وأن الدروس المستفادة هنا كثيرة، ومنها -لا كلها- أن على الإنسان التمسّك بعقله مثل تمسّكه بدينه، فلا كل القنوات الإعلامية حية الضمير طوال الوقت، ولا كل الكُتاب والمثقفين أمينون وواسعو الآفاق كل الوقت! كما يجب علينا التركيز على الأمور المهمة كتنمية دولنا العربية، والعمل على تقدمها في جميع المجالات، وترك المهاترات غير اللازمة. وأتذكر هنا كلام ميشيل أوباما لبناتها في المؤتمر الديمقراطي الأخير عندما قالت: “we insist that the hateful language they hear from public figures on TV does not represent the true spirit of this country. How we explain that when someone is cruel or acts like a bully, you don’t stoop to their level. No, our motto is, when they go low, we go high.”
«نؤكد على أن لغة الكراهية المسموعة على التلفاز لا تمثل الروح الحقيقية لهذا البلد. وكيف بأننا عندما نقابل شخصاً قاسياً أو متنمراً فإننا لا ننزل إلى مستواه. لا، فشعارنا هو عندما ينحدر الآخرون، نحن نرتقي».
يجب علينا الحفاظ على هذه المبادئ في عالمنا العربي، وخاصة في قطر الشامخة، رغم عدم وجود وزارة إعلام في الدولة. مبادئنا وقيمنا لم تتغير منذ القدم، وقد أكد عليها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي في خطاب تسلّمه للحكم، والذي قال فيه: «لا حاجة للتأكيد أن قطر تحترم التزاماتها الإقليمية والدولية، فمن المعروف عن قيادة قطر أنها تلتزم حتى بوعودها الشفوية، فضلاً عن العقود والمعاهدات، ولكن هنالك ما هو أعمق من هذا كله، نحن قوم نلتزم بمبادئنا وقيمنا، لا نعيش على هامش الحياة، ولا نمضي تائهين بلا وجهة، ولا تابعين لأحد ننتظر منه توجيهاً.. لقد أصبح نمط السلوك المستقل هذا من المسلمات في قطر وعند من يتعامل معنا».
هذه قطر، لا قطر إيران ولا قطر إخوان. قطر وحسب.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق