هل يذكر أحد العالم قبيل ٢٠١١؟ هل يذكر أحد الخوف والكبت والموت الذي لاحقت رائحته أنوفنا؟ بالتأكيد نتذكر ولكن بصعوبة، فهذا العام قد بنى صرحاً تاريخياً وحده من ثورات وشعارات وارتقاء ووعي. هذا العام محا خرافات سطرتها أنظمة عاشت لعقود، وحكام اعتقدنا أنهم سيدومون لدهور! هذا العام كما تقول النكتة الدارجة: سيكون مائدة ضخمة وثقيلة تُقدم لطلاب التاريخ!
بدأ ٢٠١١ بثورة تحدّت كل شيء في تونس، وبرئيس جبان هرب عندما وعى أنه لن يستطيع قمع شعبه مجدداً، ثم أكملنا أول شهر فيه بثورة ملحمية في مصر تصور كل زوايا التمدن والحضارة التي عاشت في أنفس المصريين وحبسها النظام السابق. أما بعد، فتتابعت الثورات من ليبيا غرباً إلى اليمن جنوباً وسوريا شمالاً. والإصلاحات لم تقف عند تلك الحدود، والحراكان الشعبي والسياسي لم يجد له حدوداً. الكل أراد التغيير في العالم العربي، الكل أراد وطناً جديداً يتطلع إليه لا ينفر ويخاف منه!
تشبيه الثورات العربية بالربيع العربي يصف الشعور الذي بثته في نفوسنا ولا ينصفها هي في وصفها أو تأثيرها علينا وعلى بيئتنا ومجتمعاتنا. الثورات العربية أو الانتفاضات الشعبية -أياً أحببنا تسميتها- صدمت العرب كما صعقت العالم من حولنا، ويعود ذلك إلى قدرة العرب العجيبة سابقاً، على الصبر على الأكذوبة الديمقراطية، والمضي قدماً في التأخر الحضاري.
عرب ٢٠١١ يختلفون عن عرب ٢٠١٠ كما يختلف عرب ٤٨ عمن قبلهم ومن بعدهم، فجميعهم يريدون الحرية، جميعهم يصرخون من أجل الكرامة، وكلهم حنين إلى الوطن، الوطن الذين ينتمون إليه، ويتمنون أن يعطيهم كل حقوقهم.
٢٠١١ كان عام التحولات وسنة سقوط الحكام وفوز الشعوب، وكم من حاكم لم يتعظ بعد! كم من حاكم لم يعط أذنه للشارع بعد!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
بدأ ٢٠١١ بثورة تحدّت كل شيء في تونس، وبرئيس جبان هرب عندما وعى أنه لن يستطيع قمع شعبه مجدداً، ثم أكملنا أول شهر فيه بثورة ملحمية في مصر تصور كل زوايا التمدن والحضارة التي عاشت في أنفس المصريين وحبسها النظام السابق. أما بعد، فتتابعت الثورات من ليبيا غرباً إلى اليمن جنوباً وسوريا شمالاً. والإصلاحات لم تقف عند تلك الحدود، والحراكان الشعبي والسياسي لم يجد له حدوداً. الكل أراد التغيير في العالم العربي، الكل أراد وطناً جديداً يتطلع إليه لا ينفر ويخاف منه!
تشبيه الثورات العربية بالربيع العربي يصف الشعور الذي بثته في نفوسنا ولا ينصفها هي في وصفها أو تأثيرها علينا وعلى بيئتنا ومجتمعاتنا. الثورات العربية أو الانتفاضات الشعبية -أياً أحببنا تسميتها- صدمت العرب كما صعقت العالم من حولنا، ويعود ذلك إلى قدرة العرب العجيبة سابقاً، على الصبر على الأكذوبة الديمقراطية، والمضي قدماً في التأخر الحضاري.
عرب ٢٠١١ يختلفون عن عرب ٢٠١٠ كما يختلف عرب ٤٨ عمن قبلهم ومن بعدهم، فجميعهم يريدون الحرية، جميعهم يصرخون من أجل الكرامة، وكلهم حنين إلى الوطن، الوطن الذين ينتمون إليه، ويتمنون أن يعطيهم كل حقوقهم.
٢٠١١ كان عام التحولات وسنة سقوط الحكام وفوز الشعوب، وكم من حاكم لم يتعظ بعد! كم من حاكم لم يعط أذنه للشارع بعد!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق