الخميس، 5 أبريل 2012

100 صورة بيضاء

يوم الأحد الماضي، حضرت معرض صور فوتوغرافية في «كتارا» لأكثر من ٩٠ طالبة من مدارس ثانوية وإعدادية مختلفة ومترامية في الدوحة. كل الصور التي احتواها المعرض كانت قد صُورت في «كتارا»، بل إن بعض الطالبات قد تشاركن في تصوير نفس المنظر، ومع ذلك عمل كل واحدة منهن كان مختلفاً ومتميزاً عن الأخرى، ولم يشعر أي من الحاضرين بالملل رغم توحد موضوع المعرض، وتكرر بعض الصور من زوايا متغيرة ونظرات مختلفة، وحدث العكس تماماً من تفاعل وانجذاب الحضور لكل صورة التقطها الطالبات. رائحة الجمال سرت بالجو كسريان رائحة احتراق الصور في عهد الكاميرات القديمة، وقد كان معنا من ضمن الحضور سفير من فترة قريبة من ذاك العهد، ألا وهو المصور الرائع محمد المناعي الذي رافق كل صورة في رحلة خاصة بها، وناقش الطالبات بانبهار بما فعلته أياديهن الصغيرة. وشُده أيضاً حضور المعرض من إعلاميين وصحافيين، بما شاهدوه من مواهب وجمال خلقته قلوب يانعة، أما أكثر ما صدمني هو معرفتي بأن المعرض اعتمد كله على الجهد الشخصي للسيدة أمل عيسى التي عملت ورشات تصوير للطالبات قبل أن تأخذهن في رحلة إلى «كتارا»، وتوصل فكرة عرض صور الطالبات لـ «كتارا»، ليقبلوها بعدئذ. 
معرفتي لهذا الأمر وضحت من ترتيب القاعة والحضور الضعيف نسبياً بالنسبة لعدد الطالبات المشاركات، ونوعية الفن المشارك به، وكان عزائي ومأتمي أن كل ذلك عبارة عن عمل فردي لم تُسهم في دعمه أطراف أخرى كالدولة وبعض الشركات الوطنية التي تقدر على تنمية مواهب الطالبات، ومن ثم الاستفادة منها عبر توظيفها، فالمواهب إن تركت بلا تنمية تذوي وتموت، وبذلك تصبح خسارة قطر خسارتين، إما بعدم الانتفاع من مواهب الفتيات أو بتركها بلا تطوير فتموت، ويموت بسببها جزء صغير من روح الوطن.
شارك في المعرض أكثر من ٩٠ فتاة يتأرجحن بين مرحلتي الإعدادية والثانوية، جميعهن أنتجن فناً لا أرى كيف لمثل من في عمرهن أن يُولدنه، وبذلك أتمنى أن تبرز أسماؤهن في المستقبل كبروز شمس في سماء التصوير الضوئي، فنحن نحتاج إلى «تمهين» فن التصوير ولا عيب في ذلك، فلا ينقص هذا الفن عن أي مهنة أو فن آخر. 
وبعد ذاك المعرض أجزم بأننا لا نشكو من شح المصورين القطريين، سواء أكانوا رجالاً أم نساء، ولكن لدينا حالة بعد عن الإعلام والبقاء في الظل لانعدام الدعم المادي والمعنوي. ومن هنا يجب أن يبدأ التشجيع والدفع إلى الأمام.




جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...