لم يكن مقالي الأخير يوم الخميس الماضي بعنوان «زاوية للدعاية والإعلان» إلا دعاية لمقالي هذا، والذي سأفتتحه بسؤال: كيف يمكنك أن تعلن أو تقوم بعمل دعاية جذابة لنفسك بالمجان؟
يجب أن أوضح أمرين قبل أن يأخذني الكلام. أولاً، أنا أقصد الدعاية الجيدة لا السيئة في مخبرها أو الكاذبة في مظهرها. ثانياً، سيستفيد المعنيون بالدعاية والإعلان من الأفراد والشركات من حديثي، وغيرهم كذلك، لأنها فرصة كي يعرفوا ويميزوا الأشياء التي يرونها وما وراءها.
طريقتان من الطرق غير المألوفة يمكن للفرد أو الشركة أو المؤسسة أن يصلوا عبرها إلى دعاية جذابة مجانية، أتركها هنا لكم:
الطريقة الأولى هي أن تبدأ حملة، فإن كنت ناشطاً مهتماً بحقوق الإنسان مثلاً أو الحقوق الاجتماعية أو الاقتصادية، وترغب أن توصل صوتك أو اهتمامك إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص أو لجهة معينة، ابدأ حملة في موضوع يهمك في أي مكان سواء أكان على مواقع التواصل الاجتماعي أو المعارض أو المسارح أو المؤتمرات. وما أكثر الأمثلة على الأشخاص الذين عُرفوا من حملات قاموا بها. وأفضل دعاية لأي مؤسسة أو شركة برأيي هي الحملات التي تقوم بها أو ترعاها سواء أكانت خيرية أم اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها. آخر الحملات التي شدت انتباهي ترعاها وكالة سيارات كيا لوكيلها الجبر في المملكة العربية السعودية، والتي تنشر ثقافة قيادة السيارات بذوق وأخلاق في حملتها على تويتر #نسوق بذوق. هذه هي أكثر أنواع الدعايات «ذوقاً»!
الطريقة الثانية تكون عبر التفاعل مع الآخرين، ولا أقصد برد شركة ما على استفسارات الناس حول منتجها، لأن هذه من واجبات الشركة الناجحة التي تصبح بتركها فاشلة، لكني أقصد التفاعل غير التقليدي مثل ما حدث مع عبد الله السبيل الذي غرد معلقاً حول انتشار فروع مركز رياضي معين في وقت قصير في كل مكان، وأن المركز الرياضي هذا «لو يتحمس شوي فتح في حوشهم». غرد حساب المركز الرياضي مداعباً وطالب المغرد بإمداده بموقع البيت ومساحته لكي يفتح فرعاً في الحوش. توالت بعد ذلك تغريدات شركات اتصالات وطيران ووزارات سعودية مطالبة بإعطاء عبدالله لهم مساحة في حوشه، حتى انتشر هاشتاق #حوش عبدالله السبيل، وازداد عدد متابعيه إلى أكثر من 15 ألف متابع في يوم واحد. هذا درس عن الدعاية والإعلان من المركز الرياضي وعبدالله السبيل!
قبل ذلك كانت قد انتشرت دعاية لطيفة أخرى، على تويتر أيضاً، بدأت بإعلان برغر ١٩٥٥ لملك المطاعم السريعة ماكدونالدز. حوت التغريدة رسمة قديمة لصورة المطعم وامرأة من ذاك الوقت تمسك برغر، فردت شركة كوكاكولا من حسابها بأن البرغر سيكون ألذ مع الكوك، كما في الأيام الخوالي، واشتركت شركة فورد وحتى سوني في الردود حتى عُدلت الصورة في النهاية لواحدة تجمعهم كلهم على تويتر! بعيداً عن حقيقة هذه التغريدات سواء أكانت بناء على اتفاق مسبق أم لا، الدعاية الناجحة هي الدعاية التي تحمل قصة!
