يقولون: «لا تجادل الأحمق حتى يستطيع الآخرون التفريق بينكما!». سأسألهم: «وإن تجادلوا كلهم مع بعضهم البعض، ماذا نقول عنهم؟!»، هذا هو حالنا اليوم، جدال في جدال حول اختلافات ضروري أن تطرأ بيننا، وأن نختلف فيها كما تختلف أصابع اليد! المشكلة عندما لا نتقبل اختلاف بعضنا ومذاهب ومشارب الآخرين، المشكلة عندما نخلق عاصفة كي نقنع الآخرين بصحة آرائنا، والمصيبة الأكبر عندما لا تستقر هذه العاصفة عند بر أمان!
إلى يومنا هذا، هنالك أناس يسألون لمجرد المجادلة فقط: هل تعمل المرأة أم لا؟ هل تقود المرأة السيارة أم لا ضرورة لذلك؟ ماذا عن الاختلاط؟ هل هو حرام أم حلال؟ وأسئلة أخرى كثيرة معظمها عن المرأة والسلفية والإسلام! منذ متى ونحن ندور في هذه الدائرة؟! هذه السلاسل كانت مسموحة قبل ٢٠١١ بسبب الكبت السياسي ولضيق مساحة الحوار، وبسبب الأغلال التي كانت تُوضع على العقول، أما الآن، ففُتحت الآفاق وتوسعت المدارك وكبرت فسحة التواصل، وزاد من ذلك الفضاء الافتراضي الذي قد يقرأ لك ما في «فيس بوك» و»تويتر» وغيرهما من المواقع، كله في آن واحد، فلماذا نصر على الحديث حول صغائر الأمور من تغطية لوجه المرأة وتغطية لركبة الرجل؟ لماذا لا نختلف ونتحدث بدلاً عن ذلك عن الاقتصاد المتدهور والذي سيتدهور في دول عربية عدة في الأيام المقبلة؟! لماذا لا نتحدث عن التعليم الذي لا نوليه أي اهتمام في بلداننا؟ لماذا نتحدث عن أي شيء، أي شيء غير البديهيات الدينية والدنيوية التي حفظناها وحفظنا الأدلة التي تسند آراءنا بها وحتى الأدلة التي تفند آراءنا بها؟!
الاختلاف نعمة من نعم الله ولون من ألوان الأرض، فالاختلاف مثلاً بين التفاحة «آبل» والتوت الأسود «بلاك بيري» هو ما يؤرجحنا بينهما ولا نحتمل ألا يختلفا، ولكم أن تتخيلوا الملل الذي كنا سنعيشه لو كنا كلنا نهتم بنفس الاتجاهات، ونحمل نفس الاهتمامات، ونبتسم في نفس الخلفيات بنفس الابتسامة، فلو تحقق هذا الشيء، لانتحر كل الرجال من الضجر ولتشاجر النساء فيما بينهن!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
إلى يومنا هذا، هنالك أناس يسألون لمجرد المجادلة فقط: هل تعمل المرأة أم لا؟ هل تقود المرأة السيارة أم لا ضرورة لذلك؟ ماذا عن الاختلاط؟ هل هو حرام أم حلال؟ وأسئلة أخرى كثيرة معظمها عن المرأة والسلفية والإسلام! منذ متى ونحن ندور في هذه الدائرة؟! هذه السلاسل كانت مسموحة قبل ٢٠١١ بسبب الكبت السياسي ولضيق مساحة الحوار، وبسبب الأغلال التي كانت تُوضع على العقول، أما الآن، ففُتحت الآفاق وتوسعت المدارك وكبرت فسحة التواصل، وزاد من ذلك الفضاء الافتراضي الذي قد يقرأ لك ما في «فيس بوك» و»تويتر» وغيرهما من المواقع، كله في آن واحد، فلماذا نصر على الحديث حول صغائر الأمور من تغطية لوجه المرأة وتغطية لركبة الرجل؟ لماذا لا نختلف ونتحدث بدلاً عن ذلك عن الاقتصاد المتدهور والذي سيتدهور في دول عربية عدة في الأيام المقبلة؟! لماذا لا نتحدث عن التعليم الذي لا نوليه أي اهتمام في بلداننا؟ لماذا نتحدث عن أي شيء، أي شيء غير البديهيات الدينية والدنيوية التي حفظناها وحفظنا الأدلة التي تسند آراءنا بها وحتى الأدلة التي تفند آراءنا بها؟!
الاختلاف نعمة من نعم الله ولون من ألوان الأرض، فالاختلاف مثلاً بين التفاحة «آبل» والتوت الأسود «بلاك بيري» هو ما يؤرجحنا بينهما ولا نحتمل ألا يختلفا، ولكم أن تتخيلوا الملل الذي كنا سنعيشه لو كنا كلنا نهتم بنفس الاتجاهات، ونحمل نفس الاهتمامات، ونبتسم في نفس الخلفيات بنفس الابتسامة، فلو تحقق هذا الشيء، لانتحر كل الرجال من الضجر ولتشاجر النساء فيما بينهن!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
مشكله عندما لاينظر الناس لأبعد من انوفهم, تصبح السطحية وتوافه الامور شغلهم الشاغل ونحن في وقت احوج ما نكون للتفكير بالمستقبل والتغيير الجذري. مقال جمييل. (:
ردحذف