الخميس، 11 أكتوبر 2012

قطر كما هي اليوم

قطر -رغم كمالها في أعيننا- إلا أنها كسائر بلدان العالم، وككل الأشياء المخلوقة، ليست كاملة، وبها ما بها من سلبيات وإيجابيات، وعليها انتقادات وإشادات، والمواطن الصالح هو الذي يذكر سيئات وحسنات بلاده، يذكر الأولى كي يغير واقعها فيمحوها بالحسنة، ويذكر الثانية كي يفتخر ببلده ومكانه الذي ينتمي إليه.
إنجازات قطر لا يمكن تضييقها كي تُلبس في مقالة صحافية، ولكن يمكن العروج على بعضها هنا، فتميز قطر في شتى المجالات وإن تم ذكره في جميع أصقاع العالم إلا أن ذكره على لسان أحد أبنائها دائماً مختلف، ففيه صبغة الفخر الممزوجة بشيء من الطموح وأمنية التقدم بخطوات أوسع إلى الأمام، وبذلك أسرد موجز بعض إنجازات وطننا اليوم في نواحٍ مهمة:
من الناحية السياسية، تجتمع دول العالم لتتفق على تميز قطر في تعاطيها على الصعيد السياسي والدبلوماسي، الذي تجمع به أضداد العالم على أرضها لترضي بدبلوماسيتها الرفيعة جميع الأطراف، وخير شاهد على ذلك دور قطر في المصالحة اللبنانية والفلسطينية والسودانية في دارفور، بالإضافة إلى سباقها دول العالم في تسجيل مواقف مشرفة، أقربها كان العام الماضي عندما أوضحت موقفها من ثورات شعوب الربيع العربي.
من الناحية الاقتصادية، كان اقتصاد قطر من أقل الاقتصادات تأثراً بالأزمة العالمية، كما أنه اتخذ طريقاً مغايراً في عوالم الاقتصاد، فجعل الاستثمار مورداً أساسياً له. فقطر اليوم عززت اقتصادها بباقة استثماراتها المنوعة في كل بلد وفي كل مجال وشكل، ولذلك فإننا عندما نصادف مجالاً استثمارياً ضخماً في أي بقعة من بقاع العالم، نبحث فوراً عن قطر، فالأكيد أنها لن تفوت فرصة كهذه!
من الناحية التعليمية، برامج الابتعاث موجودة في قطر لكثير من جامعات العالم وللتخصصات المختلفة الخارجية والداخلية، كما يوجد لدينا داخلياً المدينة التعليمية التي تحتوي على ثمان من أفضل الجامعات العالمية مثل جورج تاون، وجامعة تكساس إي آند أم، بالإضافة إلى مراكز أبحاث عالمية.
من الناحية الثقافية، لدينا سوق واقف الذي «يقف» على التراث والثقافة في أزقته ومعارضه، و»كتارا» التي تجمع بين ثقافات مختلفة في مساحتها الكبيرة «داخل» و»خارج» قطر، بالإضافة إلى دار بلومزبري- قطر للنشر التي تترجم وتنشر أعمال مهمة لقطريين وغيرهم، ولا ننسى أيضاً دور هيئة متاحف قطر في توثيق الثقافة وعرض الآثار والتاريخ ودمجها مع الفن، وخير مثال على ذلك متحف الفن الإسلامي الذي يُزين كورنيش الدوحة.
من الناحية الإعلامية، لدينا قنوات كقناة قطر والريان وباقة الجزيرة التي تبث من وفي قطر. وكم أزعجت الجزيرة بعض الناس، وفي بعض الأحيان نفس الناس الذين يحرصون على متابعتها وتصديق كل ما تبثه رغم أنهم -أنفسهم- من يحاولون جرح «مصداقيتها» في الوقت نفسه! فكيف لا تنجح وتبقى على رأس الهرم الإخباري العربي بل والعالمي؟!
من يقرأ ويسمع عن قطر سيتعجب بالتأكيد، فكيف لدولة صغيرة لا يتعدى مواطنوها 400 ألف نسمة أن تحدث كل هذا التقدم في شتى المجالات وفي وقت قصير؟! وعندما يتعجب سيضطر للقراءة مجدداً والبحث كي يعرف السبب، وأنا سأوفر له السبب دون أن يلج بحور البحث الصعبة، وهو أن قطر لديها أبناء يسعون وراء التغيير والتنمية التي تحلق ببلادهم إلى مصاف الدول المتقدمة، كما أن لديها قيادة تدفع بهذا التغيير وتشجع عليه، فكيف لا تتقدم دولة بشعب وقيادة كهذه؟


جواهر بنت محمد آل ثاني.
صحيفة العرب القطرية.
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...