هذه دعاية القرن الواحد والعشرين غير المكلفة، فهل سينتج عن ذلك اندثار وانقراض الصحف والمجلات الإلكترونية -أو الورقية على الأقل- التي تعتمد على الإعلانات، بعد إيجاد بدائل أرخص وأقوى جماهيرية نوعاً ما؟ أترك السؤال لك عزيزي القارئ.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
يجب أن أوضح أمرين قبل أن يأخذني الكلام. أولاً، أنا أقصد الدعاية الجيدة لا السيئة في مخبرها أو الكاذبة في مظهرها. ثانياً، سيستفيد المعنيون بالدعاية والإعلان من الأفراد والشركات من حديثي، وغيرهم كذلك، لأنها فرصة كي يعرفوا ويميزوا الأشياء التي يرونها وما وراءها.
طريقتان من الطرق غير المألوفة يمكن للفرد أو الشركة أو المؤسسة أن يصلوا عبرها إلى دعاية جذابة مجانية، أتركها هنا لكم:
الطريقة الأولى هي أن تبدأ حملة، فإن كنت ناشطاً مهتماً بحقوق الإنسان مثلاً أو الحقوق الاجتماعية أو الاقتصادية، وترغب أن توصل صوتك أو اهتمامك إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص أو لجهة معينة، ابدأ حملة في موضوع يهمك في أي مكان سواء أكان على مواقع التواصل الاجتماعي أو المعارض أو المسارح أو المؤتمرات. وما أكثر الأمثلة على الأشخاص الذين عُرفوا من حملات قاموا بها. وأفضل دعاية لأي مؤسسة أو شركة برأيي هي الحملات التي تقوم بها أو ترعاها سواء أكانت خيرية أم اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها. آخر الحملات التي شدت انتباهي ترعاها وكالة سيارات كيا لوكيلها الجبر في المملكة العربية السعودية، والتي تنشر ثقافة قيادة السيارات بذوق وأخلاق في حملتها على تويتر #نسوق بذوق. هذه هي أكثر أنواع الدعايات «ذوقاً»!
الطريقة الثانية تكون عبر التفاعل مع الآخرين، ولا أقصد برد شركة ما على استفسارات الناس حول منتجها، لأن هذه من واجبات الشركة الناجحة التي تصبح بتركها فاشلة، لكني أقصد التفاعل غير التقليدي مثل ما حدث مع عبد الله السبيل الذي غرد معلقاً حول انتشار فروع مركز رياضي معين في وقت قصير في كل مكان، وأن المركز الرياضي هذا «لو يتحمس شوي فتح في حوشهم». غرد حساب المركز الرياضي مداعباً وطالب المغرد بإمداده بموقع البيت ومساحته لكي يفتح فرعاً في الحوش. توالت بعد ذلك تغريدات شركات اتصالات وطيران ووزارات سعودية مطالبة بإعطاء عبدالله لهم مساحة في حوشه، حتى انتشر هاشتاق #حوش عبدالله السبيل، وازداد عدد متابعيه إلى أكثر من 15 ألف متابع في يوم واحد. هذا درس عن الدعاية والإعلان من المركز الرياضي وعبدالله السبيل!
قبل ذلك كانت قد انتشرت دعاية لطيفة أخرى، على تويتر أيضاً، بدأت بإعلان برغر ١٩٥٥ لملك المطاعم السريعة ماكدونالدز. حوت التغريدة رسمة قديمة لصورة المطعم وامرأة من ذاك الوقت تمسك برغر، فردت شركة كوكاكولا من حسابها بأن البرغر سيكون ألذ مع الكوك، كما في الأيام الخوالي، واشتركت شركة فورد وحتى سوني في الردود حتى عُدلت الصورة في النهاية لواحدة تجمعهم كلهم على تويتر! بعيداً عن حقيقة هذه التغريدات سواء أكانت بناء على اتفاق مسبق أم لا، الدعاية الناجحة هي الدعاية التي تحمل قصة!
هذه دعاية القرن الواحد والعشرين غير المكلفة، فهل سينتج عن ذلك اندثار وانقراض الصحف والمجلات الإلكترونية -أو الورقية على الأقل- التي تعتمد على الإعلانات، بعد إيجاد بدائل أرخص وأقوى جماهيرية نوعاً ما؟ أترك السؤال لك عزيزي القارئ.
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق