(1)
في نفس السنة التي توفي فيها نيل آرمسترونغ، سقط علينا فيليكس بومغارتنر بمظلة من على ارتفاع ١٢٠ ألف قدم، أي من المنطقة التي تلامس الغلاف الجوي! ما السر الذي تتوقعونه وراء إنتاج الغرب كل هؤلاء "المغيرين" في تاريخ الإنسان، في حين أن العرب يعجزون عن إنتاج ملعقة صغيرة؟
(2)
في مكان ما في العالم، هنالك شخص يشاهد ويعيد مشاهدة الفيديو الذي صور سقوط فيليكس، كي يكتب ملاحظاته عن تلك التجربة الشجاعة، وعلى نفس الأرض، ولكن في مكان آخر بعيد، هنالك شخص يشاهد الفيديو لأول مرة كي يتأكد من حياة فيليكس، ثم يشاهده عدة مرات كي يثبت أن الفيديو غير حقيقي، وأن الشيء الأبيض الذي ظهر ساقطاً مرتجفاً ليس إلا كتلة بيضاء خالية من الجسد الإنساني!
(3)
يمكن النظر لقفزة فيليكس على أنها تجربة وعدت! أو تجربة شعرنا بالإثارة خلالها وخلاص! وفي أسوأ الأحوال ستكون كابوساً عند تغيير مناهج الفيزياء التي تشبعت من نيوتن والنظريات الحجرية!
ويمكن النظر إليها على أنها قفزة وليست سقوطاً فقط، بل إنها سقوط قصد حفرة التغيير والتاريخ والإنسانية التي لا تريد إلا أن تتطور وتتغير، فتزداد علماً ووسعاً!
(4)
- ما الذي أوصل فيليكس إلى الكبسولة الفضائية التي قفز منها؟
- أوصله إليها إرادته وشجاعته وتشجيع من حوله، وبمناسبة ذلك، انتشرت نكتة تقارن بين تشجيع أم فيليكس له وبين الأمهات العربيات اللاتي يغضبن على أبنائهن إن هم حاولوا ركوب لعبة مرتفعة في مدينة الملاهي!
(5)
ساعد جون كيتغنير -حامل الرقم القياسي السابق في القفز بالمظلة- فيليكس بومغارتنر على تحطيم معظم أرقامه، فوقعوا سوية ومباشرة إلى كتب التاريخ، فمن يحفر حفرة لأخيه، يقع فيها!
لماذا لا نفسر نفس المثل بهذا الشكل في ثقافتنا العربية؟
(6)
يمكن لأي واحد منا أن يكون فيليكس، يجب فقط أن نجد أحلامنا ونجمعها بالإرادة القوية والثبور غير المنقطع، وأن نتأكد أن كل شيء نحلم به قد يتحقق لو آمنا بأنفسنا وسعينا وراءه، فلا شيء مستحيل!
(7)
أكثر ما أحببت في تجربة قفزة فيليكس التي عشناها معه -و لكن بطريقة مغايرة- هو اجتماع القلوب حوله عند قفزه، فرغم اختلاف الأديان والأعراق والجنسيات والألوان، صلى الجميع من أجل فيليكس في تلك اللحظة! فما أجمل الإنسانية التي تجمعنا!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر
في نفس السنة التي توفي فيها نيل آرمسترونغ، سقط علينا فيليكس بومغارتنر بمظلة من على ارتفاع ١٢٠ ألف قدم، أي من المنطقة التي تلامس الغلاف الجوي! ما السر الذي تتوقعونه وراء إنتاج الغرب كل هؤلاء "المغيرين" في تاريخ الإنسان، في حين أن العرب يعجزون عن إنتاج ملعقة صغيرة؟
(2)
في مكان ما في العالم، هنالك شخص يشاهد ويعيد مشاهدة الفيديو الذي صور سقوط فيليكس، كي يكتب ملاحظاته عن تلك التجربة الشجاعة، وعلى نفس الأرض، ولكن في مكان آخر بعيد، هنالك شخص يشاهد الفيديو لأول مرة كي يتأكد من حياة فيليكس، ثم يشاهده عدة مرات كي يثبت أن الفيديو غير حقيقي، وأن الشيء الأبيض الذي ظهر ساقطاً مرتجفاً ليس إلا كتلة بيضاء خالية من الجسد الإنساني!
(3)
يمكن النظر لقفزة فيليكس على أنها تجربة وعدت! أو تجربة شعرنا بالإثارة خلالها وخلاص! وفي أسوأ الأحوال ستكون كابوساً عند تغيير مناهج الفيزياء التي تشبعت من نيوتن والنظريات الحجرية!
ويمكن النظر إليها على أنها قفزة وليست سقوطاً فقط، بل إنها سقوط قصد حفرة التغيير والتاريخ والإنسانية التي لا تريد إلا أن تتطور وتتغير، فتزداد علماً ووسعاً!
(4)
- ما الذي أوصل فيليكس إلى الكبسولة الفضائية التي قفز منها؟
- أوصله إليها إرادته وشجاعته وتشجيع من حوله، وبمناسبة ذلك، انتشرت نكتة تقارن بين تشجيع أم فيليكس له وبين الأمهات العربيات اللاتي يغضبن على أبنائهن إن هم حاولوا ركوب لعبة مرتفعة في مدينة الملاهي!
(5)
ساعد جون كيتغنير -حامل الرقم القياسي السابق في القفز بالمظلة- فيليكس بومغارتنر على تحطيم معظم أرقامه، فوقعوا سوية ومباشرة إلى كتب التاريخ، فمن يحفر حفرة لأخيه، يقع فيها!
لماذا لا نفسر نفس المثل بهذا الشكل في ثقافتنا العربية؟
(6)
يمكن لأي واحد منا أن يكون فيليكس، يجب فقط أن نجد أحلامنا ونجمعها بالإرادة القوية والثبور غير المنقطع، وأن نتأكد أن كل شيء نحلم به قد يتحقق لو آمنا بأنفسنا وسعينا وراءه، فلا شيء مستحيل!
(7)
أكثر ما أحببت في تجربة قفزة فيليكس التي عشناها معه -و لكن بطريقة مغايرة- هو اجتماع القلوب حوله عند قفزه، فرغم اختلاف الأديان والأعراق والجنسيات والألوان، صلى الجميع من أجل فيليكس في تلك اللحظة! فما أجمل الإنسانية التي تجمعنا!
جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر