هزت فاجعة فيلاجيو المجتمع القطري، مقيمين ومواطنين، فالحريق الذي صاحبت أدخنته، أرواح أطفال ومدرسات وإطفائيين إلى السماء، حدث بشكل مباغت في الدولة التي تعد الأكثر أمناً وسلاماً عربياً، ولذلك كانت ردة الفعل قوية من المسؤولين ومن المسؤول عليهم، فقد أمر ولي العهد الأمين تميم بن حمد آل ثاني، بتشكيل لجنة للتحقيق بوقائع الحريق برئاسة عبدالله بن حمد العطية، في مدة حُددت لهم لكي يستخرجوا بها خلاصة أسباب وظروف الحريق، وبحسب البيان التي أصدرته اللجنة، تم كل شيء على قدر الأوامر.
نشكر لجنة التحقيق على إيجاد سبب حريق فيلاجيو في أسبوع واحد فقط من الحريق، وعلى الظروف والملابسات الدقيقة التي توصلت لها، بالإضافة إلى توصياتها. ومن تفاصيل الحريق الذي اتضح بأنه كان بسبب خلل كهربائي في موصلات وتجهيزات مصباح الإضاءة «فلوريسنت»، والذي أدى إلى اشتعال مكوناته البلاستيكية، ومن ثم سقوطه على بضائع مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال في محل نايكي للملابس الرياضية، نعي بأن الحريق بدأ في أقل مكان توقعنا نشوبه فيه، فهو لم يحدث في مطبخ مطعم من مطاعم فيلاجيو، ولا في صالون الحلاقة، بل حدث في محل لبيع الملابس! والذي كما قيل أسهم في انتشاره البضائع المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال. وفي كل محل من محلات فيلاجيو مواد قابلة للاشتعال وبضائع قابلة للاشتعال، وبذلك يكون نشوب حريق في أي ركن من أركان فيلاجيو ذا نسبة مقبولة! ألم يع ذلك المسؤولون والجهات التي أعطت التراخيص اللازمة لفتح محلات لا تصل حتى إلى حد أدنى من معايير السلامة والأمن؟ أم كانت هنالك أمور جعلت النظر إلى المحلات وتصاريحها بعدسة غير واضحة؟!
ثم نجد أن فشل أحد موظفي نايكي وأحد رجال الأمن في فيلاجيو في إطفاء الحريق -كما يقول التقرير- هو ما ساعد على انتشار الحريق بشكل سريع، وفشل الموظفين هنا ليس بسبب عدم إخمادهم للحريق، ولكن بسبب عدم اتباعهم إجراءات محددة أو بروتوكول معين في مثل هذه الحالات، فهم لم يتصلوا حتى بالدفاع المدني، الذي تلقى نداء استغاثة من أحد رجاله الذي كان موجوداً بالصدفة بالقرب من المجمع التجاري، وليس مثلاً من جهاز إنذار الحريق المبكر، والذي ليس مركباً أصلاً في فيلاجيو!
