شاهدت قبل أيام مضت فيلماً قصيراً يتحدث فيه شاب عن الأجيال الحالية، وكيف أنها تركت الحياة الحقيقية وانتقلت إلى الحياة الافتراضية بكل صورها وأفلامها وحتى أصدقائها! تحدث أيضاً عن الأجيال القديمة التي عاشت حياتها بطولها وعرضها، وعن الأجيال الجديدة التي تلبس النظارة الطبية من المهد وتحمل الآي باد، بدلاً من الألعاب التقليدية، إلى كل مكان، حتى سكتت الحدائق عن أصوات الأطفال.
أثرت في رسالة الفيلم بمعناها «انظر إلى أعلى، واترك هاتفك ولا تدع الحياة تفوتك!». كانت هنالك إشارة إلى أصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين نعتقد أنهم أصدقاء -مع احتفاظ كل قاعدة باستثناءاتها- وعلامة تعجب كبيرة إلى جانب الفرص التي تفوت الإنسان يومياً لمجرد أنه يبدي اهتماماً بهاتفه وأجهزته الإلكترونية أكثر من اهتمامه بما يجري من حوله.
الفيلم لم يتجاوز العشر دقائق، لكنه حمل رسائل أطول من هذه الدقائق، وبرأيي يجب أن تُدرس أفكاره في المدارس منذ سن صغيرة أو في البيوت على الأقل من قبل الأهالي، فلا يكفي نهر الأب لابنه بأن يترك الهاتف النقال على طاولة الغداء مثلاً، أو استياء الأم من تصوير ابنتها لكل تفصيل من تفاصيل حياتها ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يجب توعيتهم لآثار ما يفعلونه على حياتهم وشخصياتهم وخصوصيتهم، وما يفوتهم بسبب أفعالهم أو امتناعهم عن أفعال أخرى، لانغماسهم في العوالم الافتراضية. فمواقع التواصل الاجتماعي، ككل شيء، لها جانبان، سلبي وإيجابي، تركها يعني خسارة توعية واطلاع ومعرفة، وإدمانها يعني تغييب الحياة الحقيقية من أجل الافتراضية، وهو ما سيندم عليه أي شخص عندما يدرك كم الفرص التي فاتته وعدد الأيام التي مضت دون أن يعيشها بأحداثها.
أصدقاؤك الافتراضيين، ليسوا بأصدقاء حقيقين ما لم تربطهم بواقعك، سواء أكان ذلك بلقاء أو بمكالمة أو بإحساس حقيقي، وصورك وفيديوهاتك على مواقع التواصل الاجتماعي بجانب كلماتك، كلها افتراضية ما لم تظهر جانباً حقيقياً من جوانبك، لا جوانب مزيفة من زوايا مغرية، أو لوحات مضافاً إليها ألواناً تجميلية، فكلها تخالف الحقيقة ما دامت لا تعبر عنك، وما يعبر عنك هو كل الحقيقة، وهو ما يساعدك على التقدم والنمو، وكيف تتقدم وتنمو إن لم تترك هاتفك وتنظر إلى أعلى من حين لآخر؟ لن تفعل! ولذلك، عليك أن ترفع رأسك إلى عيون العالم اليقظة!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر
أثرت في رسالة الفيلم بمعناها «انظر إلى أعلى، واترك هاتفك ولا تدع الحياة تفوتك!». كانت هنالك إشارة إلى أصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين نعتقد أنهم أصدقاء -مع احتفاظ كل قاعدة باستثناءاتها- وعلامة تعجب كبيرة إلى جانب الفرص التي تفوت الإنسان يومياً لمجرد أنه يبدي اهتماماً بهاتفه وأجهزته الإلكترونية أكثر من اهتمامه بما يجري من حوله.
الفيلم لم يتجاوز العشر دقائق، لكنه حمل رسائل أطول من هذه الدقائق، وبرأيي يجب أن تُدرس أفكاره في المدارس منذ سن صغيرة أو في البيوت على الأقل من قبل الأهالي، فلا يكفي نهر الأب لابنه بأن يترك الهاتف النقال على طاولة الغداء مثلاً، أو استياء الأم من تصوير ابنتها لكل تفصيل من تفاصيل حياتها ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل يجب توعيتهم لآثار ما يفعلونه على حياتهم وشخصياتهم وخصوصيتهم، وما يفوتهم بسبب أفعالهم أو امتناعهم عن أفعال أخرى، لانغماسهم في العوالم الافتراضية. فمواقع التواصل الاجتماعي، ككل شيء، لها جانبان، سلبي وإيجابي، تركها يعني خسارة توعية واطلاع ومعرفة، وإدمانها يعني تغييب الحياة الحقيقية من أجل الافتراضية، وهو ما سيندم عليه أي شخص عندما يدرك كم الفرص التي فاتته وعدد الأيام التي مضت دون أن يعيشها بأحداثها.
أصدقاؤك الافتراضيين، ليسوا بأصدقاء حقيقين ما لم تربطهم بواقعك، سواء أكان ذلك بلقاء أو بمكالمة أو بإحساس حقيقي، وصورك وفيديوهاتك على مواقع التواصل الاجتماعي بجانب كلماتك، كلها افتراضية ما لم تظهر جانباً حقيقياً من جوانبك، لا جوانب مزيفة من زوايا مغرية، أو لوحات مضافاً إليها ألواناً تجميلية، فكلها تخالف الحقيقة ما دامت لا تعبر عنك، وما يعبر عنك هو كل الحقيقة، وهو ما يساعدك على التقدم والنمو، وكيف تتقدم وتنمو إن لم تترك هاتفك وتنظر إلى أعلى من حين لآخر؟ لن تفعل! ولذلك، عليك أن ترفع رأسك إلى عيون العالم اليقظة!
جواهر بنت محمد آل ثاني
صحيفة العرب القطرية
المصدر