الخميس، 4 أكتوبر 2012

البنية التحتية القطرية!

مع سقوط أول أمطار هذا العام بعد انقضاء فصل الصيف في قطر، اعتلت الابتسامات الممزوجة بالضحكات وجوه المواطنين والمقيمين، فرحاً واستبشاراً بالخير الذي زين سماء يوم الجمعة الماضي على نحو مفاجئ، ولكن سرعان ما تغيرت أسباب الضحك والابتسام -إلى أسباب أكثر قتماً- عندما «غرقت» منطقة الشحانية وطريق دخان السريع «الجديد»!
مع غرق الشحانية وطريق دخان وانتشار صور السيارات الغارقة في المياه، ارتفعت أسئلة كثيرة على السطح، وشابت الموضوع رائحة كريهة تشبه رائحة المجاري التي تفتقد أنابيبها الكثير من مناطق دولتنا الكريمة! هل توجد في قطر بنية تحتية؟! وإن كان الجواب نعم، فهل هي «فاسدة» بقدر طريق دخان والشوارع الأخرى التي فاضت مع أولى قطرات المطر؟! هل هي موجودة لأننا «نسمع» بوجودها ولكننا لا نراها عندما يتطلب الأمر ذلك؟! وإن كان الجواب لا، فأين تذهب المليارات التي تخصصها الدولة لـ «أشغال» كي تبني لدولتنا البنية التحتية التي تستحقها؟! ماذا سنستفيد من شوارع واسعة بلا بنية تحتية متكاملة «تفيض» كلما زارتها بضع قطرات من المطر! ثم ما هدف تحمل المواطنين والمقيمين للحفريات التي تقيمها «أشغال» في الطرق من أجل «البنية التحتية» على مدار السنة إن كانت هذه النتيجة النهائية؟ وهذه الأسئلة تحملنا للسؤال الأهم: هل أصبحت «البنية التحتية القطرية» نكتة؟ ومن جعلها كذلك؟!
بعد يوم من غرق طريق دخان عقدت «أشغال» اجتماعاً «عاجلاً» لمراجعة البنية التحتية للطريق، وصرح مسؤول فيها بعدة «أعذار» لدرء الحرج الذي تسببت به الأمطار للهيئة، ومن هذه الأعذار أقتبس هذه الكلمات: «أشغال قامت بدورها منذ ملاحظة تجمع السحب الممطرة صبيحة الجمعة، حيث أعطيت التعليمات لغرفة العمليات بالهيئة لخروج شاحنات الصهاريج وآليات ضخ المياه إلى الطرق الرئيسة في وقت مبكر، لكن الأمر كان أكبر من المتوقع»، ويشير نفس المسؤول إلى أن «أشغال» وفرت عشر شاحنات صهاريج، وأسهمت وزارة البلدية والتخطيط العمراني بحوالي 30 شاحنة لشفط المياه المتجمعة.
هل دور «أشغال» توفير صهاريج شفط المياه أم تأسيس البنية التحتية؟! ما هذه النكتة السمجة! ثم يزيد مسؤول «أشغال» قائلاً: إن ارتفاع المنطقة التي يتواجد بها جسر الشحانية وانخفاض المناطق المحيطة بها، أسهم في تجمع كميات كبيرة من الأمطار، عجزت قنوات التصريف عن تحملها، وهو ما سيتم تداركه في التدابير التي ستتخذ من قبل الهيئة!! هل لنا أن نسأل كيف سيتم ذلك؟ هل ستوفر «أشغال» المزيد من الصهاريج أم سترجع لتؤسس بنى تحتية يمكننا منحها الثقة؟! وهل تعيش «أشغال» في عام ٢٠١٢ أم إنها لا تزال قابعة في عقود سابقة مليئة بصهاريج شفط مياه الأمطار؟!
نستضيف في قطر عشرات المؤتمرات سنوياً، بالإضافة إلى البطولات والألعاب وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي نفخر بإقامتها على أرضنا كما أننا ننتظر عام ٢٠٢٢ بفارغ الصبر وبأيدينا العاملة وعقولنا المخططة، نفس الأيادي والعقول التي تعمل من أجل تحقيق الرؤية القطرية الوطنية الشاملة لعام ٢٠٣٠، ومن أجل بلدنا والرؤية التي وُضعت من أجله، نحتاج إلى بنية تحتية تعادل طموحنا، لنقل دولتنا إلى مصاف دول العالم الأول، ولا نريد بنية تحتية ورقية، تُبل ويُشرب ماؤها ما إن تتجمع الغيوم ويسقط المطر!
قطر تستحق الأفضل يا «سادة»!


جواهر بنت محمد آل ثاني

صحيفة العرب القطرية
المصدر

هناك تعليق واحد:

  1. على الانسان ان يستفيد من كل ما يقابل فى حياته ، وانا استفدت معلومة جديدة اليوم من هنا

    ردحذف

الحقيقة الفلسطينية

        الشمس لا تُغطى بغربال، و الحقيقة كذلك. طوال العقود الماضية، كانت حقيقة ما يجري في فلسطين، و الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، يُملى على م...