وقد ذكر البيان الصحافي الذي أصدرته اللجنة المكلفة بمتابعة حريق مجمع فيلاجيو أسباباً مهدت الطريق للحريق، مثل عدم وجود خطط محكمة في فيلاجيو للتعامل مع مثل هذه الكوارث، وضعف في التنسيق بين الأجهزة الحكومية المسؤولة لضمان السلامة العامة، إضافة إلى وجود فجوات في متطلبات الأمان ومكافحة الحرائق. وأهم ما أحدثه حريق فيلاجيو هو شد النظر نحو قضية عدم الالتزام بالقوانين المعتمدة للسلامة ومكافحة الحرائق في كثير من المباني والأماكن العامة في الدولة، مما زاد من قلق المواطن والمقيم، فبدأنا نشك أي الأماكن محمية وأيها محمية بشكل مزيف؟ وهدأ من روعنا قليلاً أننا بدأنا نرى تطبيق بعض توصيات لجنة تحقيق حريق فيلاجيو، حيث أُغلق في الأسبوع الماضي مجمع من أكبر المجمعات التجارية في الدوحة، إلى حين استيفائه معايير الأمن والسلامة، وبهذا نستطيع أن نطمئن إلى أرضنا وإلى قيادتنا التي احتوت الموقف من كل النواحي، وبشكل كامل. حفظ الله قطر، أرضاً وشعباً!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
نشكر لجنة التحقيق على إيجاد سبب حريق فيلاجيو في أسبوع واحد فقط من الحريق، وعلى الظروف والملابسات الدقيقة التي توصلت لها، بالإضافة إلى توصياتها. ومن تفاصيل الحريق الذي اتضح بأنه كان بسبب خلل كهربائي في موصلات وتجهيزات مصباح الإضاءة «فلوريسنت»، والذي أدى إلى اشتعال مكوناته البلاستيكية، ومن ثم سقوطه على بضائع مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال في محل نايكي للملابس الرياضية، نعي بأن الحريق بدأ في أقل مكان توقعنا نشوبه فيه، فهو لم يحدث في مطبخ مطعم من مطاعم فيلاجيو، ولا في صالون الحلاقة، بل حدث في محل لبيع الملابس! والذي كما قيل أسهم في انتشاره البضائع المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال. وفي كل محل من محلات فيلاجيو مواد قابلة للاشتعال وبضائع قابلة للاشتعال، وبذلك يكون نشوب حريق في أي ركن من أركان فيلاجيو ذا نسبة مقبولة! ألم يع ذلك المسؤولون والجهات التي أعطت التراخيص اللازمة لفتح محلات لا تصل حتى إلى حد أدنى من معايير السلامة والأمن؟ أم كانت هنالك أمور جعلت النظر إلى المحلات وتصاريحها بعدسة غير واضحة؟!
ثم نجد أن فشل أحد موظفي نايكي وأحد رجال الأمن في فيلاجيو في إطفاء الحريق -كما يقول التقرير- هو ما ساعد على انتشار الحريق بشكل سريع، وفشل الموظفين هنا ليس بسبب عدم إخمادهم للحريق، ولكن بسبب عدم اتباعهم إجراءات محددة أو بروتوكول معين في مثل هذه الحالات، فهم لم يتصلوا حتى بالدفاع المدني، الذي تلقى نداء استغاثة من أحد رجاله الذي كان موجوداً بالصدفة بالقرب من المجمع التجاري، وليس مثلاً من جهاز إنذار الحريق المبكر، والذي ليس مركباً أصلاً في فيلاجيو!
وقد ذكر البيان الصحافي الذي أصدرته اللجنة المكلفة بمتابعة حريق مجمع فيلاجيو أسباباً مهدت الطريق للحريق، مثل عدم وجود خطط محكمة في فيلاجيو للتعامل مع مثل هذه الكوارث، وضعف في التنسيق بين الأجهزة الحكومية المسؤولة لضمان السلامة العامة، إضافة إلى وجود فجوات في متطلبات الأمان ومكافحة الحرائق. وأهم ما أحدثه حريق فيلاجيو هو شد النظر نحو قضية عدم الالتزام بالقوانين المعتمدة للسلامة ومكافحة الحرائق في كثير من المباني والأماكن العامة في الدولة، مما زاد من قلق المواطن والمقيم، فبدأنا نشك أي الأماكن محمية وأيها محمية بشكل مزيف؟ وهدأ من روعنا قليلاً أننا بدأنا نرى تطبيق بعض توصيات لجنة تحقيق حريق فيلاجيو، حيث أُغلق في الأسبوع الماضي مجمع من أكبر المجمعات التجارية في الدوحة، إلى حين استيفائه معايير الأمن والسلامة، وبهذا نستطيع أن نطمئن إلى أرضنا وإلى قيادتنا التي احتوت الموقف من كل النواحي، وبشكل كامل. حفظ الله قطر، أرضاً وشعباً!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
موضوع رائع و مدونة جميلة جدا .. بارك الله فيك
ردحذف